نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية

كتابة:
نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية


نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية

ما النظرية التي تساعد في فهم سلوكات الطلبة؟

تنبع أهمية التعلم كونَها عملية يكتسب الفرد من خلالها سلوكيات جديدة ومهارات تساعد على التكيف مع البيئة التي يتعامل معها، ومواجهة الأخطار والتحديات المحيطة بشكلٍ مستمرّ، كما يساعد في فهم أفضل وأعمق للسلوك الإنسانيّ، ويمكن تعريف التعلم بأنه "جميع التغيرات الثابتة نسبيًا في جميع المظاهر الحركية واللغوية والاجتماعية والانفعالية والعقلية الناتجة عن تفاعل الفرد مع البيئة المحيطة، سواء كانت مادية أم اجتماعية". [١]

لأنّ التعلم الإنساني من الموضوعات التي شغلت بال المفكّرين منذ القدم للإجابة عن التسؤلات التي تتعلق بالسلوك الانساني، مثل: لماذا يسلك الإنسان في موقف معين بطريقة معينة؟ وكيف يتشكّل السلوك الانساني؟ وما الذي يجعل الانسان يتخلى عن سلوك معين ويعدله؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة كان لا بدّ من ظهور نظريات التعلم، ومن هذه النظريات الآتي:

النظريات المعرفية

ترى هذه النظريات أن العملية التعليمية ليست مجرد تشكيل ارتباطات بين مثير واستجابة، بل تؤكّد دور العمليات المعرفية كالإدراك والتفكير، ويتم ذلك من خلال تفسير المعلومات وإعطائها المعاني الخاصة بها. [٢]

نظرية التحليل النفسي

قد تبدو نظرية التحليل النفسي بعيدة عن نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية ولكن التدقيق فيها يساعد المعلم على فَهم سلوكات الطلبة وتفسيرها، وفَهم حاجاتهم ومحاولة إشباعها وعدم كبتها، فتتناول النظرية أهمية التربية والسنوات الاولى من حياة الطفل وحكمها على سلوكه بالمستقبل والحاجات غير المشبعة التي تتحول إلى مكبوتات في اللاشعور. [٣]

نظريات التعلم السلوكية

تهتم النظريات السلوكية بنواتج السلوك أو ما يسمى بالمتغيرات التي تطرأ على السلوك الإنساني ولا تهتم بالعمليات الداخلية التي تحدث داخل الفرد وتتلخص النظريات السلوكية كالآتي: [٢]

نموذج المحاولة والخطأ

يرى ثورندايك أنّ الارتباطات بين المثيرات والاستجابات وفقًا لمبدأ المحاولة والخطأ فالتعلم يكون من خلال العمل والممارسة الفعلية وربط خبرات التعلم بالحياة الواقعية.[٢]

نموذج التعلم الاجتماعي

يؤكدنموذج التعلم الاجتماعي على عملية التفاعل الاجتماعي والنمذجة في اكتساب السلوك لدى المتعلم.[٢]

نظرية الإشراط الكلاسيكي

القائم على هذه النظرية هو الطبيب الروسي بافلوف، وتقوم هذه النظرية على فكرة أن المثيرات المحايدة تصبح قادرة على إحداث سلوك معين لدى الفرد أو الكائن الحي نتيجة اقترانها بمثيرات طبيعية التعزيزية او المنفرة ومن تطبيقاتها تشكيل العادات الحميدة والاتجاهات نحو الأشياء من خلال قرن هذه المواضيع بأنشطة معززة ومحببة، ويمكن استخدامها بمحو بعض العادات السلوكية من خلال اقترانها بمثيرات منفرة.[٢]

نظرية الإشراط الإجرائي

القائم على هذه النظرية هو فريدريك سكينر، ويؤكّد في نظريته على أنّ السلوك محكوم بنتائجه ومن تطبيقاتها التربوية تعزيز السلوكات المرغوبة، من خلال إتْباعها بأمور محببة لزيادة احتمال تَكرارها والعقاب على السلوكات غير المرغوبة، من أجل إنقاص احتمالية ظهورها من خلال إمّا سحب أمور محبّبة من المتعلم أو إضافة أمور غير محبّبة، ويمكن استخدام الممارسة السلبية، ويتمثّل هذا الإجراء في الإصرار على الفرد بتكرار السلوك غير المرغوب حتى يصل إلى مرحلة الملل والإشباع منه.[٢]

الدافعية للتعلم

ما سبب تعدد النشاطات الإنسانية؟

يعود سبب التعدّد في النشاط الإنساني إلى كثرة الدوافع بالدرجة الأولى لدى الإنسان، وكثرة الاهتمامات، وتُعرّف الدافعية بأنّها حالة داخلية تحدث لدى الأفراد، وتتمثّل في وجود نقص أو حاجة أوهدف يسعى الفرد إلى تحقيقه، ويمكن للدافعة تأدية وظائف عديدة بالتعلم مثل:[٢]

  • توليد السلوك، فهي تنشط وتحرك سلوكيات الأفراد، من أجل إشباع الحاجة إلى التعلم وتوجه سلوك المتعلم نحو مصدر تحقيق الهدف، سواء كان معلّمًا أم كتابًا أم دورة تدريبيّة أم أيّ وسيلة أخرى.
  • تحديد شدّة السلوك اعتمادًا على مدى إلحاح الحاجة والحفاظ على ديمومة السلوك، فإذا كان لدى الطالب دافعية للتعلم يستمر سلوك البحث عن المعلومات، وقد اهتمّ الباحثون في نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية في مفهوم الدافعية وتوظيفه في العمليّة التعليميّة.


المراجع

  1. عدنا العتوم، شفيق علاونة، عبد الناصر الجراح، وآخرون (2014)، علم النفس التربوي (الطبعة الطبعة الخامسة)، عمان-الأردن: دار المسيرة للنشر والتوزيع، صفحة 89،90. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ عماد الزغلول (2011)، مبادئ علم النفس التربوي، عمان-الأردن: دار الكتاب الجامعي، صفحة 161،162 ،163. بتصرّف.
  3. عبد المجيد نشواتي (2003)، علم النفس التربوي (الطبعة الطبعة الرابعة)، عمان الأردن: دار الفرقان ، صفحة 216،217. بتصرّف.
6241 مشاهدة
للأعلى للسفل
×