نظام غذائي لمرضى السكر

كتابة:
نظام غذائي لمرضى السكر

نظام غذائي لمرضى السكر

يُعدّ النظام الغذائي الصحّي والمتوازن من العوامل الّتي قد تُساهم في زيادة القدرة على التحكُّم بمرض السكّري لدى المُصابين به، ويُقلّل من خطر الإصابة بالمُضاعفات الصحيّة الّتي قد يُسبّبها هذا المَرَض، بالإضافة إلى أنّه قد يُعزّز الشعور بالصحّة والحيويّة لديهم،[١] ونذكر في ما يأتي بعضاً من النقاط الواجب مراعاتها عند كتابة نظام غذائي لمرضى السكّري:


التخطيط للنظام الغذائي لمرضى السكر

تُوضح النقاط الآتية كيفية التخطيط لنظام غذائي لمريض السكري:

  • حساب الكربوهيدرات: يُعدّ حساب نسبة الكربوهيدرات المسموح باستهلاكها خلال اليوم الواحد من العوامل الّتي قد تُساهم في السيطرة على مُعدّل سكّر الدم لدى مرضى السكّري، ولمعرفة الكمّيّة المُناسبة للفرد فإن يجب استشارة الطبيب أو أخصّائي التغذية،[٢] وخاصّةً إذا كان المريض يأخذ الإنسولين؛ حيث إنّه يرشده لكيفيّة حساب الكميّة المُناسبة من الكربوهيدرات لكلّ وجبة رئيسيّة أو خفيفة، ومعرفة الجرعة المُناسبة من الإنسولين الّتي يجب استهلاكها.[٣]
ولقراءة المزيد عن حساب الكربوهيدرات يمكن الرجوع لمقال طريقة حساب الكربوهيدرات لمرضى السكري.
  • المؤشر الجلايسيمي: (بالإنجليزية: Glycemic index)؛ في الحقيقة تختلف طريقة وسرعة هضم الكربوهيدرات باختلاف أنواعها، ويساهم المؤشّر الجلايسيمي في التحكم بهذه العمليّة، فهو يحسب سرعة نوع مُعيّن من الكربوهيدرات في رفع مستوى السكّر في الدم، فعلى سبيل المثال؛ تزيد الأطعمة ذات المؤشّر الجلايسيمي المُرتفع مُستوى سكّر الدّم بشكل أكثر من الأطعمة ذات المؤشّر الجلايسيمي المُتوسط أو المُنخفض، لذلك يُركّز النظام الغذائي السليم لمرضى السكّري على الأطعمة ذات المؤشّر الجلايسيمي المُنخفض أو المتوسط.[٢]
ولمعرفة المزيد عن المؤشر الجلايسمي يمكن الرجوع لمقال أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض.


المجموعات التي يمكن أن يحتوي عليها النظام الغذائي لمرضى السكر

نذكر فيما يأتي بعضاً من الأطعمة التي من المُمكن إضافتها إلى النظام الغذائي الخاص بمرضى السكّري:

  • الكربوهيدرات المعقدة: كخبز القمح، وخبز القمح الكامل، والخبز المصنوع من الحبوب، وخبز العجينة المتخمّرة،[٤] والأرز الأسمر أو البرّي، والشعير، والكينوا، ودقيق الشوفان.[١]
  • البروتينات، والبقوليات: مثل: الفول، والعدس، والأسماك، والدواجن بدون جلدها، والبيض.[١]
  • الألبان، والأجبان: كالحليب قليل الدسم، واللبن الزبادي قليل الدسم، وجبن القريش قليل الدسم.[١]
  • الخضراوات، والفواكه: حيث إنهما من المصادر الغنيّة بالألياف، والفيتامينات، والمعادن، ويجدر التنبيه إلى أَنّ الفواكه المُجفَّفة ذات تركيز عالٍ بالسكّريّات الطبيعيّة؛ الأمر الّذي قد يُسبّب ارتفاعاً مُفاجِئَاً في مُستوى سكّر الدم لدى مرضى السكري، بالإضافة إلى أنّ العصير قد يرفع سكر الدم بشكل أسرع من حبّة الفاكهة الكاملة، كما أنّ محتواه من الألياف يُعدُّ أقل.[١]
ولمعرفة ما إذا كان مريض السكري قادر على تناول العصير يمكنك الرجوع لمقال أفضل عصير لمرضى السكر.
  • الدهون الصحية: فقد تُساهم الأطعمة الّتي تحتوي على الدهون الأحاديّة غير المُشبعة، والدهون المُشبعة المتعدّدة في تقليل مستوى الكوليسترول في الدم، ومن الأطعمة الغنيّة بهذه الأنواع من الدهون؛ الأفوكادو، والمكسّرات، وزيت الكانولا، وزيت الزيتون، وزيت الفول السوداني، ويجدر التنويه إلى أنّه لا يُنصح باستهلاكها بكثرة، وذلك لأنّ الدهون بشكلٍ عام غنيّة بالسعرات الحراريّة.[٣]


ولقراءة المزيد عن الحصص الغذائية الموصى بها يومياً وكيفية قياسها يمكنك الرجوع لمقال ما المقصود بالحصة الغذائية.


مثال على نظام غذائي ليوم واحد لمريض سكر

يمكن أن يُساهم تناوُل العديد من الوجبات الخفيفة قليلة الحجم في أوقات متفرّقة في تخفيف الشعور بالجوع، وتقليل المُعدّل الكلّي المُستَهلَك من السعرات الحراريّة خلال اليوم بالوقت ذاته،[٥] لذلك يُمكن تقسيم الوجبات إلى ثلاثة رئيسية تفصل بينها وجبات خفيفة، كما يجب تحديد أوقات للأكل لتُتَّبَع بانتظام، وخاصّةً في الحالات الّتي يجب فيها تقليل مستوى السكر في الدم،[٦] ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد نظام غذائي واحد جيّد لجميع مرضى السكّري، وذلك لاختلاف الأشخاص فيما بينهم بالجينات ونمط الحياة،[٧] ويمكن استشارة أخصائي التغذية لكتابة النظام الغذائي المُناسب للمريض بناءً على الهدف الصحّي المُحدد من هذا النظام، والأطعمة المُفضّلة من قِبل المريض، ونمط حياته،[٣] ونذكر في ما يأتي أمثلة على بعض أشكال الأنظمة الغذائية التي يمكن اتباعها:[٦]

  • مثال على نظام غذائي 1200 سعرة حرارية ليوم واحد: وهو بحسب الآتي:
الوجبة عدد حصص البديل الغذائيّ المسموح بها الحمية الغذائيّة المقترحة
الإفطار حصتان من النشويات، وحصة حليب، ونصف حصة خضار، وحصة لحوم، وحصة دهون شريحتان من خبز التوست، وكوب حليب، وحبة بندورة صغيرة، وملعقتان كبيرتان من اللبنة أو الجبنة قليلة الدسم، وملعقة صغيرة من زيت زيتون
الوجبة الخفيفة الأولى حصة فواكه حبة تفاح
الغداء حصتان من النشويات، وحصة خضار، وحصتان من اللحوم، وحصتان من الدهون، ونصف حصة من الحليب كوب من الأرز أو المعكرونة، وكوب سلطة خضار أو نصف كوب من الخضار المطبوخة، وفخذ دجاج صغير أو صدر دجاج أو 60 غراماً من السمك، وملعقتان صغيرتان من الزيت النباتي للطبخ، ونصف كوب من اللبن
الوجبة الخفيفة الثانية حصة فواكه حبة برتقال
العشاء حصة نشويات، ونصف حصة خضار، وحصة لحوم، ونصف حصة حليب شريحة خبز، ونصف كوب سلطة، و30 غراماً من الجبنة قليلة الدسم أو بياض بيضتين، ونصف كوب لبن
الوجبة الخفيفة الثالثة حصة فواكه 12 حبة عنب
  • مثال على نظام غذائي 1800 سعرة حرارية ليوم واحد: وهو بحسب الآتي:
الوجبة الحمية الغذائيّة المقترحة
الإفطار شريحتان من خبز التوست، و30 غراماً من الجبنة قليلة الدسم، ونصف كوب من الحليب، وحبة طماطم أو خيار، وملعقة صغيرة من زيت الزيتون
الوجبة الخفيفة الأولى حبة فواكه
الغداء كوب من الأرز، وملعقتان صغيرتان من الزيت النباتيّ، وكوب من حساء الخضار، وقطعة دجاج تزن 10 غرامات، ونصف كوب من اللبن
الوجبة الخفيفة الثانية قطعتان من البسكويت، وربع كوب من الحليب مع الشاي
العشاء رغيف خبز صغير، ونصف كوب من الفول أو الحمّص، وكوب من السلطة، ونصف كوب من اللبن، وملعقتان صغيرتان من زيت الزيتون
الوجبة الخفيفة الثالثة حبة فواكه


نصائح لمرضى السكري

نذكر في ما يأتي بعضاً من النصائح التي قد تُساعد مرضى السكّري على تحسين حالتهم الصحيّة والسيطرة عليها:

  • التقليل أو تجنب الأطعمة التي تحتوي على السكريات المضافة: قد يكون التوقّف عن تناوُل السكّر فجأةً أمراً في غاية الصعوبة، ولكن يُمكن اتباع هذه الخطوة بالتدريج من خلال استهلاك أطعمة أكثر فائدة منه، مثل استهلاك الماء، أو الحليب، أو الشاي، أو القهوة الخاليين من السكّر، بدلاً من استهلاك العصائر الغنيّة بالسكّر، أو مشروبات الطاقة، أو عصير الفواكه.[٨]
  • قراءة الملصق الغذائي:يُنصح الانتباه لمحتوى المُنتَج من إجمالي الكربوهيدرات وليس السكريّات فقط، ثمّ تقييم كميّة جميع أنواع الكربوهيدرات الموجودة فيه سواءً كانت سكّريّات، أم السكريّات المُضافة، أم الألياف، أم الكربوهيدرات المُعقّدة، حيثُ إنّ المُنتج الخالي من السكّر ليس بالضرورة أن يكون خالٍ من الكربوهيدرات، وينطبق الأمر كذلك على المُنتَج الخالي من الدهون والّذي قد يحتوي على الكربوهيدرات أيضاً.[٩]
  • التقليل من الوزن: في الحقيقة تُعدّ العلاقة بين السُمنة والإصابة بالسكري من النوع الثاني علاقة وثيقة، ولكن من جانبٍ آخر فإنّ تقليل الوزن حتّى ولو بنسبة ضئيلة قد يُساهم في تعزيز حساسيّة الإنسولين في الجسم وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالسكري، ووفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية التابعة للملكة المُتّحدة والمعروفة اختصاراً بـ NHS، فإنّ تقليل 5% من وزن الجسم مع مُمارسة التمارين الرياضيّة متوسّطة الشدّة قد يُقلّل خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني بنسبة تزيد عن 50%.[١٠]


لمحة عامة حول مرض السكر

يوجد نوعان لمرض السكّري؛ وهُما: النوع الأوّل، والنوع الثاني، وكلاهُما من الأمراض المُزمنة الّتي تؤثّر في قدرة الجسم على تنظيم مستوى سكّر الدّم المعروف بالجلوكوز؛ وهو بمثابة الطاقة لخلايا الجسم، ويدخل إليها من خلال هرمون الإنسولين،[١١] الذي يُساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم، ومن الجدير بالذكر أنّ فرط سكّر الدم (بالإنجليزيّة: Hyperglycaemia) يُعدّ من أعراض السكّري، وقد يؤدّي استمرار هذا العَرَض لفتراتٍ طويلة إلى حدوث مشاكل خطيرة في مُختَلَف أجهزة الجسم، وخاصّةً الأعصاب والأوعية الدمويّة.[١٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Hannah Nichols (29-4-2019), "Foods to avoid for people with diabetes"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-4-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "How to Fight Type 2 Diabetes Through Your Food Choices and Diet Plan", www.healthline.com, 21-10-2016، Retrieved 21-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Diabetes diet: Create your healthy-eating plan", www.mayoclinic.org,19-2-2019، Retrieved 21-4-2020. Edited.
  4. "Glycemic Index Food Guide ", www.diabetes.ca, Retrieved 21-4-2020. Edited.
  5. "Eat Small, Frequent Meals", www.everydayhealth.com,14-9-2017، Retrieved 21-4-2020. Edited.
  6. ^ أ ب "Living with Diabetes by Healthy Diet", www.hamad.qa, Retrieved 21-4-2020. Edited.
  7. "The Best Diet: Quality Counts", www.hsph.harvard.edu, Retrieved 21-4-2020. Edited.
  8. Douglas Twenefour, "10 tips for healthy eating with diabetes"، www.diabetes.org.uk, Retrieved 21-4-2020. Edited.
  9. "Reading food labels: Tips if you have diabetes", www.mayoclinic.org, 20-7-2019، Retrieved 21-4-2020. Edited.
  10. "Diabetes and Obesity", www.diabetes.co.uk,15-1-2019، Retrieved 21-4-2020. Edited.
  11. Corinne Osborn (24-8-2017), "Type 1 and Type 2 Diabetes: What’s the Difference?"، www.healthline.com, Retrieved 21-4-2020. Edited.
  12. "Diabetes", www.who.int, 30-10-2018، Retrieved 21-4-2020. Edited.
11076 مشاهدة
للأعلى للسفل
×