تبين مؤخرًا أن تعرض الأطفال لبعض حروق الشمس الشديدة والحادة قد يزيد من خطر إصابتهم بسرطان الجلد عند وصولهم لمرحلة البلوغ؛ لذلك لا بد من التعرف على أبرز نصائح للحفاظ على سلامة جلد أطفالك خلال فصل الصيف.
تبين مؤخرًا أن تعرض الأطفال لبعض حروق الشمس الشديدة والحادة قد يزيد من خطر إصابتهم بسرطان الجلد عند وصولهم لمرحلة البلوغ، مما استدعى ذلك إلى أهمية تعرف العائلات ومقدمي الرعاية الخاصة بالأطفال على أهم الإرشادات الصحية والنصائح التي قد تساعدهم في حماية بشرة أطفالهم من حروق الشمس المختلفة هذه خاصة عند حلول فصل الصيف.
حيث قمنا بالاستعانة بدكتورة الأمراض الجلدية الخاصة بالأطفال كارول شينغ (Carol Cheng) التي تعد من الأطباء المعتمدين من UCLA Health من أجل الإجابة ع التساؤلات التي تدور حول كيفية الحفاظ على صحة بشرة الأطفال ووقايتها من أي إصابات خاصة في فصل الصيف.
سؤال: ما هي النصائح لحماية البشرة من أشعة الشمس للأطفال حديثي الولادة وحتى وصولهم سن البلوغ؟
جواب: في الواقع، هناك العديد من الطرق التي تساعد على الحماية من أشعة الشمس، والتي تشمل:
- البقاء في الظل: يعد البقاء في الظل أحد أول الطرق وأكثرها فاعلية في الوقاية من الإصابة بحروق الشمس.
- ارتداء الملابس الواقية من الشمس: حيث إن ارتداء هذا النوع من الملابس، مثل: القبعات الواسعة، والملابس ذات الأكمام الطويلة، والنظارات الشمسية، ثاني أكثر الطرق فاعلية في الوقاية من الإصابة بحروق الشمس.
- استخدام واقي الشمس: إن استخدام كريم واقي الشمس واسع الطيف مع عامل حماية من الشمس لا يقل عن 30 درجة (SPF 30) تعد ثالث طريقة للحماية من أشعة الشمس.
أما بالنسبة للأطفال حديثي الولادة الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، فتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بما يأتي:
- تجنب أشعة الشمس المباشرة والحرص على إبقائهم في الظل إما تحت مظلة أو داخل عربة الأطفال.
- ارتداء الملابس الواقية من أشعة الشمس.
- تجنب استخدام واقي الشمس للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، وإذا كان لا بد من وضع واقي الشمس لهم؛ لحماية مناطق البشرة التي لا يمكن تغطيتها بالملابس، فيمكن استخدام واقي الشمس المعدني (Mineral-based sunscreen) وليس الكيميائي.
إلى جانب ذلك لا بدّ من الحرص على قراءة المعلومات والإرشادات الوقائية الموجودة على ملصق عبوة واقي الشمس، والتي ستساعدك في معرفة المكونات الأساسية التي يتكون منها، والتي غالبًا ما تتمثل بالمكونات الأربعة الآتية:
- واسع الطيف (Broad spectrum): تعني هذه العبارة أن واقي الشمس هذا يوفر حماية فعالة ضد كلٍّ من الأشعة فوق البنفسجية أ (UVA)، والأشعة فوق البنفسجية ب (UVB)، والتي يمكن أن تسبب ضررًا للجلد، وتؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد.
- عامل الحماية من أشعة الشمس (SPF): يعني عامل الحماية هذا مقدار الوقت الذي تستغرقه أشعة الشمس فوق البنفسجية للتسبب باحمرار أو حرق الجلد عند استخدام واقي الشمس مقارنةً مع مقدار الوقت عند عدم استخدام واقي الشمس، فمثلًا: إذا تعرض شخص لم يستخدم واقيًا من الشمس للحرق في غضون 10 دقائق، فإن وضع واقيًا من الشمس ذات معدل حماية بدرجة 30 ( SPF 30) يعني أن هذا الحرق نفسه سيستغرق 30 ضعف هذه المدة الزمنية في حال استخدامه بالشكل الصحيح.
- مقاومة الماء (Water-resistant): تشير مصطلحات "مقاومة الماء" أو "مقاومة التعرق" إلى أن هذا الواقي فعال عند استخدامه أثناء تعرق البشرة، أو أثناء السباحة، لكن يجب معرفة أنه لا يوجد واقٍ عازل للماء (Waterproof).
- المواد الفعالة (Active ingredients): يُقصد بها المكونات الموجودة في واقيات الشمس التي تعمل على حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية، حيث إن هناك نوعين رئيسيين من هذه المكونات، وهما: الكيميائية، والفيزيائية، فالمكونات الكيميائية تعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية مثل: أفوبنزون (Avobenzone)، بينما المكونات الفيزيائية، مثل: أكسيد الزنك (Zinc oxide) تعمل على تغطية الجلد وعكس الأشعة فوق البنفسجية أو تشتيتها.
وتقول الدكتورة تشينج أنها وأخصائيو الأمراض الجلدية للأطفال ينصحون باستخدام واقيات الشمس الفيزيائية، والتي تحتوي على أكسيد الزنك، أو ثاني أكسيد التيتانيوم (Titanium dioxide) كمواد فعالة للأطفال حديثي الولادة أو حتى الأطفال الصغار؛ وذلك لأن هذه المواد لا تسبب تهيجًا لبشرتهم الحساسة.
كما تضيف الدكتورة تشينج قائلة:" يُنصح باستخدام واقي الشمس واسع الطيف بمعامل حماية 30 أو أكثر، كما يجب الحرص على إعادة وضع الواقي كل ساعتين خلال تواجدك تحت أشعة الشمس، إضافة إلى ضرورة استخدام الواقي المقاوم للماء في حال تعرق الطفل، أو ممارسته للسباحة، أو الألعاب المائية".
وبناءً على الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية تبين أن استخدام واقي الشمس من المحتمل أن يقي من الإصابة بسرطان الجلد في الكثير من الحالات؛ وذلك لأن الإصابة بحرق شمس واحد في مرحلة الطفولة يمكن أن يضاعف من خطر الإصابة بسرطان الجلد في مرحلة البلوغ كما تم الذكر سابقًا.
سؤال: ما الذي يمكن فعله إذا كان طفلك لا يزال يُصاب بحروق الشمس؟
جواب: إذا كانت حروق الشمس مؤلمة جدًا أو منتشرة، فيجب عليك عندها مراجعة الطبيب المختص بشكل فوري، فمن الممكن أن يصف لك بعض المسكنات، مثل: الأيبوبروفين (Ibuprofen) لتسكين الألم لدى الطفل، وذلك بالتأكيد بعد مناقشته إذا كان تناوله مناسبًا لسن الطفل، أما إذا لاحظت تشكل أيّ تقرحات على بشرة طفلك، فيجب عليك مراجعة طبيب الأمراض الجلدية الخاص بالأطفال لتحديد العلاج المناسب له، أما إذا كانت حروق الشمس بسيطة وغير منتشرة في الجسم، فيُنصح بما يأتي:
- وضع كمادة باردة أو أعطي طفلك حمامًا باردًا.
- وضع جل الألوفيرا على المناطق المصابة بالحروق، فقد يساعد ذلك في تهدئتها والتخفيف من آلامها المصاحبة.
- استخدام كريم الهيدروكورتيزون 1٪ (Hydrocortisone) الذي لا يستلزم وصفة طبية وذلك لدوره في تهدئة احمرار الجلد، والحكة، والالتهاب الناتج عن الإصابة بالحروق.
سؤال: كيف تكتشف الطفح الحراري؟ وماذا يمكنك أن تفعل للوقاية منه؟
جواب: تحدث الإصابة بالطفح الجلدي الحراري عند انسداد القنوات أو الغدد العرقية، مما يتسبب في ظهور نتوءات صغيرة وردية إلى حمراء اللون مثيرة للحكة على الجلد، وخاصةً في المناطق التي تتعرق من الجسم، فعلى سبيل المثال، قد يتعرض الطفل الذي يجلس في كرسي السيارة أثناء رحلة طويلة في يوم حار إلى ظهور طفح جلدي حراري على ظهره؛ بسبب تعرق ظهره لفترة طويلة.
وللوقاية من الطفح الجلدي الحراري في الأيام الحارة، فإنه ينُصح باتباع التعليمات الآتية:
- حاول تجنيب أطفالك التعرض للحرارة الشديدة لفترات طويلة من الزمن، بل احرص على تواجدهم في الأماكن الأكثر البرودة أو الأماكن المكيفة.
- الحرص على حمل مروحة محمولة؛ للوقاية من ارتفاع درجة حرارة الطفل أثناء جلوسه في داخل العربة الخاصة به.
- ارتداء ملابس فضفاضة، وخفيفة، وذات تهوية جيدة، مثل: الملابس المصنوعة من القطن.
- التخطيط للأنشطة الخارجية خلال الجزء الأكثر برودة من اليوم وتجنب ساعات الذروة بين 10 صباحًا و2 مساءً، حيث تكون الشمس شديدة في هذه الساعات.
- تشغيل المراوح أو المكيفات عند الجلوس في المنزل.
سؤال: هل هناك أي إرشادات للعناية بالبشرة بعد السباحة؟
جواب: بعض الأشخاص أكثر عرضة لجفاف البشرة عند تعرضهم للمياه المضاف إليها الكلور، مثل: تلك المياه الموجودة في بركات السباحة؛ لذلك نُوصي بغسل الجسم جيدًا بالماء البارد إلى الدافئ بعد الخروج من المسبح مع استخدام صابون لطيف لإزالة الكلور أو الملح من الجسم؛ وذلك للوقاية من الإصابة بتهيج الجلد، بالإضافة إلى الحرص على وضع مرطب لطيف وخال من العطور لترطيب البشرة، وخاصةً للأشخاص الذين يسبحون بشكل متكرر، أو الذين يعانون من مشكلات جلدية حساسة، مثل: الأكزيما.
أما مشكلات الجلد الأخرى التي تظهر بشكل متكرر خلال فصل الصيف، مثل: لدغات الحشرات، والثآليل، وطفح اللبلاب السام (Poison oak dermatitis)، والقدم الرياضي، والبثور، فتتضمن النصائح العامة للدكتورة تشينج فيما يخصهم ما يأتي:
- ممارسة عادات نظافة جيدة بعد استخدام الأماكن العامة، مثل: حمامات السباحة، وصالات الألعاب الرياضية.
- تجنب المشي حافي القدمين في الأماكن العامة؛ لمنع العدوى بالفيروسات، والوقاية من ظهور كلٍ من الثآليل، والفطريات.
- استخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مع حمض الساليسيليك (Salicylic acid) قد يساعد على علاج الثآليل، وفي حال عدم الاستجابة بهذه الأدوية، فيُنصح باستشارة الطبيب.
- استخدام الهيدروكورتيزون الذي لا يحتاج إلى وصفة طبية في علاج لدغات الحشرات، طفح اللبلاب السام، على الرغم من أنه في بعض الأحيان قد تكون هناك حاجة إلى وصفة طبية أقوى.
- مراجعة طبيب الأمراض الجلدية بشكل فوري في حال كان الطفل يعاني من إحدى الحالات الآتية:
- عدم التحسن أو التعافي من حروق الشمس حتى بعد مضي أسبوع من وقت الإصابة بها.
- المعاناة من بعض الآلام الشديدة وغير المحتملة.
- ظهور بعض الأعراض الجهازية على الطفل.