محتويات
ما أهميّة تناول الدواء في موعده؟
قد يبدو تذكّر موعد الأدوية المزمنة في البداية أمرًا صعبًا، أو حتّى الفيتامينات أو الأدوية التي تؤخذ دون وصفة طبيّة، لكن لا داعٍ إلى القلق؛ فهناك ما يكفي من الطرق لمساعدة الشخص في تذكّر أخذ أدويته كلّ يوم وكلٌُ واحد في موعده.
وقد يعتقد بعضهم أنّ نسيان جرعة من الدواء ليس بمشكلة كبيرة، لكنّ هذا غير صحيح أبدًا، فكلّ الأدوية لها مدة معيّنة تبقى فيها داخل الجسم قبل معالجتها وطرحها خارج الجسم، ولها تراكيز معيّنة في الدم تعطي المفعول المطلوب، فعندما ينسى الشخص إحدى الجرعات لن يصل هذا الدواء إلى التركيز المطلوب في الدم كي يعمل بالشكل المطلوب.[١]\
ويحتاج الدواء إلى تناول أكثر من جرعة ليصل إلى تركيز ثابت في الجسم يُطلق عليه "الحالة المستقرّة"، وتجاهل جرعة أو نسيانها يؤخّران وصول الدواء إلى هذه الحالة، ممّا يؤثّر في سرعته في إعطاء مفعوله وأيضه، على سبيل المثال، دواء ليزينوبريل (lisinopril) بعد 60-72 ساعة ينخفض تركيزه في الجسم للنصف، ويجب أن تبقى بالتركيز نفسه في الدمّ لمدّة 60 - 72 ساعة تقريبًا حتّى تتمكّن من السيطرة على ضغط الدمّ وتقليله، فإنّ نسي الشخص إحدى الجرعات لن يتمكّن الدواء من السيطرة على الضغط كما يجب، وقد توجد لذلك آثار سيّئة في صحّته على المدى البعيد. ولعلّ هذا أحد أهمّ الأسباب التي تستدعي تناول الدواء في موعده المحدّد وبانتظام وفقًا لتعليمات الطّبيب.[١]
وفي الكثير من الأحيان تظهر العوارض الجانبيّة للدواء بشكّل مؤقّت في الوقت نفسه التي ترتفع فيه مستوياته في الجسم؛ أي إنّه عندما يصل إلى الحالة المستقرّة تختفي هذه العوارض، وعند نسيان إحدى الجرعات وأخذها في وقت لاحق تبدأ مستويات الدواء في الدم بالارتفاع مرّة أخرى؛ ممّا يعني الإصابة بتلك العوارض الجانبيّة مرّة أخرى، ولعلّ هذا سبب وجيه لعدم تفويت أيّ جرعة بعد الآن.[١]
نصائح تساعد في تناول الدواء في موعده
تتوفر بعض النصائح التي تساعد في تذكّر الشخص دوائه في موعده، ومنها:[٢][٣]
- القراءة عن الأدوية ومفعولها وطريقة عملها: إنّ معرفة المزيد عمّا يستخدمه الشخص من أدوية يعزّز التزامه بخطّة العلاج الخاصّة به، كذلك فهم حالته الطبيّة، والقراءة عن العلاجات الدوائيّة التي توصف لها والعلاجات غير الدوائيّة كذلك، وإنّ هذه الخطوة مهمّة جدًّا لتساعد في تذكّر تناول جرعة الدواء، خاصّةً للأمراض الصّامتة التي لا تصاحبها عوارض قويّة؛ مثل: ارتفاع ضغط الدمّ. ومن المهمّ كذلك التعرّف إلى العوارض الجانبيّة للدواء؛ لكي يميّزها الشخص في حال حدوثها، ويتأكّد عبر سؤال طبيبه عن العوارض الجانبيّة للدواء قصيرة المدى وطويلة المدى منها.
- استخدام صناديق الأدوية: فهي أداة سهلة تنظّم الأدوية في الوقت واليوم خلال الأسبوع، ويحصل الشخص عليها من الصيدليات، وتُعدّ هذه الصناديق مفيدة جدًّا لأدوية الأمراض المزمنة، إذ يستطيع الشخص تعبئتها في بداية الأسبوع، ثمّ تناول أدويته منها كلّ واحد في وقته، ويجد المرضى كبار السنّ صناديق الأدوية وسيلة فعّالة في تفادي نسيان الأدوية. ومن أهمّ ميّزاتها حجمها الصغير الذي يُسهّل حملها في حقائب السفر والحقائب اليوميّة، لكن على الشخص الحذر من تركها في السيّارة في درجات الحرارة المرتفعة.
- تطبيقات الهواتف الذكيّة: تساهم في تذكّر مواعيد الأدوية وتتبّعها، وهي مناسبة لكلّ شخص يحمل هاتفًا ذكيًّا، فمثلًا، يحمّل الشخص أيّ تطبيق لتذكّر الدواء، وجدولته بمواعيد أدويته كلّها للحصول على تنبيهات وإشعارات يوميّة لمواعيد الدواء، بل وتلقّي إشعارات خاصّة تذكّر بمواعيد صرف الدواء وتجديده من المستشفى، كما يضيف الشخص ملاحظاته الشخصيّة عن كل دواء والوصول إلى معلومات مهمّة عنه عبر الانترنت.
- ربط جرعة الدواء بإحدى العادات الروتينيّة: -فمثلًا- يربط حبّة الدواء بموعد الصلاة أو بالإفطار أو بعد الاستحمام أو عند النوم، ومن الأسهل أن يحتفظ الشخص بأدويته في مكان يقع على نظر العين بحيث تمكنه رؤية الدواء بسهولة، وما إن طبّق الشخص ذلك يصبح تناول الدواء أمرًا روتينيًّا بالنسبة له.
- الاستفادة من دعم الأصحاب والأهل: وقد تبدو فكرة إنشاء مجموعات بين العائلة للتذكير بمواعيد الأدوية أمرًا لطيفًا، خاصّة لدى كبار السنّ، إذ تساعدهم عائلاتهم في طباعة صورة الدواء -مثلًا- وكتابة موعد تناول الدواء وجرعته عليها، أو حتّى إدراجها في جدول وتعليقه في مكان واضح؛ كتعليقه على الحائط في غرفة النوم أو على الثّلاجة.
- الطلب من الصيدلاني أو الطبيب المسؤول تبسيط الخطّة العلاجيّة وتنظيم مواعيد الأدوية للمريض: -فمثلًا- إن بدا الشخص يتناول دواءً معيّنًا لثلاث مرّات في اليوم يعثر الطبيب أو الصيدلاني على دواء بديل يُؤخَذ مرّة واحدة في اليوم، ويجب عليه الحذر من التعارضات الدوائيّة التي تحدث إن تناول الشخص كل أدويته معًا في وقت واحد، فمثلًا، يُمنَع أخذ أدوية مضادّات الحموضة مع المكمّلات الغذائيّة في آنٍ واحد؛ لتجنّب تفاعلهما، ويتحقّق من موعد الدواء وعلاقته بالطّعام، وإن كان يلزم تناوله قبل الأكل أو بعد أو خلاله.
- تناول الدواء في الوقت نفسه من كلّ يوم: قد تتزامن تلك الأوقات مع العادات الصباحيّة -كما ذُكِرَ سابقًا-؛ كشرب القهوة أو تناول الإفطار أو الاستحمام.
- قلب زجاجة أو علبة الدواء رأسًا على عقب بعد تناوله: وعندما ينظر الشخص إليه يعرف ما إن تناوله سابقًا أم لا من طريقة وضعه.
ما الأسباب وراء عدم الالتزام بتناول الدواء في موعده؟
قد يأخذ المريض قرارًا بعد الالتزام بأدويته لعدّة أسباب، ومن أبرزها:[٤]
- الخوف: فقد يخاف المريض من الآثار الجانبيّة المحتملة أو المجرّبة سابقًا للدواء، فإذا تناول المريض دواءً معيّنًا وشعر بظهور عوارضه الجانبيّة، أو حتّى سمع من أحدهم عن العوارض الجانبيّة المحتملة لذلك الدواء يأخذ قرارًا بعدم تناوله بعد اليوم.
- سعر الدواء المرتفع: فربما لا يَعُدّ بعضهم أنّ الدواء من أولويّاتهم عند تقسيم مصروف المنزل.
- سوء الفهم: فقد لا يعي المريض مدى حاجته إلى هذا الدواء، أو الوقت المطلوب لإعطاء المفعول، أو طبيعة الآثار الجانبيّة التي قد يسبّبها، أو حتّى مدى حدّتها والوقت التي يستغرقه لظهورها، وهذا ينطبق غالبًا على الأدوية المزمنة، وتناول مجموعة من الأدوية في كلّ يوم يُعدّ أمرًا مربكًا ومزعجًا، وعدم رؤية نتائج الدواء ومفعوله خلال وقت قصير يقودهم إلى تركه.
- وجود عدد كبير من الأدوية: فكلّما زاد عدد الأدوية وازدادت جرعاتها قلّ التزام المريض بالخطّة الدوائيّة.
- الاكتئاب: فمرضى الاكتئاب الأقلّ حرصًا على تناول الدواء بالشكل المطلوب والأقلّ التزامًا به.
- انعدام الثقة بين المريض وطبيبه: فربما يشكّ المريض في دوافع الطبيب لوصف هذا الكمّ من الأدوية له.
المراجع
- ^ أ ب ت "8 Creative Ways to Remember to Take Your Medicine Every Day", drugs.com,2019-2-18، Retrieved 2020-7-23. Edited.
- ↑ Margarita Tartakovsky (2018-7-8), "8 Simple Ideas for Remembering to Take Your Medication 8 Simple Ideas for Remembering to Take Your Medication"، psychcentral, Retrieved 2020-7-24. Edited.
- ↑ Jane Racey Gleeson (2018-4-19), " Wellness & Prevention 8 Easy Ways to Remember to Take Your Medication"، healthblog, Retrieved 2020-7-24.
- ↑ "8 reasons patients don't take their medications", ama-assn.org,2015-10-15، Retrieved 2020-7-24. Edited.