نقاط الالتقاء بين الفلسفة اليونانية والفلسفة الإسلامية

كتابة:
نقاط الالتقاء بين الفلسفة اليونانية والفلسفة الإسلامية

نقاط الالتقاء بين الفلسفة اليونانية والفلسفة الإسلامية

في أيّ منهج فلسفيّ اتفقت الفلسفتان؟

إن الفلسفة وإن كانت قد جاءت إلى ديار العرب والمسلمين من اليونان، ولكنّها قد صار لها طابع إسلاميّ خاصّ بها، فبذلك قد تختلف وقد تتّفق مع الفلسفة الإسلاميّة؛ إذ لا تتّفق الاثنتان في كلّ شيء، ولكن هنالك بعض النقاط التي اتفقت فيها الفلسفتان معًا، ومن تلك النقاط:[١]

  • الاتفاق على تعريف الفلسفة وأهمّيتها؛ فالفلسفة تعني محبة الحكمة في الثقافتين الإسلاميّة والإغريقيّة أو اليونانيّة.
  • الاتفاق حول أهمّية الفلسفة وتعريفها في الثقافتين اليونانيّة والإسلاميّة، فمن تعريفاتها: و"النظر في الصنائع لمعرفة الصانع" وهذا تعريف ابن رشد، و"معرفة الإنسان بجهله" وهذا تعريف سقراط، و"صناعة الصناعات وحكمة الحكم" وهذا تعريف الكندي.
  • الاتفاق حول وظيفة الفلسفة وذلك بوصفها نظرة كليّة للكون والعالم والإنسان.
  • الاتفاق في المنهج الفلسفي العقلي الاستدلالي؛ إذ ينطلق من مقدّمات كبرى ثمّ يستخلص منها النتائج.
  • الاتفاق حول النظرة الكليّة للكون القائمة على مركزيّة الأرض وحركة العالم والأجرام.

نقاط الاختلاف بين الفلسفة اليونانية والفلسفة الإسلامية

كيف شكّلت نظرة الفلسفتين إلى الإله فارقًا جوهريًّا بينهما؟

لعلّ أهمّ فكرة افترقت فيها الفلسفتان هي النظرة إلى الإله؛ فقد نظر الفلاسفة الإغريق إلى الإله الأعظم على أنّه ليس على اطّلاع بكلّ شيء، ولم يُظهر نفسه للبشر وليس هو الذي خلق الأكوان، ولن يُحاسب الناس بعد الممات، وهذا الفكر مناقض تمامًا لما يُدين به الفلاسفة المسلمون،[٢] ويمكن إجمال أشهر نقاط الاختلاف بين الفلسفتين فيما يأتي:[١]

  • تَمَثُّلُ مصادر الفلسفة اليونانيّة بالتّأمّل المباشر والفكر الشرقي القديم بينما كانت مصادر الفلسفة الإسلاميّة هي القرآن الكريم والسنة النبوية العطرة.
  • دخول الفلاسفة اليونان بوابّة الفلسفة من طريق الطب والهندسة والفلك وغيره، بينما دخل الفلاسفة المسلمون الفلسفة من باب التصوّف والفقه وعلم الكلام والطب وغير ذلك.
  • انشغال الفلسفة اليونانيّة بالبحث عن أصل الكون ووجوده وعناصره وحركته، وعن العقل والمنطق وغير ذلك، بينما انشغل الفلاسفة المسلمون بالتوفيق بين الفلسفة والشريعة، وبين العقل والنقل، والبحث في صفات الله -عزّ وجلّ- وقدم العالم ومسألة النفس والخلود وغير ذلك.

تأثير الفلسفة اليونانية على الفلسفة الإسلامية

متى بدأ عهد المسمين بالفلسفة؟

إنّ الفلسفة اليونانيّة هي النواة التي انبثق عنها -فيما بعد- الفلسفة الغربيّة، حتّى قد قرّر بعض الباحثين أنّ الفلسفة الغربيّة ما هي إلّا سلسلة حواشٍ من حواشي أفلاطون، فتناولت الفلسفة اليونانيّة مواضيع شتّى من علم الأخلاق إلى علم الجمال إلى علم الأحياء إلى الميتافيزيقيا إلى المنطق إلى السياسة إلى علم الوجود وغير ذلك، ومن قد كان من أعلام الفلسفة اليونانيّة هيراقليطس وفيثاغورس وسقراط وأرسطو وأفلاطون وطاليس.[٣]

وقد نشأت الفلسفة اليونانيّة في القرن السادس قبل الميلاد واستمرّت خلال العهد الهيلينستي، ويمكن القول إنّ نهاية الفلسفة اليونانيّة كانت بانتهاء أكاديمية أثينا سنة 529م بعد صدور مرسوم جستنيان،[٣] وقد كانت الفلسفة اليونانيّة ترتكز على السبب والتّحقّق، وقد كانت الفلسفة اليونانيّة تميل إلى الأساطير وإلى تفسيرات أقرب للخيال حتى جاء سقراط، فيُقال إنّ سقراط أوّل من أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض، وقد كان أوّل من أطلق لقب الفيلسوف هو الفيلسوف والحكيم اليوناني فيثاغورس، وكان هذا اللقب قد أطلقه فيثاغورس على المشتغل بالحكمة.[٤]


ربما يمكن إرجاع تاريخ نشوء الفلسفة اليونانيّة إلى القرن السادس قبل الميلاد حيث كان طاليس، وطاليس هذا كان أحد الحكماء السبعة وكان ممّن يؤخذ برأيه في سياسة المدينة، فكان مخترعًا ساعدت اختراعاته الفلاحين، وكانت فلسفته قائمة على خدمة مصالح قومه، وقيل إنّه قد وضع تقويمًا فلكيًّا من أقدم ما وضع في هذا المجال، فبيّن فيه أوجه القمر وحركة الاعتدالين والتنبؤ بحالة الطقس، وكون أهالي مدينته "ملطيّة" جلّهم من البحّارة فهذا التقويم لا شك قد أفادهم جدًّا.[٥]


وكذلك كان طاليس يشارك في الأمور السياسية والحربيّة؛ إذ يُحسب له أنّه قد نصح أهالي المدن الأيونية بالاتحاد لصد الخطر الفارسي، وبذلك يكون الفلاسفة والفلسفة قد تدخلوا في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها، وبعد طاليس بنصف قرن ظهر فيثاغورس الذي استقر في مصر مدّة ينهل من علومها في الهندسة والفلك والعقائد وغير ذلك، ثمّ استقر في جنوب إيطاليا وهناك انشأ مدرسته التي تميل إلى الأخلاق والتدين أكثر من السياسة.[٥]


وقد أثمرت المباحثات العلمية لطاليس في نهوض مجتمعه وارتقائه، وبذلك تكون الفلسفة اليونانيّة قد اتجهت اتجاهين رئيسين حاول كلّ منهما الارتقاء بالمجتمع والتقدّم بالبشريّة: الاتجاه الأوّل كان علميًّا تجريبيًّا والثاني كان أخلاقيًّا، والتقى الاتجاهان عند الفلاسفة اليونانيين العظام،[٦] ويمكن إجمال المراحل التي قد مرّت بها الفلسفة اليونانيّة بعدّة مراحل منذ النشأة وحتى نهاية أكاديميّة أثينا.[٧]


فالمرحلة الأولى تبدأ منذ نشوء الفلسفة مع طاليس وحتى عصر سقراط في القرن الخامس قبل الميلاد، وفي هذه المرحلة كانت توجّه الفلسفة توجّهًا "كوسمولوجيًّا"؛ أي: البحث عن نشأة العالم وتكوينه وعناصره، ثمّ المرحلة الثانية التي تمتد بين القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، وهنا قد ظهر المعلمون الثلاثة سقراط وأفلاطون وأرسطو، وقد كانت الفلسفة في هذا الوقت شاملة لكلّ موضوعات الفلسفة القديمة.[٧]


ويمكن ملاحظة توجه سيكولوجي ما ورائي؛ بمعنى أنّها تبحث في الطبيعة وما بعدها وفي الإنسان والمجتمع، وأمّا المرحلة الثالثة فتمتد من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن السادس الميلادي، وذلك من بعد موت أرسطو إلى الأفلاطونيّة المُحدثة، ويغلب على الفلسفة في هذه المرحلة التوجه الخلقي الأدبي والفلسفي العلمي وأخيرًا الفلسفي الديني.[٧]


إنّ النّاظر إلى تاريخ جزيرة العرب التي ظهر منها الإسلام يجد أنّهم كانوا يعيشون حياة أقرب إلى البدائيّة في الجاهليّة، وكانت الصفة الغالبة على العرب -كونهم مادّة الإسلام الأولى والرافد الأعظم للثّقافة الإسلاميّة- أنّهم أمّةٌ أميّةٌ في الغالب، وعدد الذين يعرفون الكتابة والقراءة قليل وربّما يكون نادرًا.[٨]


ولم يُسمع عنهم أنّهم قد تعلّموا علمًا من العلوم المعروفة أو دوّنوه، بل كان عندهم بعض المعرفة بالنجوم ومواقعها نظرًا لحاجتهم للأمطار والرياح وإلى ما هنالك من الأمور التي تعين على الحياة البدائيّة التي تعتمد على الترحال بحثًا عن الكلأ والماء، فلم يُسمع عن فيلسوف قام في العرب ودعا لمذهبٍ مُعيّنٍ من المذاهب التي يدعو لها الفلاسفة عادة، وإنّما كان لهم حكماء من الخطباء والشعراء المفوّهين الذين كانت تفيض الحكمة عن أفواههم، وكان الناس يتلقّفون ما يقولونه ويحفظونه وربّما يكون مثلًا أو حكمة سائرة، ومن هؤلاء ثمّة أكثم بن صيفي وقس بن ساعدة الإيادي وزهير بن أبي سُلمى وغيرهم.[٨]


لقد كانت التأثيرات الدينية التي وصلت إلى شعوب الجاهليّة هي ما وصل من شريعة إبراهيم -عليه السلام- والديانة اليهوديّة والنصرانية؛ إذ كانت اليهوديّة منتشرة في حمير وكنانة وكِندة، وأمّا النصرانيّة فكانت في ربيعة وغسّان، وكذلك ممّا أثّر في المجتمع العربي الأوّل كانت المؤثّرات المنقولة من الروم والفرس من خلال التجارة.[٨]


ثمّ عندما جاء الإسلام انشغل العرب به ودخلوه على آخرهم، ولم يبق بيت في جزيرة العرب لم يدخله الإسلام، ونظرًا لما جاء به من تشريعات جديدة لم يكونوا يعرفونها سابقًا فقد تهافت المسلمون على البحث في مكنونات الإسلام والتأليف فيه وتصنيف علومه، ومنذ عهد الخلافة الراشدة وحتّى نهايات العصر الأموي كان العلم السائد والغالب هو العلم الديني وما يتعلق به.[٨]


ثمّ في عهد الخلافة العباسيّة، ولا سيّما زمن المنصور والرشيد والمأمون، حدثت حركة الترجمة التي انتقل من خلالها كثير من علوم الأقوام الأخرى إليهم من الفرس والروم والهند واليونان، فترجموا كتب الطب والهندسة و العلوم الطبيعيّة والفلسفة، وترجموا كتب أفلاطون وأرسطو وإقليدس وبطليموس وجالينوس وغيرهم، وقد كان معظم الذين اشتغلوا في الفلسفة من الأطباء وعلماء الطبيعة؛ لذلك كان بحث العرب والمسلمين في الطب والعلوم القديمة يأتي جنبًا إلى جنب مع الإلهيات وما وراء الطبيعة.[٨]


بدأ عهد المسلمين بالفلسفة من خلال دراستهم الفلسفة الأفلاطونيّة الحديثة، وهي مزيج من الفلسفة والدين حاولت التقريب بين الدين المسيحي والمذاهب الشرقية ومذهب اليونان، ثمّ ارتقوا منها إلى دراسة فلسفة أفلاطون وأرسطو، ولكنّ الأفلاطونيّة الحديثة كانت قد تركت أثرًا فيهم، فنظروا لفلسفة أفلاطون وأرسطو بعيونٍ أفلاطونيّة حديثة.[٨]


ولعلّ أوّل من اشتُهر من العرب والمسلمين بالفلسفة هو الفيلسوف الكندي الملقّب بفيلسوف العرب لأنّه عربيّ صرف، ثمّ جاء بعده أبو نصر الفارابي الملقّب بالمعلّم الثاني -والمعلم الأوّل هو أرسطو أقرب الفلاسفة إلى نفس الفارابي- نظرًا لأنّه استطاع حلّ معميات الفلسفة، وقد برع الفارابي في الموسيقا والرياضيات والفلسفة وعلم اللغة، ومن الكتب المشهورة للفارابي كتاب "آراء أهل المدينة الفاضلة" الذي خلط فيه -كما قيل- بين آراء أفلاطون في كتابه "الجمهوريّة"، وبين آراء الشيعة في الإمام المعصوم؛ إذ إنّه كان قريبًا من سيف الدولة الحمداني المعروف بشيعيّته.[٨]


ثمّ جاء بعده ابن سينا البخاري صاحب كتاب القانون في الطب، وكان هنالك أيضًا البيروني وابن الهيثم وابن مسكويه وغيرهم، ثمّ ظهرت فرقة من المسلمين كان هدفها مقاومة تعاليم أفلاطون وأرسطو والأفلاطونيّة الحديثة المتعلّقة بالإلهيّات، وكذلك الهدف هو الرد عليها ودحضها، فظهر علماء الكلام الذين بحثوا في العلة والمعلول والحركة والسكون والزمان والمكان والجوهر والفرد وإلى غير ذلك.[٨]


وكان من أعلامهم الإمام أبو الحسن الأشعري وإمام الحرمين الجويني والباقلّاني وغيرهم، وأولئك لم يردّوا فقط على الفلاسفة وإنّما ردّوا على الزنادقة والمعتزلة وأهل الظاهر وبعض الحنابلة، ولكن أحدًا منهم لم يردّ على الفلسفة أو يطعن بها حتى مجيء الإمام القطب أبي حامد الغزالي حجّة الإسلام رضي الله عنه، فدرس -كما يروي بنفسه- الفلسفة اليونانيّة بدقائقها وجزئيّاتها، وبعدها حمل عليها حملة شديدة من جميع جوانبها، وألّف في ذلك كتابه المشهور "تهافت الفلاسفة".[٨]


وأظهر الإمام الغزالي منافاة الفلسفة لتعاليم الدين، ودعا الناس إلى العودة إلى الدين الصحيح الخالي من الفلسفة والتعقيد، ورغّبهم كذلك بالتصوّف مبيّنًا أنّه الطريق الحقّ إلى الله تعالى، وقد كان لبلاغته في الحديث وسهولة منطقه وحجّته البالغة أثرًا كبيرًا في صرف الناس عن الاشتغال بالفلسفة إلى الاشتغال بالكتاب والسنة، وأعلى من شأن الصوفية والتصوف كذلك.[٨]


وبذلك يظهر الأثر الذي تركته الفلسفة اليونانيّة في الفلسفة الإسلاميّة من أنّ الفلاسفة المسلمين إنّما استقوا ما استقوه من الفلسفة من اليونانيين، وقد حذوا حذوهم في الإلهيّات حتى إنّ الفارابي كان يقول إنّ القرآن والسنّة حق، وكذلك الفلسفة حقّ، وإن كان الأمر كذلك فلا خلاف بين ما جاءت به الفلسفة وما جاء به القرآن والحديث النبوي.[٨]


فنظروا إلى ما جاء به الفلاسفة بعين العصمة من الزّلل، ولم يلتفتوا لاختلافات أرسطو وأفلاطون، بل قالوا إنّها حقيقة واحدة ولكن كلّ منهم قد عبّر عنها بطريقة مختلفة، وهذا الوضع كان عند معظم من أخذ بالفلسفة، حتى إنّه قد ترجم أحد السريان كتابًا لأفلوطين سمّاه لاهوت أرسطو، وأخذ المسلمون هذا الكتاب وأجهدوا أنفسهم بمحاولة التوفيق بين هذه الآراء وآراء أفلاطون.[٨]


يمكن القول إنّ فلسفة اليونان قد ملكت عليهم أنفسهم، وهم قد أقبلوا على تعلّمها بحب، فلا أقلّ من أن تترك عندهم هذا الأثر،[٨] والفلسفة متى دخلت جوف الإنسان فلا بدّ أن تترك فيه أثرًا ولو صغيرًا، فيروي الإمام ابن العربي المالكي أنّ الفلسفة قد تركت أثرًا في نفس الإمام الغزالي، فيقول: "شيخنا أبو حامد الغزالي، ابتلع الفلاسفة، فأراد أن يتقيأهم فما استطاع"، وستقف الفقرتان القادمتان مع نقاط الالتقاء والاختلاف بين الفلسفة اليونانيّة والفلسفة الإسلاميّة.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب "فيما بين الفلسفة اليونانية والعربية من افتراق واتفاق"، www.ahewar.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-03. بتصرّف.
  2. "فلسفة إسلامية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-03. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "فلسفة يونانية"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-03. بتصرّف.
  4. "الفلسفة اليونانية القديمة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-03. بتصرّف.
  5. ^ أ ب د. أحمد فؤاد الأهواني (1965)، المدارس الفلسفية (الطبعة 1)، مصر:الدار المصرية للتأليف والترجمة، صفحة 8. بتصرّف.
  6. د. أحمد فؤاد الأهواني (1965)، المدارس الفلسفية (الطبعة 1)، مصر:الدار المصرية للتأليف والترجمة، صفحة 10. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت حسام الآلوسي، مدخل إلى الفلسفة، صفحة 161. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش "فصل في تاريخ الفلسفة الإسلامية"، www.hindawi.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-03. بتصرّف.
  9. "الفلسفة...تعريفها..حكمها..والفرق بينها وبين الفكر الإسلامي"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-03. بتصرّف.
9035 مشاهدة
للأعلى للسفل
×