دراسة جديدة تكشف عن أن الأطفال اللذين يعانون من التبول الليلي أكثر عرضة للعقوبة وبعضهم يعاني حتى من العقاب الجسدي والعنف الحقيقي.
خبير في التبول الليلي عند الأطفال يحذر من أن الكثير من الاهل يعتبرون التبول عمل اختياري ويجعلون الطفل يشعر بالذنب.
كشفت دراسة أجريت على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-18 ويعانون من التبول الليلي أن الغالبية العظمى من الاشخاص اللذين سئلوا قد تعرضوا لعقوبة بشكل او باخر من قبل والديهم بعد التبول ليلا. هذة الدراسة نشرت في مجلة طب الاطفال الشهرية (journal of pediatria)، ووجدت أن حوالي 87٪ من المشاركين في الدراسة تعرضوا لعقاب كلامي بسبب التبول. أكثر من 50٪ تعرضوا للعقاب الجسدي الحقيقي، بما في ذلك طلب غسل الفراش المبلل، الاستحمام بالماء البارد، الطلب أن يقف لبقية الليل، وغير ذلك. وكان ما يقرب من نصف الحالات (48.5٪) ممن شملهم الاستطلاع قد عانوا من العقاب البدني العنيف الحقيقي. وكان العنف الجسدي المباشر في الواقع أكثر شيوعا بين الأطفال الصغار (من سن 6-9)، من بينهم حوالي 49.6٪ قد تعرضوا للعنف. على النقيض من الأطفال الأكبر سنا، الذين تتراوح أعمارهم بين 10-18، حيث كان حوالي 16 في المئة فقط قد تعرضوا للعنف البدني المباشر. ومن المثير للاهتمام ان العقوبات الأكثر عدوانية (حوالي 90 في المئة منها) تتم على أساس يومي، ومعظم أعمال العنف ضد الاطفال تتم في الواقع من قبل الأم. جميع الاهالي أو الأوصياء على الأطفال المشاركين في الدراسة اعترفوا بشكل او باخر بعدم التسامح تجاه الأطفال الذين كانوا يعانون من التبول الليلي.
للأسف يوجد ايضا أهل يعتقدون أن التبول الليلي يحدث عن قصد، باختيارالطفل، ويعتقدون أن الطفل يستطيع التحكم بالتبول الليلي. وفقا للدراسة فمن المهم للآباء والأمهات ان يعرفوا ويفهموا أن معظم حالات التبول الليلي يكون سببها مشكلة فيزيولوجية بحثة: انخفاض في متسوى الهرمون فزوبرسين (Vasopressin).
الامر يتعلق بهرمون المسؤول عن تركيز البول وخفض وتيرة إنتاج البول، بما في ذلك اثناء ساعات الليل. مثل كل انسان، فان الأطفال ليس لديهم سيطرة واعية على مستوى الهرمون، والعلاج الوحيد للمشكلة هو طبي كحت: باعطاء بديل يسمى مينيرين. أيضا الترطيب في النهار يكون عادة بسبب مشكلة طبية، عادة في المثانة، وبالتالي فإن التشخيص والعلاج الأولي يجب أن يكون من قبل طبيب مختص وليس بطرق المعالجة النفسية المختلفة. في الواقع فان العلاج الأسوأ لمشكلة التبول اللا إرادي في الليل هي العقوبات المختلفة، والتي بالتأكيد لا تساعد على حل مشكلة التبول وانما فقط تسبب للطفل حالة من العجز وتضر بثقتة بنفسة.
مشكلة التبول الليلي هي واحدة من المشاكل الشائعة التي تسبب توجة الاهل إلى طبيب الأطفال . في سن ال- 6 سنوات، على سبيل المثال نحو 15 في المئة من الأطفال يعانون من درجات متفاوتة من هذه الظاهرة. التبول الليلي من سن 5 وما فوق يتطلب التوضيح، والعلاج الطبي. بالإضافة إلى الاسباب المذكورة أعلاه، هناك العديد من الأسباب الأخرى لمشكلة التبول الليلي، لذلك فمن المستحسن أن يخضع كل طفل يعاني من هذه الظاهرة لتوضيح شامل في عيادة متخصصة لعلاج التبول اللاإرادي.