نقص الغدة النخامية

كتابة:
نقص الغدة النخامية

الغدة النخامية

تقع الغدة النخامية (Pituitary Gland) في الجانب السفلي من الدماغ، ويشار إليها باسم الغدة الرئيسة، وتفرز ثمانية هرمونات، يؤدي كل منها دورًا في وظائف الجسم، تتراوح من تحفيز النمو إلى تحفيز الغدة الدرقية لإنتاج الهرمونات التي تتحكّم بعملية التمثيل الغذائي، لكن تصاب الغدة النخامية بالعديد من الاضطرابات، منها قصور الغدة النخامية (Hypopituitarism)، فما هو المقصود بقصور الغدة النخامية؟ وما هي أعراضه وأسبابه؟ وما طرق تشخيصه وعلاجه؟ لمعرفة ذلك يمكنك قراءة هذا المقال.[١]


هرمونات الغدة النخامية

تتضمن الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية ما يأتي:[١]

  • الهرمون المنشط للغدة الكظرية (ACTH)، الذي يحفز إنتاج هرمون الكورتيزول من الغدة الكظرية.
  • الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH)، المساهم في السيطرة على ضغط الدم وتوازن السوائل في الجسم.
  • الهرمون المنشط للحوصلة (FSH)، إذ يحفز نموّ الحويصلات التي تحتوي على البويضات لدى النساء، وإنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال.
  • هرمون النمو (GH)، يعدّ مسؤولًا عن نمو الأطفال، ويحافظ على بنية الجسم والتمثيل الغذائي لدى البالغين.
  • هرمون الملوتن (LH)، وهو هرمون مساهم في تنظيم عمليات الخصوبة، والبلوغ، والحيض لدى النساء.
  • هرمون الأوكسيتوسين، الذي يساهم في عمليتي الولادة والرضاعة، وقد يؤدي دورًا كبيرًا في السلوك البشري.
  • هرمون البرولاكتين أو ما يُعرَف بهرمون الحليب، وهو هرمون له أكثر من 300 وظيفة في الجسم.
  • الهرمون المحفِّز للغدة الدرقية (TSH)، وهو المسؤول عن تحفيز إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.


ما المقصود بنقص الغدة النخامية؟

نقص الغدة النخامية أو قصورها هو حالة لا تُنتج فيها هذه الغدة واحدًا أو أكثر من هرموناتها أو تنتج كمية غير كافية منها، وقد يحدث هذا الاضطراب بسبب مرض في الغدة النخامية أو تحت المهاد؛ أي الجزء من الدماغ الذي يتحكم بإفرازات الغدّة النخامية.

تؤثر الهرمونات التي تنتجها الغدة النخامية في الغدد الأخرى، كما أنّ لها تأثيرًا كبيرًا في العديد من وظائف الجسم، فيؤثر عدم إنتاج واحد أو أكثر من هذه الهرمونات بكمية كافية في العديد من الوظائف الحيوية، وبعض هذه الاضطرابات قد يكون خطيرًا، كما قد يتطلب بعضها العلاج الفوري، كما هو الحال في تلك المؤثرة في هرمونات الغدرة الدرقية أو الكورتيزول.[٢]


ما هي أعراض نقص الغدة النخامية؟

قد لا تظهر أيّ أعراض لقصور الغدة النخامية، وقد تظهر تدريجيًّا، في حين قد تكون مفاجئةً عند بعض الأشخاص، إذ يعتمد ذلك على المُسبب للإصابة بالحالة، والهرمون المعنيّ، وفي ما يأتي أهم أعراض قصور الغدة النخامية تِبعًا للهرمون المعنيّ:[٢]

  • أعراض نقص الهرمون المنشط للغدة الكظرية: تتضمن الأعراض التعب، والضعف العام، وانخفاض ضغط الدم، وفقدان الوزن، والاكتئاب، والغثيان أو التقيؤ.
  • أعراض نقص الهرمون المنظّم للغدة الدرقية: تتضمن الأعراض الإمساك، وزيادة الوزن، وزيادة الحساسية لدرجات الحرارة الباردة، والضعف أو الألم في العضلات.
  • أعراض نقص الهرمون المنشط للحوصلة وهرمون الملوتن: تتضمن أعراض نقصه عند النساء توقف الدورة الشهرية أو عدم انتظامها والعقم، وتتضمن أعراض نقصه عند الرجال فقدان شعر الجسم والوجه، والضعف العام، وقلة الرغبة الجنسية، بالإضافة إلى ضعف الانتصاب، والعقم.
  • أعراض نقص هرمون النمو: تتضمن أعراض انخفاض مستوى هرمون النمو لدى الأطفال قصر القامة، وتراكم الدهون حول الخصر والوجه، وضعف النموّ العام، أما نقصه لدى البالغين فيسبب انخفاض طاقة الجسم، وانخفاض القوة والقدرة على ممارسة التمارين، بالإضافة إلى زيادة الوزن، وانخفاض الكتلة العضلية، والشعور بالقلق أو الاكتئاب.
  • أعراض نقص هرمون البرولاكتين: يسبب نقص هرمون البرولاكتين إنتاج الحليب عند النساء المرضعات.
  • أعراض نقص الهرمون المضاد لإدرار البول: تتضمن أعراضه زيادة العطش والتبول.


ما أسباب نقص الغدة النخامية؟

توجد عدة أسباب لقصور الغدة النخامية، إلا أنّه ينتج عن الإصابة بورم فيها في العديد من الحالات، فعندما يزداد حجم هذا الورم يمكن أن يضغط على أنسجة الغدة النخامية ويُتلفها، الأمر الذي يؤثر في إنتاج هرموناتها، كما يمكن أن يضغط الورم على الأعصاب البصرية، مما يسبب اضطرابات الرؤية، بالإضافة إلى الأعراض الناتجة عن الورم نفسه، لكن توجد أسباب أخرى لقصور الغدة النخامية تتضمن ما يأتي:[٣]

  • إصابات الرأس.
  • التعرُّض لجراحة في الدماغ.
  • العلاج الإشعاعي للرأس أو العنق.
  • نقص تدفق الدم إلى الدماغ أو الغدة النخامية نتيجة حدوث سكتة دماغية أو نزيف دماغي.
  • تناول بعض الأدوية، مثل: الجرعات العالية من أدوية الكورتيكوستيريد، أو بعض الأدوية المستخدمة في علاج مرض السرطان.
  • التهاب الغدة النخامية الناتج عن استجابة غير طبيعية لجهاز المناعة.
  • التهابات الدماغ، مثل التهاب السحايا، أو الالتهابات التي قد تنتشر إلى الدماغ، مثل: مرض السل، أو الزهري.
  • أمراض الارتشاح التي تصيب عدة أجزاء من الجسم، مثل: مرض الساركويد، وهو مرض التهابي يحدث في مختلف أعضاء الجسم، أو داء ترسب الأصبغة الدموية المُسبِّب لترسُّب الحديد الزائد في أنسجة الجسم، كالكبد.
  • فقدان الدم الشديد أثناء الولادة، مما قد يسبب تلف الجزء الأمامي من الغدة النخامية.
  • اضطرابات وراثية، ففي بعض الحالات يحدث قصور الغدة النخامية بسبب طفرة جينية موروثة تؤثر في قدرتها على إنتاج واحد أو أكثر من هرموناتها، وغالبًا ما تظهر هذه الحالة عند الولادة أو في مرحلة الطفولة المبكرة.
  • اضطرابات ما تحت المهاد يمكن أن تسبب قصور الغدة النخامية؛ وذلك لأن غدة تحت المهاد تنتج هرمونات تؤثر مباشرةً في نشاط الغدة النخامية.


كيف يتم تشخيص نقص الغدة النخامية؟

عند اشتباه الطبيب بوجود مشكلة في هرمونات الغدة النخامية فمن المحتمل أن يطلب من المريض إجراء عدة اختبارات للتحقق من مستويات الهرمونات في الجسم والبحث عن السبب، وفي ما يأتي بعض هذه الاختبارات:[٣]

  • تحاليل الدم: لقياس مستويات الهرمونات لدى الشخص، مثل هرمونات الغدة الدرقية أو الكظرية أو الهرمونات الجنسية، مما يحدد إذا ما كانت هذه المستويات المنخفضة مرتبطةً بإنتاج هرمونات الغدة النخامية.
  • التحفيز أو الاختبار الديناميكي: هو قياس مستويات الهرمونات بعد تناول بعض الأدوية المحفزة لإنتاجها، ويتم إجراؤه في عيادة متخصصة للغدد الصماء.
  • تصوير الدماغ: ذلك بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) عالي الدقة، مما قد يكشف عن إمكانية وجود ورم أو مشكلات أخرى في الغدة النخامية.
  • اختبارات الرؤية: يمكن من خلالها تحديد إذا ما كان نمو ورم الغدة النخامية قد أدى إلى حدوث ضعف أو مشكلات في البصر.


كيف يتم علاج نقص الغدة النخامية؟

غالبًا ما تتمثّل الخطوة الأولى في علاج قصور الغدة النخامية بالأدوية التي تعيد مستويات الهرمونات إلى طبيعتها، وتتناسب الجرعات التي يحددها الطبيب مع الكميات التي من المفترض أن ينتجها الجسم دون وجود مشكلة في الغدة، وقد يحتاج الشخص إلى الاستمرار بتناول الدواء مدى الحياة، وفي بعض الأحيان يتمثّل علاج قصور الغدة النخامية بعلاج الاضطراب المُسبِّب له، الأمر الذي يُؤدي إلى الشفاء التام أو الجزئي واستعادة قدرة الجسم على إنتاج هرمونات الغدة النخامية.

ويتضمن العلاج الهرموني ما يأتي:[٣]

  • الكورتيكوستيرويدات: مثل الهيدروكورتيزون (Hydrocortisone)، أو البريدنيزون (Prednisone)، وهي تحلّ محل هرمونات الغدة الكظرية التي لا يتم إنتاجها بسبب نقص الهرمون المحفز لهذه الغدة.
  • ليفوثيروكسين (Levothyroxine): يعالج انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية الذي يسببه نقص الهرمون المحفز للغدة الدرقية.
  • الهرمونات الجنسية: مثل هرمون التستوستيرون لدى الرجال، وهرمون الإستروجين لدى النساء.
  • هرمون النموّ: يتم إعطاؤه من خلال الحقن تحت الجلد.
  • هرمونات الخصوبة: في حال العقم يمكن حقن الجونادوتروبين (Gonadotropins) لتحفيز الإباضة لدى النساء، وإنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال.


المراجع

  1. ^ أ ب Gretchen Holm (2017-7-26), "Underactive Pituitary Gland (Hypopituitarism)"، healthline, Retrieved 2020-6-24. Edited.
  2. ^ أ ب Nayana Ambardekar (2020-6-13), "Hypopituitary"، webmd, Retrieved 2020-6-25. Edited.
  3. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2019-5-18), "Hypopituitarism"، mayoclinic, Retrieved 2020-6-26. Edited.
3302 مشاهدة
للأعلى للسفل
×