محتويات
نماذج من الآيات المتشابهات
قال -تعالى-: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ)،[١] والمحكم من القرآن: "ما ورد من نصوص الكتاب أو السنة دالاً على معناه بوضوح لا خفاء فيه"،[٢] والمتشابه من القرآن: "ما أشكل تفسيره؛ لمشابهته غيره: إما من حيث اللفظ، أو من حيث المعنى".[٣]
والمتشابه في نصوص القرآن يُعد قليلاً إذا ما قورن بالمحكم، وهذا المتشابه لا يتعلق بأفعال المكلفين، والواجب الإقرار به كما جاء من غير الخوض في تأويله،[٤] ومن المتشابه في القرآن؛ ذكر الله لصفاته، والحروف المقطعة في فواتح السور، والمتشابهات في القرآن على ثلاثة أقسام:[٥]
متشابه من جهة اللفظ فقط
وقد يكون في الألفاظ المفردة، وهو على نوعين: نوع فيه غرابة في اللفظ مثل قوله -تعالى-: (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا)،[٦] فلفظ (أَبًّا) كان لفظاً غريباً على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، إذ قال: قال الله: "وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا كل هذا قد علمناه، فما الأب؟ ثم ضرب بيده، ثم قال: لعمرك إن هذا لهو التكلف، واتبعوا ما يتبين لكم في هذا الكتاب، وما يتبين فعليكم به، وما لا فدعوه".[٧]
والنوع الثاني من المشترك اللفظي، كالعين واليد في قوله -تعالى-: (وَلِتُصنَعَ عَلى عَيني)،[٨] و(يَدُ اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)،[٩] ويأتي التشابه اللفظي أيضاً في الجُمل، مثل قوله -تعالى-: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ).[١٠][١١]
متشابه من جهة المعنى فقط
كما في صفات الله -عز وجل-، حيث جاء في كثير من الآيات صفات الله وأفعاله، ومنها ذكر وجه الله، ويده، وعينه، ومعيته، وعلوه، واستوائه على العرش، كقوله -تعالى-: (الرَّحمـنُ عَلَى العَرشِ استَوى)،[١٢] وقوله: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَـهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَـهٌ)،[١٣] وقوله: (أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ).[١٤][١٥]
وهذه الصفات لا يعلم تأويلها إلا الله، والراسخون في العلم يثبتون هذه الصفات لله -عز وجل-، ولكنهم عاجزون عن تأويلها، فلا يخوضون في كيفية العلو والاستواء، ولا في كيفية العين والوجه واليد.[١٥]
ومن التشابه في المعنى؛ أوصاف يوم القيامة، لعدم إمكان تصورها؛[١٦] كقوله -تعالى-: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ* وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ* وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ* وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ* وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ* وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ* وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ* وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ* وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ).[١٧]
وهذه المشاهد المتتالية ليوم القيامة يعلم أهل التفسير معانيها، ولكنهم يعجزون عن تأويلها ببيان كيفية حدوثها وزمان ومكان وقوعها.[١٨]
متشابه من جهة اللفظ والمعنى
ومنها الحروف المقطعة في أوائل السور، فكثير من المفسرين فسروا قوله -تعالى-: (وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ)؛ بأنها الأحرف المقطعة في أوائل السور،[١٩] ولقد افتتح الله بها تسعاً وعشرين سورة في كتابه العزيز، ومن أمثلة الحروف المقطعة: (الم) حيث تكررت في ست سور.
وكذلك (المص) في سورة الأعراف، و (المر) في سورة الرعد، و (كهيعص) في سورة مريم، ومن المتشابه في اللفظ والمعنى ما يكون في ألفاظ العموم والخصوص كقوله -تعالى-: (وَقاتِلُوا المُشرِكينَ كافَّةً).[٢٠]
المراجع
- ↑ سورة أل عمران، آية:7
- ↑ محمد بكر اسماعيل، دراسلت في علوم القرءان، صفحة 183.
- ↑ محمد بن يعقوب الفيروزآبادى، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 239.
- ↑ محمد بكر اسماعيل، دراسات في علوم القرءان، صفحة 189. بتصرّف.
- ↑ محمد ابن يعقوب الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 294. بتصرّف.
- ↑ سورة عبس، آية:31
- ↑ محمد ابن جرير الطبري، تفسير الطبري، صفحة 231. بتصرّف.
- ↑ سورة طه، آية:39
- ↑ سورة الفتح، آية:10
- ↑ سورة النساء، آية:3
- ↑ محمد بكر اسماعيل، دراسات في علوم القرءان، صفحة 186. بتصرّف.
- ↑ سورة طه، آية:5
- ↑ سورة الزخرف، آية:84
- ↑ سورة الملك، آية:16
- ^ أ ب صلاح الخالدي، التفسير والتأويل في القرءان، صفحة 124. بتصرّف.
- ↑ محمد بكر اسماعيل، دراسات في علوم القرءان، صفحة 188. بتصرّف.
- ↑ سورة التكوير، آية:1-10
- ↑ صلاح الخالدي، التفسير والتأويل في القرءان، صفحة 123.
- ↑ محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 138. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:36