محتويات
يقوم الجسم بردود فعل لا إرادية أحيانًا في الظروف الاستثنائية كالخوف الشديد، فما هو هرمون الخوف؟ وكيف يؤثر على ردود أفعالنا؟ تفاصيل شيّقة في هذا المقال.
هرمون الخوف: متى يفرز؟ وكيف يساعدنا على تخطي مراحل الخطر؟ ونصائح لتجنّب تأثيره في هذا المقال.
هرمون الخوف: متى يُفرز؟
في خضم المواقف المثيرة والمخيفة يبدأ القلب بالتسارع، واليدين بالتعرق، وتتجه أدمغتنا بسرعة نحو التفكير بالهروب أو القتال.
لكن كيف تنتقل أجسادنا من وضعية الهدوء والاسترخاء إلى وضعية التأهب والخوف في ثوان معدودة؟ وكيف يُمكننا أحيانًا القيام بمجهودات لا نستطيع القيام بها عادة؟ وكيف نركض بسرعة أو نقوم بإزاحة شيءٍ ما ثقيل جدًّا؟ ولِم ترجف الأيدي وتتعرق ويدق القلب بسرعة حتى نظن أن المكان بأكمله يسمع دقاته معنا خلال مقابلة عمل أو خلال امتحان ما أو ربما أثناء لعبة ما في الملاهي؟
إنَّ البطل في معظم القصص والمواقف المثيرة التي نتحدث عنها هو هرمون الخوف، يطلق اسم هرمون الخوف على هرمون الأدرينالين الذي يتم إنتاجه في لب الغدة الكظرية الموجودة فوق الكلية، إضافة لبعض الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي.
خلال ثوان من حدوث موقف مخيف وعصيب سوف يتم إفراز الأدرينالين بسرعة في الدم، ليوصل إشارات معيّنة للأعضاء لخلق استجابة محددة تتناسب مع الموقف، وكثيرًا ما عرفنا الأدرينالين باسم هرمون الهروب أو القتال (Fight or flight hormone).
وبعد أن يختفي التوتر قد يبقى مفعول الأدرينالين حتى ساعة من الزمن.
تأثير هرمون الخوف على الجسم
إضافة لتوسيع حدقة العين لتقوية النظر، يمكن تلخيص تأثير إفراز هرمون الخوف على أجسادنا كالآتي:
-
يشتت الإحساس بالألم
يقوم هرمون الخوف بتشتيت شعورنا بالألم الكامل ليتمكن من مساعدتنا على التعامل مع الموقف الصعب أو الإصابات الحادة، ففي حال تدفق الأدرينالين قد لا تشعر حتى أنّك مصاب أو تنزف، وعادة ما يبدأ الألم بعد زوال الذروة.
-
يزيد اليقظة
يقوم الأدرينالين بتحفيز تحلل الغلايكوجين إلى الغلوكوز كما يعمل على زيادة الأحماض الدهنية الحرة في الدم، وبذلك يستخدم الجسم الكميات الزائدة من الغلوكوز والأحماض الدهنية كوقود في أوقات التوتر والخوف، حيث تكون هناك حاجة لزيادة اليقظة والجهد.
-
يزيد القوة بشكل مؤقت
الأدرينالين يجعل كلًا من القلب والرئتين يعملان بشكل أسرع مما يساهم في وصول المزيد من الأكسجين إلى عضلاتك الرئيسة، نتيجة لذلك يحصل الإنسان على دفعة مؤقتة من القوة.
-
يرفع التركيز الذهني
يزيد الأدرينالين من تدفق الدم إلى الدماغ إضافة إلى العضلات، كما يزيد من السرعة التي يعمل بها الدماغ لعمل خطّة ما للهروب مثلًا.
-
يرفع معدل ضربات القلب
يزيد الأدرينالين من معدل وقوة الانقباضات القلبية، مما يؤدي لزيادة إنتاج الدم ويرفع ضغط الدم.
-
يرخي الشعب الهوائية
يقوم الأدرينالين بترخية الشعب الهوائية لضمان وصول كمية أكبر للعضلات خصوصًا الرئيسة منها، مثل: القلب، والرئتين.
اضطرابات تزيد إفراز هرمون الخوف
من أهم الأسباب التي تؤدي لإفراز هرمون الخوف تعرض الشخص لموقف فيه تهديد، أو المرور بتوتر عصبي، أو تجربة مليئة بالمغامرة والإثارة، وإضافة لهذا فإن العيش بنمط حياة مرتفع التوتر والقلق سيؤدي لزيادة متكررة في إفراز هذا الهرمون، في بعض الأحيان قد يتم إفراز هرمون الخوف في الجسم رغم عدم وجود خطر أو تهديد وذلك قد يكون نتيجة أحد الآتي:
-
اضطراب ما بعد الكرب (Post traumatic stress disorder)
الأشخاص الذين مروا بتجارب سيئة ومؤلمة قد يعانون من الاضطراب التالي للصدمة، وقد يتعرضون لإفراز الأدرينالين عند التفكير في ذكريات صدماتهم في الماضي.
-
ورم الغدة الكظرية
قد يؤدي ورم الغدة الكظرية أو ورم جزء معين من الدماغ لإنتاج الجسم الكثير من الأدرينالين، ويُعد هذين النوعين من الأورام نادرين جدًا لكنهما قد يُسببان اندفاعًا عشوائيًّا لهرمون الخوف مما يجعل الأمر أشبه بنوبة هلع.
نصائح للتحكم بتأثير الأدرينالين
على الرغم من مساعدته في كثير من الأوقات قد يكون اندفاع الأدرينالين تجربة مرهقة وسيئة في بعض الأحيان خصوصًا إذا حدثت في وقت غير مناسب، وهناك خطوات قد تساعد أي شخص في السيطرة على رد فعل جسمه تجاه إفراز الأدرينالين ومنها:
- إبطاء معدل التنفس لمعادلة إمداد الجسم بالأكسجين والذي يمكن تحقيقه بواسطة التنفس في كيس ورقي.
- القيام ببعض التمارين، مثل: اليوغا، وتمارين الإطالة.
- الحصول على هواء نقي، والمشي حول المكان بهدوء، أو مغادرة مكان الانفعال، فهذا قد يساعدك على التحكم باندفاع الأدرينالين.
- اختيار كلمة مهدئة وتكرارها قد يشتت انتباه الشخص عن ردة فعل جسمه على إفراز الأدرينالين.