هرمون الحب ما هو؟ وكيف يؤثر على الدماغ عند الوقوع بالحب؟

كتابة:
هرمون الحب ما هو؟ وكيف يؤثر على الدماغ عند الوقوع بالحب؟

الحب

الحب هدف رئيس لكلّ الأشخاص في هذا العالم، ويُشكّل مرحلة مفصلية في حياة الشخص، فالشعور بالحب يُشعر الشخص بالفرح والسرور، كما أنّه يجعله يشعر بالرضا والرغبة في الحياة، فالحب بكلّ أشكاله أحد أساسيات الحياة،[١] وقد رُبِطَ الحب بإفراز هرمون يُسمّى هرمون الحب، فما هذا الهرمون؟ ومتى يُفرَز؟ وما تأثيره في الشخص؟


ما هرمون الحب؟

هو اسم يُطلق على الأوكسيتوسين (Oxytocin)، وهو ناقل عصبي وهرمون يُنتج في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، ثم يُنقل ويُفرز بعد ذلك عن طريق الغدة النخامية في قاع الدماغ، ويلعب هذا الهرمون دورًا في الوظائف الإنجابية عند الإناث من النشاط الجنسي إلى الولادة والرضاعة الطبيعية، ويُحفّز الثدي على إفراز الحليب، كما يملك هرمون الحب العديد من الوظائف السلوكية والاجتماعية، فهو يؤثر في سلوك الترابط وخلق الذكريات والسلوك الاجتماعي والوظائف الاجتماعية الأخرى، وتملك النساء مستويات أعلى من هرمون الحب مقارنةً بالرجال.[٢] وسُمِّيَ الأوكسيتوسين باسم هرمون الحب؛ لأنّ مستوياته في الجسم تزداد أثناء النشوة الجنسية والعناق.[٢]


متى يزيد إفراز هرمون الحب؟

-كما ذُكر أعلاه- يُنتِج هرمون الحب في الدماغ في منطقة ما تحت المهاد، ثم يُفرز في الدم عبر الغدة النخامية، ويُفرَز في العديد من الحالات، بما في ذلك، أثناء الولادة الطبيعية وممارسة العلاقة الجنسية والرضاعة، كما يلعب هذا الهرمون دورًا في إنتاج هرمون التستوستيرون وحركة الحيوانات المنوية عند الرجال، وفي الحقيقة لوحَظ أنّ مسنويات الأوكسينوسين تبدو أعلى عند الأشخاص في بداية العلاقات وتستمر حتى ستة أشهر.[٣]


كيف يؤثر هرمون الحب في الدماغ؟

يلعب هرمون الحب العديد من الأدوار المهمة في الدماغ، وتتضمن تأثيراته في الدماغ ما يأتي:[٣]

  • مساعدة الإناث في تكوين رابطة مع الشريك خلال العلاقة الجنسية: هرمون الحب يعزز السلوك الاجتماعي، ويزيد من الترابط بين الأزواج، ووُجِدَ أنّ الأوكسيتوسين الذي يُنتج في دماغ المرأة خلال العلاقة الجنسية يلعب دورًا في تكوين رابطة اجتماعية مع الشريك.
  • تحسين المهارات الاجتماعية: تبيّن أنّ مستويات هرمون الحب كانت أقل بدرجة ملحوظة عند الأشخاص المصابين بـمرض التوحد، والذي هو اضطراب في النمو يتميز بوجود مشكلات في المهارات الاجتماعية والتواصل، ووُجِدَ أنّ المصابين بالتوحد حدث لديهم تحسن واضح في السلوك الاجتماعي عندما حصلوا على رذاذ أنفي يحتوي على الأوكسيتوسين.[٤]
  • تعزيز الغرائز الوقائية: تبيّن أنّ هرمون الحب يُكسِب الشخص سلوكًا دفاعيًا ضد أي شخص قد يمثّل تهديدًا للمجموعة الاجتماعية لشخص ما، وقد ثبت أنّ الأوكسيتوسين يحفّز السلوك الوقائي عند الحيوان ضد الحيوانات المفترسة، وهو أحد العوامل الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
  • تعزيز النوم: إذ يعاكس الأوكسيتوسين تأثيرات الكورتيزول -يُعرَف أيضًا باسم هرمون التوتر في الجسم-، مما يساعد في التخفيف من التوتر والإجهاد؛ لذلك فإنّ الأوكسيتوسين المفرز في الدماغ يحفّز النوم طبيعيًا، كما أنّ تحفيز هذا الهرمون يمنح الشخص الشعور بالاسترخاء والهدوء، مما يساعده في النوم، فهو يملك تأثيرًا مهدئًا.
  • المساعدة في التغلب على الخوف: فقد وُجِدَ أنّ هرمون الحب يثبّط مراكز الخوف في الدماغ، وإعطاء الأوكسيتوسين للأشخاص يقلّل من مستويات الخوف لديهم.


ما تأثير هرمون الحب في الجسم؟

بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه هرمون الحب في الدماغ، فإنّ أحد الأدوار الأساسية له في الجسم المساعدة في تقلّص الرحم أثناء الولادة والرضاعة، إذ يُنتج هذا الهرمون بكميات كبيرة أثناء الولادة، ويؤدي إلى زيادة الانقباضات التي تفتح عنق الرحم، مما يسمح للطفل بالحركة عبر قناة الولادة، وقد استخدم الأطباء منذ عقود أوكسيتوسين اصطناعيًا للمساعدة في الولادة، وبعدها يستمر الأوكسيتوسين في إحداث تقلصات الرحم، كما يعزز إنتاج الحليب في الثدي وإفرازه للرضاعة.[٣]


ما علاقة هرمون الحب بهرمونَي الدوبامين والسيروتونين؟

غالبًا ما يشار إلى كلٍّ من هرمون الحب وهرموني الدوبامين والسيروتونين باسم هرمونات السعادة، فعندما ينجذب شخص إلى شخص آخر يفرز الدماغ الدوبامين وتزيد مستويات السيروتونين في الجسم ويُنتَج الأوكسيتوسين، وهذا يجعل الشخص يشعر بتدفق من المشاعر الإيجابية في كامل جسمه.[٥]


هل يوجد تأثير سلبي لهرمون الحب؟

إنّ دور هرمون الحب في الجسم معقّد وصعب الفهم، فعلى الرغم من أنّه يعزّز الترابط وتشكيل المجتمعات، لكنّه قد يشجّع على تكوين مجموعات منغلقة بعضها على بعض، مما يؤدي إلى إثارة الحسد والتحيّز والعدوانية أيضًا، فعلى سبيل المثال، كان المشاركون في دراسة أجريت عام 2014 أكثر عرضة للكذب لصالح الآخرين في المجموعة نفسه بعد الحصول على الأوكسيتوسين، وقد أشار الباحثون إلى أنّ نتائج هذه الدراسة قد تساعد في فهم سبب تحوّل التعاون إلى فساد.[٢][٦]


المراجع

  1. Crystal Raypole (16-12-2019), "The Difference Between Loving Someone and Being in Love with Them"، healthline, Retrieved 8-8-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Markus MacGill (4-9-2017), "What is the link between love and oxytocin?"، medicalnewstoday, Retrieved 8-8-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "6 Effects of the "Love Hormone" Oxytocin", makatimed, Retrieved 8-8-2020. Edited.
  4. ERIN DIGITALE, "Study shows which children with autism respond best to oxytocin treatment"، stanford, Retrieved 9-8-2020. Edited.
  5. Adrienne Santos-Longhurst (30-8-2018), "Why Is Oxytocin Known as the ‘Love Hormone’? And 11 Other FAQs"، healthline, Retrieved 8-8-2020. Edited.
  6. Shaul Shalvi and Carsten K. W. De Dreu (2014), "Oxytocin promotes group-serving dishonesty", PNAS, Issue 111, Folder 15, Page 5503-5507. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×