نظريات الفكر الإداري

كتابة:
نظريات الفكر الإداري





نظريات الفكر الإداري

يُعرف الفكر الإداريّ بأنّه العلم الذي يهتمّ بدراسة مجموعة من الموضوعات التي تختص بالأفراد، وتنظيم العمل الإداريّ، كما تهتمّ أيضًا في الإدارة العلميّة من خلال دراسة أساليب التنظيم والعمل،[١] كما تتميز نظريات الفكر الإداريّ بتنوعها، فهي تتعلق بمجالات معرفية متنوعة، حيثُ تُقسم إلى نوعين رئيسيين، هما:

النظريات الاقتصاديّة في الفكر الإداريّ

وهي عبارة عن النظريات التي اهتمت بتطبيق علم الاقتصاد ضمن الفكر الإداريّ، كما اعتمدت على الكميّة من أجل التعبير عن العلاقات الإداريّة، مما أدى إلى ظهور أفكار في الإدارة منذ مطلع النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي.[٢]

تشمل النظرية الاقتصاديّة في الفكر الإداري ما يأتي:[٢]

  • النظرية السلوكيّة والعقلانيّة المحدودة

تشمل هذه النظرية التخلي عن المفهوم المألوف للعقلانية، وترتكز على وصف عملية اتخاذ القرار، إذ ترتبط في القدرات المحدودة للأفراد في استقبال، وتخزين، وتوثيق المعلومات، كما تُركّز على تعدد الأهداف، ومقاومة التغيير.

  • تكاليف الصفقات

تشمل تكاليف الصفقات مجمل التكاليف الناتجة عن العقود التي تتعلق بانتقال الملكية بين الأفراد أو بين المنظمات، والتي تنتج عن طريق عوامل سلوكيّة، أو غير سلوكيّة.

  • نظرية حقوق الملكية ونظرية الوكالة

تشمل هذه النظرية فهم عمل مختلف المنظمات أو المؤسسات استنادًا إلى حقوق الملكية وتوضيح فعاليتها النسبيّة، حيثُ تكتمل حقوق الملكية بتوفر شرطين، وهما: تفرد المالك باستعمال الأصل، والقابلية للانتقال.

النظريات غير الاقتصاديّة في الفكر الإداريّ

هي عبارة عن النظريات التي قام بعض الباحثين بعلم الاجتماع وعلم النفس بصياغتها، بحيث تعتمد تلك النظريات على عدة مجالات مختلفة، ومُرتبطة بطبيعة المؤسسات الصناعية والحكومية البيروقراطية.[٣]

تشمل النظريات غير الاقتصاديّة في الفكر الإداري على ما يأتي:[٣]

  • نظريات مبادئ الإدراة والغدارة العلميّة

يُمكن تقسيم مبادئ الإدراة لعدة مجموعات، وهي: الفنيّة، والتجاريّة، والمحاسبيّة، والماليّة، والأمنية، والمحافظة على الممتلكات الإداريّة، إذ تتضمن الوظيفة الإداريّة، التنظيم، والتنبؤ، وإصادرا الأوامر، والتنسيق، والرقابة.

  • مدرسة العلاقات الإنسانيّة

تُعتبر فلسفة حركة العلاقات الإنسانيّة ذات أهمية كبيرة في تثمين الموارد البشريّ في المنظمات، وذلك باعتباره أساس تكوين القيمة والقدرة التنافسيّة تحديدًا في ظل ظهور مفهوم العولمة، حيثُ أصبح التميز مرهون بتبني تطبيقات حديثة في التسيير، وخاصةً في حقل تسيير الموارد البشريّة.

  • مدخل النظم في التسيير

يستمد مدخل النظم في التسيير فلسفته من العلوم الاجتماعيّة، وذلك باعتباره كرد على مدخل العلاقات الإنسانيّة الذي يهتمّ بدراسة الفرد في المنظمات على حساب تحليل هياكل المنظمة.

  • النظريات الموقفيّة في التسيير

تؤكد النظريات الموقفيّة في التسيير على أهمية المتغيرات البيئيّة في التأثير على سلوك المنظمات.

التطور التاريخي للفكر الإداري

يوجد عدة نظريات تبيّن تدرج التطور التاريخ للفكر الإداري، وفيما يأتي توضيحها:[٤]

  • نظرية البيروقراطيّة

يرى ماكس فيبر بأنّ نظرية البيروقراطيّة هي بداية نظرية التنظيم العلميّة، حيثُ كان يقصد من ذلك التنظيم الإداريّ، والذي يتميز بخصائص معينة بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من الكفاءة الإداريّة، ومن أهمّ تلك الخصائص: تحديد طرق وأساليب العمل، وتحديد مجالات التخصص الوظيفيّ، وتوزيع السلطات اللازمة على الموظفين التي تمكنهم من أداء واجباتهم.

  • نظرية الإدارة العلمية

نشأت هذه النظرية في الولايات المتحدة الأمريكيّة على يد مجموعة من المفكرين أهمهم فريدريك تايلور، والذي اعتبر المُنظّر الرئيس لأفكار الحركة، فقد اهتم تايلور بتحقيق الكفاءة الإنتاجيّة من خلال الاستغلال الأمثل للقوى البشرية والموارد المالية، بحيث يؤدي العامل عمله بأقل وأقصر جهد ممكن.

استخدم تايلور الأسلوب العلميّ في تحقيق ذلك الهدف من خلال دراسة الوقت والزمن، وتوصل إلى أنّ لكلّ عمل طريقة مثلى واحدة للأداء، حيثُ إنّ مهمة المدراء هي استعمال الأسلوب العلميّ لاكتشاف الطريقة المثلى للأداء.

  • نظرية التقسيم الإداريّ

تهتمّ هذه النظرية بالوصول إلى مبادئ إدارية تكون أساسًا لعمليات التصميم والتنظيم الإداريّ، حيثُ قام هنري فايول بتطوير نظرية عامة للإدارة، إذ اهتمّ بتحديد وظيفة الإدارة على جميع المستويات المختلفة، كما طور نظامًا فكريًّا إداريًّا، كما عالج نواحٍ عدة منها: الأسس العامة للإدارة، وصفات الإداريين وتدريبهم بتحديد وظائف الإدارة على المستويات المختلفة، كما طوّر نظامًا فكريًّا إداريًّا يمكن تعلمه ودراسته.

مدارس الفكر الإداري

تعتمد مدارس الفكر الإداريّ على استعمال فرضيات مختلفة ومتنوعة، وذلك بهدف دراسة المنظّمات والأفراد، وفيما يأتي أهمّ المعلومات حول أبرزها:[٥]

  • المدرسة الكلاسيكية

تُعتبر المدرسة الكلاسيكيّة (Classical School) من أقدم المدارس الإداريّة المتعلقة بالفكر الإداريّ، كما تُسمى أيضًا باسم المدرسة التقليديّة، وكانت بدايتها قبل القرن العشرين الميلاديّ، وبشكلٍ عام تهتمّ بالطرق الإداريّة الخاصة في إدارة المنشآت والأعمال، وتُقسم إلى 3 مجالات دراسيّة، هي: الإدارة الإداريّة، والإدارة العلميّة، والإدارة البيروقراطيّة.


  • المدرسة السلوكية

ظهرت المدرسة السلوكيّة (Behavioral School) بعد ضعف المدرسة الكلاسيكيّة، وقد قال معظم المفكرين إنّ اهتمام المدرسة الكلاسيكيّة بالمبادئ والكفاءة يقلل من أهمية التنظيم في الإدارة تحديدًا المتعلق بسلوك الأفراد، وبالتالي فقد ركزت المدرسة السلوكيّة على فهم جميع المؤثرات التي ينتج عنها تأثير على سلوك الأفراد ضمن بيئة العمل.


  • مدرسة النظم

اعتمدت مدرسة النظم (Systems School) على تطبيق الإدارة العامة للنُّظم، كما أشارت إلى أنّ فهم أيّ شيء يعتمد بشكلٍ رئيس على النظر إليه بصفته نظامًا، ويّعتبر النظام إحدى المفاهيم الهامة في مدرسة النظم، ويُعرف على أنّه مجموعة من المكونات التي تشكل مع بعضها كيانًا يهدف إلى تحقيق أهداف مشتركة.

المراجع

  1. حمدي عبد الهادي، الفكر الإداري والإسلامي المقارن، صفحة 15-16. بتصرّف.
  2. ^ أ ب الدكتور عبد الفتاح بوخمخم، نظريـــــــــات الفكر اإلداري تطور وتبــــــــاين أم تنوع و تكامل، صفحة 14-25. بتصرّف.
  3. ^ أ ب الدكتور عبد الفتاح بوخمخم، نظريـــــــــات الفكر اإلداري تطور وتبــــــــاين أم تنوع و تكامل، صفحة 3-13. بتصرّف.
  4. محاضرة، التطور التاریخي للفكر الإداري، صفحة 9-12. بتصرّف.
  5. "Management Thought", Reference For Business, Retrieved 27/1/2022. Edited.
6791 مشاهدة
للأعلى للسفل
×