نظرية الاصطلاح في نشأة اللغة

كتابة:
نظرية الاصطلاح في نشأة اللغة


نظرية الاصطلاح في نشأة اللغة

يتفق أصحاب هذه النظرية أن اللغة نشأت من اتفاق مجموعة من الأشخاص في مجتمع معين، ويستدلّون برأي ابن جني وهو يرى أن أصل اللغة لا بد فيه من المواضعة، ومعنى ذلك أن يجتمع شخصان أو ثلاثة وأكثر ويتفقون على تسمية الأشياء بمدلولات متعارفة فيما بينهم فيضعون لكل منها سمة ولفظ يدل عليها، وقد قال في هذه النظرية ابن جني والعالم ديموقريطس.[١]


لاقت هذه النظرية انتقادات عديدة كغيرها من النظريات، منها الآتي:[٢]

  • التواضع بين الأشخاص في الأصل يحتاج إلى وجود لغة سابقة كي يتم التواصل فيما بينهم وإلا كيف سيتواضعون ويتفقون على إنشاء لغة فيما بينهم؟
  • عدم وجود لغة إذًا فهذه النظرية لا تحل مشكلة.
  • القول بهذه النظرية هو مجرد دعوى بدون دليل فلا يمكن القول بأن هناك من قاموا بالنقل عن العرب بأنه أجمع جماعة فوضعوا اللغة فيما بينهم ثم استعملوها بعد الوضع وهذا الرأي جاء به ابن تيمية.


نظريات نشأة اللغة

لقد اختلفت آراء اللغويين في نشأة اللغة وتعددت نظرياتهم ومن هذه النظريات ما يأتي:


النظرية التوقيفية والإلهام

يرى أصحاب هذه النظرية أن اللغة فطرة وغريزة وإلهام أو توقيف من الله تعالى وهم يستندون على الآية الكريمة في قوله تعالى: "وعلّم آدمَ الأسماءَ كلّها ثم عرَضَهم على الملائكة"،[٣] فقد كان ابن عباس في تفسير هذه الآية: " وعلّم آدم الأسماء كلها وهي هذه الأسماء التي يتعارفها الناس من دابة وأرض وسهل وجبل.. إلخ"، وقد قال بهذه النظرية ابن فارس اللغوي وابن حزم الظاهري.[١]


نظرية المحاكاة والتقليد

يتفق أصحاب هذه النظرية أن الإنسان حاكى وقلّد جميع الأصوات من حوله في الطبيعة فهي المصدر الأول لتعلّم الإنسان القديم، فحاكى أصواتًا كثيرة كأصوات الحيوانات وأصوات الرياح وأصوات المياه في جريانها وسقوطها ومختلف الأشياء، وقد ذهب غالبية العلماء في القول بأن أصل اللغات كلها مرده يرجع إلى هذه النظرية بمعنى أن الأصوات المسموعة هي أصل اللغات جميعها ثم وُلِدت اللغات بعدها.[١]


نظرية الغريزة الكلامية

يرى أصحاب هذه النظرية أن اللغة نشأت عن طريق الغريزة حيث خلق الله الإنسان مزودًا بتلك الغريزة ومن خلالها استطاع التعبير عن مسميات الأشياء والمدركات الحسية والمعنوية ويرون أن هذه الغريزة هي موجودة عند الجميع مثل التعبير عن الانفعالات بشكل طبيعي كالحزن والغضب والفرح.. إلخ.[٤]


كما أن الإنسان بعد أن اكتملت اللغة عنده توقف عن استخدام هذه الغريزة وقد قال بهذه النظرية العالم الألماني (ماكس مولر) والعالم الفرنسي (رينان).[٤]


نظرية التطور اللغوي

وقد تأثر أصحاب هذه النظرية بنظرية التطور العام التي نادى بها (داروين) فهو يرى أن التطور في النمو للطفل يشبه التطور في اللغة وبذلك يرى أصحاب هذه اللغة أيضًا أن اللغة سلكت مراحل عديدة متماشية مع نمو الإنسان العقلي.[١]


نظرية الوقف

يرى أصحاب هذه النظرية ومنهم السيوطي أن اللغة لا يُعرَف من واضعها أهي من وضع الله أو من وضع البشر؟ لعدم وجود دليل قاطع على نشأتها.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث هاشم أشعري، نظرية نشأة اللغة وتفرعها في التراث العربي، صفحة 5. بتصرّف.
  2. إبراهيم يحيى، نظريات نشأة اللغة الإنسانية، صفحة 2. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:31
  4. ^ أ ب "أشهر النظريات في نشأة لغة الإنسان"، قلم، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2022. بتصرّف.
  5. [https:// "نظريات نشأة اللغة عند العرب"]، المورد ، صفحة 17. بتصرّف.
6437 مشاهدة
للأعلى للسفل
×