نص حواري بين أربعة أشخاص عن الصدقة

كتابة:
نص حواري بين أربعة أشخاص عن الصدقة



نص حواري بين أربعة أشخاص عن الصدقة

إن الصدقة بكل أنواعها سواء كانت مادية أو معنوية من الأعمال التي يحبها الله، وفي ما يأتي نص حواري بين أربعة أشخاص عن الصدقة، وفضلها:

  • محمد: السلام عليكم ورحمة الله، تقبل الله منكم هذا العمل الخير، وهذه الصدقة الطيبة -إن شاء الله-، وأرجو أن نكون مقبولة مباركاً فيها، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما تَصَدَّقَ أحَدٌ بصَدَقَةٍ مِن طَيِّبٍ، ولا يَقْبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ، إلَّا أخَذَها الرَّحْمَنُ بيَمِينِهِ وإنْ كانَتْ تَمْرَةً فَتَرْبُو في كَفِّ الرَّحْمَنِ حتَّى تَكُونَ أعْظَمَ مِنَ الجَبَلِ).[١]
  • أنس: يا الله، هل هذه الصدقة البسيطة لها كل هذا الأثر؟.
  • زيد: نعم، من فضل الله وكرمه وسعة رحمته، جعل عبادة الصدقة لها من الأثر والفضل ما لا تتخيل، ومن علمها لم يبخل طمعا بهذا الأجر.
  • حذيفة: وما هي فضائل الصدقة؟.
  • محمد: الصدقة من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله -عز وجل-، وقد تدفع عن الإنسان المصائب، وللناس في الصدقات قصص وتجارب.
  • أنس: ولو كان الإنسان صاحب ذنوب؟.
  • محمد: صاحب الذنوب أكثر الناس حاجة للصدقة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الصَّدقةُ تُطْفِئُ الخطيئةَ كما يُطْفِئُ الماءُ النَّارَ).[٢]
  • زيد: وصاحب المال القليل؟.
  • حذيفة: ولو بشق تمرة، حديث النبي لم يضع حداً، قال -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فمَن لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ)،[٣] وعوض الله عظيماً، جاء في الحديث القدسي: (قالَ اللَّهُ: أنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ).[٤]


نص حواري بين أربعة أشخاص عن أنواع الصدقة

إن الصدقة تنقسم إلى قسمين، عندما يطلق على الزكاة كلمة الصدقة، فهذه الصدقة المفروضة، والقسم الثاني صدقة التطوع، وصدقة التطوع لها أنواع وتنقسم قسمان، سنتعرف عليها في هذا النص الحواري بين أربعة أشخاص:

  • محمد: عظم الله أجركم، علمت من أهل الحي أن والدك توفاه الله، وأسأل الله أن تكون ابناً صالحاً له، فلا ينقطع خيره من الدنيا.
  • أنس: شكر الله سعيكم، اللهم أمين، فعلاً قد بدأت بهذا، ونويت توزيع الماء على المارة في الطريق كصدقة عنه.
  • زيد: هذا خير عظيم يا أخي، لكن برأيي أن أتشارك معك بحفر بئر ماء في منطقة نائية، يستفيد منها عدد كبير ولمدة طويلة.
  • حذيفة: إن بئر الماء صدقة جارية، لا ينقطع أجرها ثوابها حتى بعد الموت، أشجعكم على هذا.
  • محمد: صحيح، وكل ما تيسر لكم تستطيعون التصدق بما تيسر معكم، ولو كان صدقة غير جارية، لكن ثوابها عظيم، وأبواب الخير كثيرة.
  • أنس: الحمد لله نملك المال لتكون هذا العبادة من نصيبنا.
  • محمد: لا تقتصر الصدقة على أصحاب الأموال، وليست عبادة خاصة بالأغنياء، قال -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ).[٥]


نص حواري بين أربعة أشخاص عن إخفاء الصدقة

يبادر بعض المسلمين إلى إظهار الصدقات والتشجيع عليها، ومنهم من لا يعلم عن بذله حتى أقرب الناس له، وفي ما يلي نص حواري بين أربعة أشخاص عن إخفاء الصدقة:

  • محمد: أبي، قال لنا المعلم أن إخفاء الصدقة خير وأولى من إظهارها، لماذا أعلنت عن تبرعك لإعادة ترميم المسجد؟
  • أنس: صحيح الأولى والأصل في الصدقات إخفاؤها؛ لكن الإعلان عنها لهدف إذا كان مع إخلاص ودون رياء هو خير، فلو لم أعلن عن جمع التبرعات لما استطعنا جمع هذا المبلغ بهذه السرعة، فإعلاني كان فيه تشجيع للناس، وتربية لتلاميذي، وقدوة حسنة لكم، وأصبح هناك جو من التنافس على الخير.
  • زيد: صدقت يا أبي، قال -تعالى-: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).[٦]
  • حذيفة: بارك الله في حرصكم على الخير، المهم أن لا نبتغي بالصدقة الشهرة والسمعة، وأن نقدمها بشكل متواضع ونحن على يقين أن هذا رزق الله، فلا يتبع تقديم الصدقات تصوير أو إذلال للناس والمنّ عليهم، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).[٧]

المراجع

  1. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1014 ، صحيح.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن كعب بن عجرة ، الصفحة أو الرقم:614 ، حسن غريب.
  3. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عدي بن حاتم الطائي، الصفحة أو الرقم:6540 ، صحيح.
  4. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7495 ، صحيح.
  5. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2989 ، صحيح.
  6. سورة البقرة، آية:271
  7. سورة البقرة، آية:264
3955 مشاهدة
للأعلى للسفل
×