نص وصفي عن الأب
عند كتابة نص وصفي عن الأب فإنّه سيتم الحديث عن عمود الأساس الذي تقوم عليه الأسرة، فالأب هو مشعل الضوء الي ينير الدرب للأجيال، وهو سبب الراحة والأمان للزوجة والأبناء، فهم يستمدُّون من الأب الاحساس بالقوة، ويساعدهم وجوده على مواجهة المشكلات وتخطي العقبات التي قد تقف في طريقهم، والأب هو المُعلِّم الواعي الذي يعرف تفاصيل الأمور في بيته، فيكون له قدرة أكبر على مساعدة أفراد الأسرة على فهم أنفسهم، والخروج من أزماتهم الشخصية في البيئات المختلفة التي يعيشون فيها ويتفاعلون معها، سواء كانت البيئة المدرسيّة، أو البيئة الاجتماعيّة، أو بيئة العمل.
وعند كتابة نص وصفي عن الأب لا بُدَّ من الإشارة إلى بعض المهام التي تقع على عاتق الأب في الأسرة، فهو المُكلَّف بتأمين لقمة العيش لزوجته وأبنائه، ومن أجل ذلك يبذل ما يستطيع من وقت وجهد في سبيل تأمين كل ما تحتاجه الأسرة، وهنا يجب الإشارة إلى عظمة الأب الذي يتقي الله في زوجته وأبنائه، ويأخذ بأسباب الرزق الحلال، فيبتعد على أن ينبُتَ لحم أبنائه من مال حرام مهما كانت لقمة العيش الحلال صعبة المنال، وله لقاءَ ذلك الأجر العظيم من الله تعالى، لأنه بذلك يترك ما نهى الله تعالى عنه طمعًا للفوز برضا الله، ودخول الجنة مع النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين، وحَسُن أولائك رفيقًا.
كما يقع على عاتق الأب دور محوري في العملية التربوية جنبًا إلى جنب مع الأم، بالإضافة إلى إكمال دور البيئة المدرسيّة في العمليّة التعليميّة، فهو يتابع التحصيل الدراسي للأبناء، ويحاول مساعدتهم بقدر استطاعته في المواد الدراسية، ويواظب على الزيارات الدوريّة للمدرسة، فيتناقش مع المعلمين في سبل تطوير أبنائه على الصعيد التعليمي، ويُناقش معهم بعض القضايا الشخصية المرتبطة بسلوك الأبناء خارج إطار العملية التعليمية، كما يحرص الأب على أن يُربّي أولاده التربية الصالحة كي يكونوا عونًا له على الخير في المستقبل، فكل ما يزرعه الأب في أبنائه سيحصده لاحقًا.
وفي ختام كتابة نص وصفي عن الأب لا بُدَّ من التأكيد على أهمية يعامل الأب أبناءه بالعدل، وأن لا يُميِّز بين ذكرهم وأنثاهم، أو صغيرهم وكبيرهم، فهم جميعًا على سَويّة واحدة، كما لا يجوز أن يحرم بعض أبنائه من التعليم على حساب الآخرين، ولا يجوزُ أن يُوصي بحرمان أحدهم من الميراث في حياته قبل الممات، وعلى الجانب المُقابل يجب على الأبناء أن يهتمُّوا بآبائهم، وأن يعاملوهم بالحسنى، وأن يطيعوا الآباء ما دامت طاعتهم في غير معصية الله تعالى، فإنْ أمر الآباء أبناءهم بما فيه معصية الله تعالى فلا طاعة لهم في ذلك، وعلى الأبناء في هذه الحالة أن ينصحوا آباءهم، وأن يُبيِّنوا لهم طريق الحقِّ والرَّشاد.