محتويات
الأشهر الأولى من الحمل
إنّ التغييرات التي تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل غير مرئيّة، لكنّها مُهمّة، وتحدث بسرعة، وتعمل الهرمونات لتحفيز الجسم وتحضيره لتغذية الجنين قبل تأكيد الحمل باستخدام اختبارات الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ التعرّف إلى التغييرات البدنيّة والنفسيّة التي تحدث في هذه المدة سيساعد الحامل في خوض هذه الأشهر بثقة أكبر، وتتمثّل التغييرات البدنيّة في تورّم الثديين وحساسيتهما، وكثرة التبول، وحرقة المعدة، والإعياء، والغثيان والتقيّؤ، والحساسية تجاه بعض الروائح، أمّا التغيّرات النفسيّة فتُحصَر في الشّعور بمجموعة من المشاعر المتناقضة في الوقت نفسه؛ مثل: السعادة، والقلق، والإرهاق.[١] وفي الآتي بيان لأهم التدابير التي تعين الحامل على خوض الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، بالإضافة إلى ذكر أهم التغييرات والأعراض في هذه المدة.
نصائح للأشهر الأولى من الحمل
يساعد اتباع النصائح الآتية خلال الأشهر الأولى من الحمل في الحفاظ على الحمل:[٢]
- ترطيب الجسم: يحتاج جسم الحامل إلى كمية أكبر من السوائل بسبب زيادة حجم الدم خلال الحمل ليتمكّن من تلبية احتياجات الجنين من الأكسجين والغذاء، وتُنصح الحامل بشرب كميّات كافية من الماء والعصائر الطّازجة للحفاظ على ترطيب جسمها.
- الإقلاع عن التدخين: يتسبب التدخين في زيادة خطر الإصابة بالعديد من المضاعفات؛ مثل: الحمل خارج الرحم، والولادة المبكرّة، وانخفاض المناعة، وانخفاض وزن المولود عند الولادة، والإجهاض، وحتّى أنّ التدخين السلبي -التعرُّض لدخان سجائر الآخرين- يسبّب الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئة؛ لذا يجب على الحامل التوقّف عن التدخين، وتجنّب التعرّض لدخان السّجائر أيضًا.
- التوقف عن شرب الكحول وتقليل الكافيين: إذ يؤثّر شرب الكحول خلال الحمل سلبيًا في الوظائف المعرفيّة للجنين، كما يزيد من احتمال إصابته بصعوبات التعلّم، ويرتبط تناول كميات كبيرة من الكافيين خلال الحمل بالاضطرابات الخلقية والولادة المبكرة؛ لذلك يجب على الحامل التقليل من استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ مثل: القهوة، والمشروبات الغازية، والشاي الأخضر، والأسود، والشوكولاتة؛ لأنّها تحتوي على الكافيين.
- تناول المكمّلات الغذائيّة الخاصة بالحمل: ومنها حمض الفوليك؛ إذ يجب على الحامل البدء بتناول مكملات حمض الفوليك يوميًّا فور اكتشاف الحمل أو حتى قبل ذلك، ويساعد حمض الفوليك في حماية الجنين من الإصابة بالمشكلات التي قد تصيب الدماغ والحبل الشوكي، وتبلغ الجرعة اليوميّة من حمض الفوليك للمرأة الحامل 400 ميكروغرام، ويُشترى من الصيدليات والمحلات التجارية، كما يجب على الحامل الحصول على مكملات غذائية تحتوي على 10 مليغرام من فيتامين د يوميًّا، وتتناول الحامل المكملات الغذائيّة المتنوعة، لكنّ اتباع نظام غذائي جيّد يبدو كافيًا لمنح الحامل كلّ ما تحتاجه من الفيتامينات والعناصر الغذائيّة.[٣]
- زيارة مقدّم الرّعاية الصّحية: يجب الحصول على رعاية ما قبل الولادة من الطّبيب الاختصاصي -طبيب الأمراض النسائية والولادة-، لضمان صحة الأم والجنين طوال مدة الحمل، إذ إنّ النّساء اللواتي لا يحصلن على رعاية كافية قبل الولادة أكثر عرضةً لإنجاب أطفال منخفضي الوزن عند الولادة مقارنةً بالذين يزورون الطّبيب بانتظام، وتتضمّن الرّعاية الصّحية قبل الولادة زيارة الطبيب مرّةً واحدةً في الشّهر خلال الأشهر السّتة الأولى، ومرّتين شهريًا خلال الشّهرين السّابع والثّامن، ثمّ أسبوعيًا بعد ذلك.[٤]
- التّعامل مع التّعب: يُعدّ التّعب من الأمور الشّائعة بالنسبة للنساء الحوامل؛ لأنّ الجسم يستهلك الكثير من الطّاقة لتغذية الجنين المتنامي داخل الرحم وحمايته ودعمه، لذلك يجب الحصول على المزيد من النّوم والرّاحة قدر المستطاع خلال الحمل.[٤]
- التعامل مع الغثيان: حيث الغثيان من الأعراض الشائعة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وتتناول المرأة وجبات صغيرة تتكوّن من الأطعمة اللطيفة غير المهيجة وليست غنية بالتوابل، ويُفضّل أن تكون الكربوهيدرات؛ مثل: الخبز المحمّص الجافّ، وتجنّب الأطعمة الغنية بالتّوابل و الأطعمة الدّهنية.[٤]
- وضع ميزانية للطّفل: قد يدفع الحماس الحامل إلى إنفاق الكثير من المال على أمور لا تحتاجها؛ لذلك يجب وضع ميزانيّة لاحتياجات الأمومة واحتياجات الطفل.[٤]
- نصائح أخرى: التي تتضمن الآتي:[٥]
- ممارسة التّمارين الرّياضية للحفاظ على اللياقة أثناء الحمل.
- الحفاظ على النّظافة الشّخصيّة؛ لأنّ الحمل يُضعِف من جهاز المناعة، ممّا يجعل الحامل أكثر عرضةً للإصابة بالتهابات أو عدوى.
- الحصول على أوقات كافية من النّوم ما بين 7-8 ساعات من النّوم المتواصل في الليل، مع أخذ قيلولة أثناء النّهار.
نصائح غذائية للشّهور الأولى من الحمل
إنّ اتباع نظام غذائي صحي يضمن النّمو السليم للطفل، ومن النّصائح الغذائية المتبعة ما يأتي:[٦]
- تضمين بعض الأطعمة في النظام الغذائي؛ مثل: الخضروات الورقية الخضراء، والبقوليات، والأفوكادو، والعدس، والخبز المدعّم، وعصير البرتقال، والفاصولياء، والحبوب الغنية بحمض الفوليك.
- تناول منتجات الألبان؛ إذ يُعدّ كلٌّ من الحليب ومنتجات الألبان مصدرًا جيدًا للكالسيوم الضروري لوظائف القلب والأعصاب عند الجنين، كما أنّه يساعد في تطوير عظام وأسنان وعضلات قويّة.
- تناول الخضروات والفواكه؛ بما في ذلك تلك ذات الألوتن الصفراء والحمراء، والملفوف، والبروكلي، والفراولة، والحمضيات، وبراعم بروكسل الغنية بـفيتامين ج، الذي يُعدّ ضروريًّا لنمو أسنان الطّفل وعظامه.
- إضافة الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية؛ مثل: الشّوفان، وخبز الحبوب الكاملة، والبقوليات، والفواكه، والخضروات إلى النّظام الغذائي لتخفيف الإمساك وتنظيم حركة الأمعاء.
- تناول اللحوم الخالية من الدّهون؛ إذ إنّها مصدر جيّد للبروتينات، ممّا يساعد في صنع الهيموغلوبين، الذي ينفع في تلبية زيادة الحاجة إلى تدفّق الدّم إلى الجنين.
- تناول البذور والمكسّرات؛ فهي مصادر غنية بالبروتينات التي تسهم في تطوير أنسجة الجنين، وتهيئة عضلات الثدي والرّحم، كما أنّها تفيد في تلبية متطلّبات الدّم أثناء الحمل.
- استخدام الملح المعالج باليود؛ فهو مصدر رئيس لليود الذي هو ضروري للجهاز العصبي للطّفل ونموه.
- تناول الخبز والحبوب المدعمّان؛ يعدّان من المصادر الغنيّة بالألياف الغذائية ومجموعة الفيتامينات ب، وهما ضروريّان لنمو دماغ الجنين.
- الأطعمة الغنية بفيتامين د؛ إنَّ المصدر الرّئيس لـفيتامين (د) أشعّة الشمس، ومع ذلك، قد لا يلبّي ذلك الاحتياج اليومي أثناء الحمل، لذلك تشمل الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (د) الحليب المدعّم بفيتامين (د)، والسّلمون، والتّونة، والبيض، والفطر، والحبوب.
- تجنّب البيض غير المطهو جيدًا؛ لأنّه قد يحتوي على الميكروبات.
- تجنّب اللحوم والدواجن غير المطهوّة جيدًا؛ لأنّها قد تحتوي على بعض أنواع البكتيريا.
- تجنب سمك أبو سيف، وسمك القرش، والبلاط وسمك الإسقمري؛ لأنّها تحتوي على مستويات عالية من الزئبق، وتجنّب الأسماك النيئة؛ مثل: السوشي، وقد يحتوي سمك السّلمون في المياه العذبة، وسمك القاروص، والسّمك الأزرق، وسمك السّلمون المرقّط على مستويات عالية من ثنائي الفينيل متعدد الكلور؛ لذلك ينبغي تجنّبهم خلال الحمل.
- اجتناب استهلاك الكحول؛ لأنّها يُحتَمل أن تؤثر في نمو الجنين.
- عدم بعض أنواع الفواكه؛ مثل: الأناناس، والبابايا النيئة، التي من المعروف أنّها تحفّز التقلّصات.
- الحدّ من شرب الكافيين؛ لأنّ أكثر من 200-300 ملجم يوميًا، أي ما يُعادل 2-3 أكواب من القهوة يوميًا يسبب المشكلات المختلفة.
- تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على سكّر مضاف؛ كالحلويّات، ومشروبات الطّاقة، والمشروبات الغازية المحلّاة، والملح.
- تناول وجبات أصغر حجمًا على أوقات منتظمة وأكثر تكرارًا.
- تجنّب الأطعمة الزّيتية والتّوابل التي تؤدّي إلى تفاقم حرقة المعدة.
المراجعة الطبية في الأشهر الأولى من الحمل
يجب على الحامل تحديد موعد مع الطبيب حال اكتشاف أنّها حامل، وخلال الموعد الأوّل يأخذ الطبيب التّاريخ الصحّي الكامل للمرأة الحامل، ويجري فحصًا كاملًا للحوض، بالإضافة إلى إجراء الاختبارات البدنية؛ مثل:[٧]
- اختبار عنق الرّحم.
- فحص ضغط الدم.
- استخدام الموجات الفوق صوتيّة لتأكيد وجود حمل.
- التحقق من معدلات الغدّة الدرقيّة.
- الكشف عن الإصابة بفقر الدم.
- التحقق من وزن الجسم.
- حساب موعد الولادة، ويُحدّد بعد 266 يومًا من تاريخ اليوم الأول لآخر دورة شهريّة.
- فحص قياس الشفافيّة القفوي، الذي يُجرى في الأسبوع 11 من الحمل باستخدام جهاز الموجات الفوق صوتيّة من أجل تحديد قياسات رأس الطفل وسمك عنقه، ممّا يسهم في اكتشاف الاضطرابات الوراثية؛ مثل: متلازمة داون.
أعراض الحمل في الأشهر الأولى
تختلف أعراض الحمل من امرأة لأخرى، ولا تُعدّ أيٌّ من هذه الأعراض إشارة أكيدة إلى حدوث الحمل، وما من طريقة للتأكّد إلّا إجراء اختبار حمل للكشف عن وجود حمل، وفي ما يأتي توضيح عدد من أهمّ أعراض الحمل:[٨][٩]
- تأخّر الدّورة الشّهرية، من أكثر العلامات التي تستدل النّساء بها على الحمل.
- تورّم في الثّديين والألم فيهما، تسبّب التّغييرات الهرمونيّة في بداية الحمل جعل الحامل تحسّ بالألم والتورّم في الثديين، وغالبًا ما يزول هذا الألم بعد مدة عندما يتعوّد الجسم على هذه التّغييرات الهرمونيّة.
- التّعب والإرهاق؛ ذلك نتيجة ارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون الذي يؤدّي إلى شعور الحامل بالنّعاس.
- تقلّبات المزاج.
- النّزيف، يعاني 25% من النّساء من نزيف خفيف خلال المراحل الأولى من الحمل، والناتج من انغراس البويضة في جدار الرّحم.
- حرقة في المعدة، يُنتج الجسم أثناء الحمل المزيد من هرمون البروجستيرون الذي يحفِّز استرخاء العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، بما في ذلك عضلات المريء السّفلي، المسؤولة عن منع ارتجاع الأحماض من المعدة إلى المريء، وعند استرخاء هذه العضلات فإنّ ذلك يؤدّي إلى ارتداد الحمض والمعروف بحرقة المعدة.
- الغثيان مع التقيّؤ أو من دونه.
- زيادة الحاجة إلى التّبول.
- تغيّر في المزاج.
- الانتفاخ وتشكّل الغازات.
- تشنّجات وتقلّصات في البطن.
- الإمساك.
- احتقان الأنف.
- الإعراض الصادرة عن تناول بعض الأطعمة التي كانت المرأة الحامل ترغبها من قبل.
ما الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب الطارئة
يُعدّ ظهور الكثير من الأعراض أمرًا طبيعيًا، لكن في بعض الحالات تنبغي مراجعة الطّبيب فورًا لتجنّب حدوث مضاعفات، ذلك عند ظهور الأعراض الآتية:[٥]
- حدوث نزيف مهبل شديد.
- الإصابة بـالغثيان والتقيّؤ المفرط.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- ظهور إفرازات مهبل مصحوبة بحكّة.
- ظهور أعراض تفاقم الإصابة بمرض السكري، أو الرّبو، أو الذّئبة، في حال الإصابة بها من قبل.
- الصّداع الشّديد.
- تورّم في السّاق.
- الشعور بالألم او الحرقة عند التبول.
المراجع
- ↑ "First trimester pregnancy: What to expect", www.mayoclinic.org, Retrieved 1-10-2019. Edited.
- ↑ REBECCA MALACHI (9-9-2019), "14 Important Precautions To Take During First Three Months Of Pregnancy"، www.momjunction.com, Retrieved 10-1-2019. Edited.
- ↑ "First trimester: your essential pregnancy to-do list", www.babycentre.co.uk, Retrieved 10-1-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "10 First Trimester Pregnancy Tips You Must Know", newkidscenter, Retrieved 24-3-2019. Edited.
- ^ أ ب Anisha Nair (2018-7-12), "First Trimester of Pregnancy – Symptoms, Body Changes & Diet"، parenting.firstcry, Retrieved 2019-5-14. Edited.
- ↑ SHREEJA PILLAI (14-3-2019), "1st Month Pregnancy Diet: What To Eat And Avoid?"، momjunction, Retrieved 24-3-2019. Edited.
- ↑ Jacquelyn Cafasso (9-11-2017), "The First Trimester of Pregnancy"، www.healthline.com, Retrieved 1-10-2019. Edited.
- ↑ Staff .mayoclinic (2018-7-29), "Symptoms of pregnancy: What happens first"، .mayoclinic, Retrieved 2019-5-13. Edited.
- ↑ Traci C. Johnson, MD o (2018-8-4), "First Trimester of Pregnancy"، .webmd., Retrieved 2019-5-13. Edited.