محتويات
إيفان بافلوف
إيفان بتروفيتش بافلوف هو عالم وظائف الأعضاء روسي وُلد في روسيا تحديدًا في ريازان في 14 سبتمبر من عام 1849 وقد توفّي عن عمر يناهز ستة وثمانين عامًا، كانت حياة بافلوف حافلة بالإنجازات، بدأ حياته في دراسة الدين بسبب أنّه ابنُ كاهن، ولكنه تخلّى عنها ليدرس العلوم فقد درس الفسيولوجيا والكيمياء في جامعة سانت بطرسبرغ، ثمّ بعد ذلك سجّل في الأكاديمية الطبية الإمبراطورية وأكمل رسالة تخرجه حول أعصاب الطرد المركزية وبعد ذلك عيّن فيها كبروفيسور لعلم الأدوية، وقد فاز بجائزة نوبل عام 1904 بسبب عمله الرائد حول الجهاز الهضمي للكلاب، فقد ركّز بافلوف على النشاط الإفرازي الهضمي الخاص بالكلاب، وقد أدّت الدراسات التي قام بها على الكلاب إلى صياغة مفهومه الخاص حول نظرية الإشراط الكلاسيكي، كان بافلوف متزوجًا منذ عام 1881 وكان لديه أربعة أبناء وابنة، وقد توفي ابنه الأول بشكل مفاجئ وهو طفل صغير، ومن الغريب أنه قبل وفاته طلب من طلابه الجلوس بجانبه ليسجلوا ظروف وفاته.[١]
نظرية بافلوف في التعلم
من الجدير بالذكر أن هذه النظرية اكتشفت عن طريق الصّدفة، فإن بافلوف لم يقصد في البداية عمل تجارب عن الإشراط الكلاسيكي، فقد قام بافلوف بعمل جراحة في فم الكلب عن طريق إضافة أنبوب ليقيس معدل إفراز اللعاب لديه وبدأ يُلاحظ أن الكلب يفرز اللعاب قبل وضع الطعام أو حتى شم رائحة الطعام، بل إنه يبدأ بإفراز اللعاب عند رؤية الشخص الذي يقدّم له الطعام وربط المحفزات البصرية بردود الفعل العصبية، فبدأ بافلوف بعمل تجارب مثل قرع جرس صغير قبل تقديم الطعام واستمر بفعل ذلك لعدة أيام متتالية ومع مرور الوقت وجد بافلوف أن الكلب يفرز اللعاب قبل أن يتم تقديم الطعام له وقبل رؤية الشخص المسؤول عن تقديم الطعام بل فقط عندما يقرع الجرس، فأصبح إفراز اللعاب مقترنًا في تقديم الطعام ومن هنا اكتشف مفهوم الإشراط الكلاسيكي.[٢]
فبعد هذه التجربة توصّل العالم بافلوف إلى عدّة مصطلحات أولها المحفّز غير المشروط، وهو إطعام الكلب؛ لأن الكلب يستجيب للطعام بشكل طبيعي دون شروط، والمحفز المشروط وهو صوت الجرس إذا يجب على الكلب تعلم ربطه مع الاستجابة، والاستجابة غير المشروطة هي عملية إفراز اللعاب؛ لأنها استجابة فطرية، والاستجابة المشروطة وهي إفراز اللعاب كاستجابة لقرع الجرس، من خلال تعلم الكلب ربط هذه الاستجابة مع المحفز المشروط، ويمكن فهم العملية بشكل أكبر من خلال المراحل الآتية:[٢]
- مرحلة ما قبل التكيف: تتطلّب هذه المرحلة تقديم التحفيز الطبيعي الذي يستطيع أن يُثير الاستجابة التلقائية غير المشروطة، وفي هذه المرحلة لا يوجد أي علاقة بين المحفز المشروط وغير المشروط، ويمثل المحفز المشروط هنا المحفز المحايد لأنه لا يستثير أي استجابة.
- مرحلة أثناء التكيف: وفي هذه المرحلة يتم إقران المثير المحايد مع المثير غير المشروط ومن خلال هذا اللإقران يصبح المثير المحايد مثيرًا شرطيًا.
- مرحلة بعد التكيف: فبمجرد تقديم المحفز المشروط وحده سيتم استثارة الاستجابة وتعرف الاستجابة هنا بالاستجابة المشروطة.
تطبيقات على نظرية بافلوف
يمكن إجراء العديد من التطبيقات على النظرية الكلاسيكية من خلال تطبيق النظرية بالتسلسل أو عكس النظرية لفك الارتباط وإرجاع المثير المشروط إلى مثير محايد، ومن أهم التطبيقات على نظرية بافلوف الآتي:
الرهاب أو الفوبيا
يستخدم الإشراط الكلاسيكي في فهم وأيضًا في علاج الرهاب، والرهاب أوالفوبيا هو الخوف غير المنطقي لشيء أو موقف محدد، فإن الرهاب هو تطبيق عملي للنظرية، فعلى سبيل المثال شخص يصاب بالهلع من المصاعد فإنه قام بربط المصعد بالخوف والهلع من خلال موقف مؤلم مثلُا حدث معه في المصعد فأصبح المصعد هنا مثيرًا مشروطًا، ومثل ما أدى الإشراط الكلاسيكي إلى هذا الربط لأنّ من خلاله أيضًا يمكن فك هذا الارتباط عن طريق كف الاستجابة والتعليم المضاد، وذلك بأن يدخل الشخص المصعد لعدة مرات كافية لتجعله يرتاح أنه لن يصيبه مكروه داخل المصعد، وبذلك يفك الارتباط وتختفي الفوبيا.[٣]
اضطراب ما بعد الصدمة
اضطراب ما بعد الصدمة هو اضطراب يجعل الفرد يُصاب بالقلق الشديد بعد تعرضه لحدث صادم، فيمكن أن يشعر الفرد بالخطر حتى عندما يكون في أمان، وإن الفرد يتعلم هذا القلق الشديد من خلال الإشراط الكلاسيكي فتصبح لديهم ارتباطات قوية تحيط بالصدمة، سواء أماكن أو روائح أو حتى أشخاص، ويمكن علاج هذه الصدمة ايضًا من خلال فك الارتباط.[٤]
التطبيقات التربوية لنظرية بافلوف
إن من أهم النظريات التي استخدمت في التعلم هي النظرية السلوكية ومن أهم أفرعها نظرية الإشراط الكلاسيكي، ويمكن أن يستخدمها المعلم من دون أن يعي أنه يستخدمها، ومن أهم هذه التطبيقات التربوية لنظرية بافلوف الآتي:[٥]
- حصر المشتتات داخل الغرفة الصفية لكي تحدث عملية التعلم بشكل أسهل، فقد وجد أن الإشراط يحدث بشكل أسرع عندما يقدم المثير الشرطي وغير الشرطي في بيئة لا تكثر فيها المثيرات المحايدة.
- ضرورة ارتباط تعلم الطلاب بداوفعهم من جهة وتعزيز العملية التعليمية من جهة أخرى باستمرار لأن غياب المثير الغير شرطي يؤدي إلى انطفاء وتلاشي الاستجابة المتعلمة.
- يمكن الاستفاد من نظرية بافلوف في إطفاء العادات السيئة التي تظهر لدى الطلاب في القراءة والكتابة.
- يمكن من خلال النظريّة إكساب الطلاب العادات الحسنة وتعديل السلوك الخاص بهم في المجال الانفعالي وإلقاء الضوء على عملية التطبيع الثقافيّ لشخصية الإنسان، فيستخدم في عملية المعالجة السلوكية للسلوكات المنحرفة التي تظهر لدى الطلاب.
- يمكن الاستفادة من مفهومَيْ التعميم والتمييز كطرق لتلعم الحقائق والمعارف والمفاهيم، من خلال تفسير الكثير من مظاهر التعلم الإنساني والتمييز بين الأمور غير المتشابهة وإعطاء استجابات مختلفة.
المراجع
- ↑ "من هو إيفان بافلوف ؟"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.
- ^ أ ب "ما هي تجربة بافلوف"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.
- ↑ "أخاف من المصاعد والرهاب الاجتماعي يُعيقني عن تحقيق أهدافي!"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-31. بتصرّف.
- ↑ "اضطراب الكرب التالي للرضح"، www.mayoclinic.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-31. بتصرّف.
- ↑ "التطبيقات التربوية لبافلوف"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.