هرمون استراديول

كتابة:
هرمون استراديول

هرمون استراديول

تحتوي أجسادنا على العديد من الهرمونات التي تؤدي وظائف مختلفة في الجسم، ومنها الإستروجينات التي تصنَّف تحت فئة الهرمونات الستيرويديّة الأساسيّة في جسد المرأة، والتي تضمّ ثلاثة أنواع رئيسيّة، أحدها معروف باسم هرمون الإستريول (Estriol)؛ الذي يُنتَج بشكلٍ أساسيّ خلال الحمل، والآخر هرمون الإسترون (Estrone)؛ وهو المسيطر في جسم المرأة خلال فترة انقطاع الطمث، والثالث هو هرمون الإستراديول (Estradiol)؛ الذي يعتبر أحد أقوى أنواع الإستروجينات المسيطرة في جسد الأنثى خلال سنوات الإنجاب، فهو المسؤول عن تطور الخصائص الجنسية الأنثوية، وتنظيم العديد من العمليات التي تحدث خلال الحمل، والعديد من الوظائف الأخرى التي سنتطرق بالحديث عنها في هذا المقال.[١][٢]


ما هي وظيفة هرمون استراديول؟

يُفرَز هرمون الإستراديول في جسد الأنثى من المبيضين، والغدّة الكظريَّة، كما تُفرزه المشيمة خلال فترات الحمل، بينما تُنتِج الخصيتين عند الذكور كميات ضئيلة من هذا الهرمون أيضًا، ويعتبر الإستراديول أحد أهمّ أشكال هرمونات الإستروجين،[٣][٤] والتي تمتلك العديد من الوظائف الضروريَّة للجسم، وهي بالتفصيل كما يلي:[٤]

  • تطوّر الخصائص الجنسية الثانوية في جسم الأنثى: كتغيّر شكل الجسم، ونموّ الثديين، واختلاف توزيع الدهون، وتغيرات الجلد، إذْ تبدأ هذه التغيرات بالظهور أثناء دخول الأنثى سن البلوغ، بتأثير هرمون الإستراديول، وتزداد وضوحًا خلال سنوات الإنجاب، ومع انخفاض مستويات هرمون الإستراديول خلال فترة انقطاع الطمث تصبح هذه التغيرات أقل وضوحًا.


  • نمو الجهاز التناسلي عند الإناث: يحفز هرمون الإستراديول نموّ الأنسجة العضلية في الرحم، عدا عن دوره في نموّ الأعضاء التناسليَّة الأنثويَّة؛ كالمهبل، وقناتيّ فالوب، وبطانة الرحم، وغدد عنق الرحم.


  • أهميته خلال الدورة الشهرية: يلعب هرمون الإستراديول دورًا أساسيًّا للحفاظ في الحفاظ على بقاء البويضة في مبيض الأنثى، وتحفيز العمليات الحيّوية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث الإباضة، كما يُساهم تأثير هرمون الإستراديول وهرمون البروجسترون في تجهيز بطانة الرحم لاستقبال البويضة المخصّبة.


  • ضروري أثناء الحمل: إذْ يعتبر هرمون الإستراديول ضروريًّا للحفاظ على الحمل، وهذا يفسِّر سبب إفراز المشيمة هذا الهرمون، وارتفاع مستوياته خلال مرحلة الحمل.


  • صحة العظام: قد يؤثر انخفاض مستويات هرمون الإستراديول على بنية العِظام، فيؤدي ذلك إلى ترقّقها، وربما الإصابة بهشاشة العِظام، وهذا قد يفسِّر تسارع الإصابة بهشاشة العِظام في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، خاصَّةً وأنَّ الإستراديول مسؤول عن دعم نموّ العِظام والمفاصل.


  • التأثير على تدفق الدم: نظرًا لتأثيرها على الأوعية الدموية في الجسم، قد تحسِّن الإستروجينات تدفّق الدم في الشرايين التاجيَّة.


  • التأثير على الدماغ: يُفرَز هرمون الإستراديول في الدماغ أيضًا، وقد ثبت أنَّ هذا الهرمون يمتلك آثارًا وقائيَّة للأعصاب في حالات الجلطة، كما أنَّه يحمي الدماغ من التلف، ويخفِّف احتباس السوائل حوله نتيجة نقص التروية.[٤][١]


  • الحفاظ على وظيفة الانتصاب عند الرجل: يساعد هرمون الإستراديول في إطلاق أكسيد النيتريك، الذي يؤدي بدوره إلى حدوث الانتصاب عند الرجل،[٣] كما أنَّ هذا الهرمون يدعم نضج الحيوانات المنوية، وتعزيز الرغبة الجنسيَّة عند الذكور.[٥]


هل يستخدم هرمون استراديول في الأدوية؟

يوجد هرمون الإستراديول في جسم الأنثى بشكلٍ طبيعي، ولكنَّه يدخل أيضًا في تصنيع أشكال دوائية مختلفة، سواءً على صورة أقراص فموية، أو حقن، أو حلقات مهبليّة، أو لصقات توضَع على الجلد، أو بخاخات، أو جل، أو كريم مهبلي،[٦][٧] ويُعطَى لعلاج الحالات المرتبطة بانخفاض مستوياته في جسم الأنثى، وهي:[٥]


  • علاج هرموني بديل (Hormone replacement therapy): وهو العلاج الذي يحتوي على هرمونيّ الإستراديول والبروجستيرون، والمُستخدَم لتخفيف حِدَّة بعض الأعراض الحادَّة التي تظهر نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستراديول عند انقطاع الطمث أو بعد استئصال المبيضين؛ كالنزيف المهبلي، والهبات الساخنة، وجفاف المهبل، والألم والحكّة حول المهبل، وبعض الآثار الجانبية النفسيَّة، مثل القلق، والاكتئاب.


  • منع الحمل: يدخل هرمون الإستراديول في تصنيع حبوب منع الحمل المركّبة، إذْ تُستخدَم هذه الحبوب بشكلٍ أساسيّ لمنع الحمل، أو ربما لعلاج حالات عدم نتظام الدورة الشهريَّة، أو متلازمة تكيس المبايض، أو حالات غزارة الطمث.


  • علاج العقم: يُساهم الإستراديول في الحفاظ على بطانة الرحم، وضمان تكوُّن المخاط في عنق الرحم لمساعدة الحيوانات المنويَّة على السباحة، والوصول إلى البويضة، وحدوث الحمل.


الآثار الجانبية لعلاجات هرمون الاستراديول

يمكن أن تشعر بعض النساء بظهور عدد من الآثار الجانبيَّة بعد استخدامها لأدوية هرمون الإستراديول: كاضطراب المعدة، وألم الثدي، وحدوث تغيرات في الوزن، والشعور بالغثيان أو التقيؤ، والتي يجب إعلام الطبيب أو الصيدلي عند حدوثها أو تفاقمها، بينما توجد بعض الأعراض الجانبيّة الشديدة التي تستدعي إخبار الطبيب فورًا، منها ما يأتي:[٨]


  • تغيّرات المزاج، كالاكتئاب، أو فقدان الذاكرة.
  • النزيف المهبلي غير الطبيعي.
  • تهيّج في المهبل.
  • حكّة مهبلية.
  • اصفرار العينين أو الجلد.
  • تحوّل البول للون الداكن.
  • تورّم اليدين، أو الكاحلين، أو القدمين.
  • زيادة العطش.
  • كثرة عدد مرات التبول.


وغيرها من الأعراض الجانبيَّة المُحتملة، إذْ ينصح دائمًا بإخبار الطبيب في حالة ظهور أيَّة أعراض مزعجة أثناء استخدام الإستراديول، مع التشديد على ضرورة الأخذ بتعليماته، وعدم وقف الدواء أو تغيير جرعته دون الحصول على الاستشارة الطبيَّة المتخصِّصة.[٦]


ما هو فحص هرمون استراديول؟

يعرف فحص هرمون الإستراديول بأنَّه الاختبار الذي يقيس كمية هرمون الإستراديول في الدم أو المعروف باسم 17- بيتا إستراديول (E2 test).[٩] وفي الآتي توضيح مجموعة من الأمور المتعلقة بهذا الفحص:


سبب إجراء فحص هرمون الإستراديول

هو من الفحوصات التي يطلبها الطبيب في حالات معيَّنة، نذكر منها:[٩]

  • ملاحظة عدم تطوّر الخصائص الجنسية عند الذكور أو الإناث بالسرعة الطبيعيَّة، حقيقةً، يشير انخفاض مستويات هرمون الإستراديول عن الحدّ الطبيعي في هذه الحالة إلى تأخر البلوغ، على عكس ارتفاع مستوياته الذي يتسبَّب في ظهور أعراض البلوغ المبكّر، فينتقل الطبيب إلى التحقق من المشكلة، ولكن لا يعتمد التشخيص على فحص هرمون الإستراديول بمفرده، إذ يُجرَى إلى جانب عدد من الفحوصات الأخرى الضروريَّة، يحدِّدها الطبيب بناءً على الحاجة لذلك.
  • البحث عن أسباب بعض المشكلات عند المرأة؛ كعدم انتظام فترات الحيض، أو حدوث النزيف المهبلي غير الطبيعي، أو إصابة النساء بالعقم.
  • توقف الدورة الشهرية، وظهور أعراض انقطاع الطمث.
  • التأكد من صحّة وظائف المبيضين.
  • الحمل، أو في حال تناول علاجات العقم، للمساعد في تتبّع تقدّم الحالة.
  • التحقق من الإصابة بورمٍ في المبيض، بعد ظهور الأعراض والتي قد تتضمَّن:
    • الشعور بالشبع والامتلاء بعد تناول كميَّة قليلة من الطعام.
    • انتفاخ أو تورّم البطن.
    • فقدان الوزن.
    • ألم في منطقة الحوض وأسفل البطن.
    • كثرة التبول.


قبل إجراء فحص الإستراديول

قبل إجراء الفحص يجب على الفرد اتباع مجموعة من النصائح، نذكر منها ما يأتي:[٩]

  • إخبار الطبيب حول أنواع الأدوية التي يتم تناولها في الوقت الراهن، خاصةً بعض الأنواع التي قد تؤثر على مستويات الهرمون في الجسم؛ كأقراص منع الحمل، والستيرويدات، والعلاج بالإستروجينات، وأدوية الفينوثيازين (Phenothiazines)، وبعض أنواع المضادات الحيوية؛ كالأمبيسيلين (Ampicillin)، فقد يوصي الطبيب في هذه الحالة بوقف تناول الدواء أو تغيير الجرعة قبل الاختبار، ولكنْ يجب الحرص على اتباع تعليمات الطبيب في ذلك.
  • اتباع تعليمات الطبيب حول موعد إجراء الفحص، سواءً في وقت محدَّد خلال اليوم، أو يوم معيّن خلال الدورة الشهرية، إذْ تتغير مستويات الإستراديول عند المرأة خلال ساعات اليوم الواحد، وفي أيام الدورة الشهرية.
  • إخبار الطبيب بطبيعة المشكلات الصحية التي يُعانيها الفرد؛ فبعض الأمراض والمشكلات الصحيَّة تؤثر على مستويات الإستراديول، كارتفاع ضغط الدم، وانخفاض وظائف الكبد، والإصابة بأمراض الكلى، وفقر الدم.


إجراءات فحص هرمون الإستراديول

خلال الفحص تؤخذ عينة دم من الوريد الموجود في الجزء الداخلي من الكوع أو الجزء الخلفي من اليد، ولا تستغرق العملية سوى بضعة دقائق، قد يصاحبها القليل من الألم، وتوضع عينة الدم بعد ذلك في أنابيب الاختبار لفحصها، والكشف عن مستويات الإستراديول في العينة.[٩]


نتائج فحص هرمون الإستراديول

يجدر الذكر بأنَّ المستوى الطبيعي لهرمون الإستراديول عند المرأة في سنّ الحيض يتراوح بين 15-350 بيكو غرام/ مللتر، ولدى المرأة في سنّ اليأس يكون أقل من 10 بيكو غرام/ مللتر، وارتفاع أو انخفاض مستويات هذا الهرمون عن الحدّ الطبيعي قد يُشير إلى وجود مشكلات صحيَّة تستدعي مناقشتها مع المريض، وعرض الخيارات العلاجيَّة المتاحة عليه، فارتفاع مستويات هرمون الإستراديول في الجسم عن الحد الطبيعي قد يدل على وجود مشكلة البلوغ المبكر، أو الإصابة ببعض المشكلات الصحيَّة؛ كتشمع الكبد، ووجود أورام في المبيض، وفرط نشاط الغدة الدرقية، أو غير ذلك، أمَّا انخفاض مستويات الإستراديول في الجسم فهو قد يُشير ببساطة إلى دخول المرأة مرحلة انقطاع الطمث، أو الإصابة ببعض المشكلات الصحية؛ كمتلازمة تكيس المبايض المتعدّدة، وفشل المبايض، وانخفاض إنتاج الإستروجين، ومتلازمة تيرنر، وقصور الغدد التناسلية، أو غير ذلك من الأسباب المُحتملة.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب "Estradiol", www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-10-08. Edited.
  2. "Estriol", sciencedirect, Retrieved 2020-10-21. Edited.
  3. ^ أ ب "Estradiol", www.hormone.org, Retrieved 2020-10-08. Edited.
  4. ^ أ ب ت "What does Estradiol do?", www.news-medical.net, Retrieved 2020-10-08. Edited.
  5. ^ أ ب "Estradiol and Estrogen Levels", www.news-medical.net, Retrieved 2020-10-08. Edited.
  6. ^ أ ب "ESTRADIOL", www.rxlist.com, Retrieved 2020-10-08. Edited.
  7. "Estradiol", go.drugbank.com, Retrieved 2020-10-08. Edited.
  8. "Estradiol", www.webmd.com, Retrieved 2020-10-08. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج "Estradiol Test", www.healthline.com, Retrieved 2020-10-08. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×