هل أكل الجزر يقوي النظر؟

كتابة:
هل أكل الجزر يقوي النظر؟

الجزر

تحمل العديد من الثمار النباتية فوائد صحيةً جمة للإنسان، ويعد الجزر أحد هذه المنتجات، ويخبر الآباء أطفالهم عادةً أن أكل الجزر يقوي النظر، فهل هذه المقولة صحيحة؟ وما هي القيمة الغذائية للجزر؟ وهل توجد تحذيرات عند تناول هذه الثمار؟ كل ذلك وغيره سنتعرف عليه في هذا المقال.

عُرِفَت زراعة الجزر لأول مرة منذ آلاف السنين، وتعد أفغانستان أول منطقة زُرع فيها، لكن كان مختلفًا بنسبة كبيرة عن الجزر الذي نعرفه اليوم؛ إذ كان مختلف الشكل، وله طعم مر وكان صلبًا، وزرع العديد من الأشخاص الجزر الأرجواني، والأحمر، والأصفر، والأبيض قبل مدة طويلة من تعرفهم إلى النوع البرتقالي، الذي يتميز بطعمه الحلو والمقرمش، والذي انتشر في مختلف بقاع الأرض.[١]


هل أكل الجزر يقوي النظر؟

ينتشر الاعتقاد من مدة زمنية طويلة أن الجزر يمكن أن يحسن صحة العين وقوة البصر، خاصةً في الليل، وعلى الرغم من أن هذا الاعتقاد صحيح، إلا أنه بدأ انتشاره اعتمادًا على أسطورة؛ إذ إنه خلال الحرب العالمية الثانية بدأ طيارو سلاح الجو الملكي البريطانيون باستخدام الرادار لاستهداف طائرات العدو والقضاء عليها، ولأجل إخفاء تقنية الرادار الجديدة في ذلك الوقت ادّعوا أن قوة بصر الطيارين تعود إلى تناول الجزر، الأمر الذي أدى في النهاية إلى إطلاق حملة قوية للغاية تقول إن الجزر يحسن النظر، وعلى الرغم من عدم امتلاكه القوة السحرية لتقوية البصر، إلا أنه يحتوي على العديد من المركبات التي يمكن أن تعزز صحة العين.[٢]

يعد الجزر مصدرًا غنيًا بالبيتا كاروتين واللوتين، وهما مواد مضادة للأكسدة يمكن أن تساعد في منع تلف العين الذي ينجم عادةً عن تراكم مواد ضارة تسمى الجذور الحرة، وتتكون هذه المواد نتيجة تلف الخلايا والأمراض المزمنة، التي قد تتضمن أمراض العيون، ويتميز مركب البيتا كاروتين بقدرته على إعطاء العديد من النباتات الحمراء والبرتقالية والصقراء لونها، ويحتوي الجزر البرتقالي على نسبة كبيرة من هذا المركب.

يتحول الكاروتين داخل جسم الإنسان إلى فيتامين (أ)، وكما هو معروف فإن نقص هذا الفيتامين يمكن أن يسبب العمى الليلي، ويُعالج عن طريق تناول المكملات فقط، ويعد فيتامين أ أساسيًّا لتكوين الرودوبسين أو الصبغة البنفسجية، وهي صبغة أرجوانية تميل إلى اللون الأحمر، وتتميز بأنها حساسة للضوء، وتساعد هذه المادة على الرؤية أثناء الليل، ويمتص الجسم مركب البيتا كاروتين عند تناول الجزر المطبوخ بصورة أكثر كفاءةً من تناوله نيئًا، كما يعد فيتامين (أ) من الفيتامينات الذائبة في الدهون؛ لذا فإن تناول الجزء مع مصدر دهني يمكن أن يحسن الامتصاص.

بالإضافة إلى ذلك يحتوي الجزء الأصفر على مادة اللوتين، التي تساعد على تقليل خطر حدوث الضمور البقعي المرتبط بالعمر، وهو حالة تكون فيها الرؤية مشوشةً أو تُفقد تدريجيًا.[٢]


ما القيمة الغذائية للجزر

يحتوي كوب واحد من الجزر النيء المفروم على ما يأتي من العناصر الغذائية وفقًا لدراسات وزارة الزراعة الأمريكية:[٣]

  • غرام واحد من البروتين.
  • 10 غرامات من الكربودهيدرات.
  • 3 غرامات ونصف من الألياف.
  • 6 غرامات من السكر.
  • 21383 وحدةً دوليةً من فيتامين (أ).
  • 16.9 ميكروغرامًا من فيتامين ك.
  • 410 ملليغرام من البوتاسيوم.
  • 0.1 ملليغرام من الثيامين.
  • 1.3 ملليغرام من النياسين.
  • 0.2 ملليغرام من فيتامين ب6.

يمكن أن يتجنب بعض الأشخاص تناول الجزر اعتقادًا منهم أن هذه المنتجات تحتوي على نسبة كبيرة من السكر، الأمر الذي من شأنه أن يرفع نسبة السكر في الدم، لكن لا تدعم أي دراسة هذا الادعاء، إذ يحتوي كل كوب واحد من الجزر النيء على ما يقارب 10 غرامات فقط من الكربوهيدرات، ونحو 4 غرامات من الألياف.

وتساعد الألياف الموجودة في الخضروات على إبطاء تحرير السكر على شكل غلوكوز في الدم، ويعد الجزر آمنًا للشخص المصاب بمرض السكري؛ وذلك لأنه يمنع حدوث أي زيادة كبيرة في نسبة السكر في الدم، لكن يجب عليه أو على أي شخص يعاني من اضطراب في مستويات السكر في الدم التقليل من شرب عصيره؛ لأنه يمكن أن يركز السكر الموجود في الجزر، كما يقلل من محتواه من الألياف.[٣]

ويحتوي عصير الجزر أيضًا على نسبة عالية من الكربوهيدرات مقارنةً بالجزر النيء، ويمكن ذكر القيمة الغذائية لعصير الجزر كما يأتي:[٣]

  • 95 سعرةً حراريةً.
  • 21 غرامًا من الكربوهيدرات.
  • 2 غرام فقط من الألياف.
  • 9 غرامات من السكر.
  • 2 غرام من البروتين.
  • 45133 وحدة دوليةً من فيتامين (أ).
  • 20 ملليغرامًا من فيتامين سي.
  • 36.6 ميكروغرامًا من فيتامين (ك).
  • نصف ميكروغرام من فيتامين ب6.
  • 689 ملليغرامًا من البوتاسيوم.


محاذير أكل الجزر

يحمل الاستهلاك المفرط لفيتامين (أ) خطرًا كبيرًا على الفرد؛ إذ إنه قد يسبب ظهور لون برتقالي خفيف للجلد، لكن لا يؤثر مباشرةً في صحة الشحص.

ومن غير الشائع تعرض الشخص لجرعة زائدة من فيتامين (أ) من النظام الغذائي فقط، لكنها قد تكون عن طريق تناول المكملات الغذائية، أو من تناول بعض الأدوية المكونة من هذا الفيتامين، مثل: دواء إيزوتريتينوين، وهو دواء لعلاج حب الشباب، ودواء أسيتريتين، وهو دواء لعلاج مرض الصدفية، ويجب على الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية تناول الجزر باعتدال؛ لتجنب أخذ جرعة زائدة من فيتامين (أ)، كما يجب على الشخص قبل أن يبدأ بأي دواء جديد أن يستشير الطبيب حول أي تعديلات غذائية يحتاج إلى فعلها.

قد يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه المركبات الموجودة في الجزر، والإصابة بالتورم أو صعوبة التنفس أو ظهور الطفح الجلدي بعد تناول الجزر أعراض تحتاج إلى رعاية طبية فورية؛ فقد يدل ذلك على الحساسية المفرطة، وهي ردة فعل من الجسم تهدد الحياة، ويمكن أن تحدث بسرعة عالية؛ لذلك إذا علم الشخص أنه يعاني من حساسية تجاه الجزر يجب التحقق من مكونات كل المواد الغذائية التي يتناولها ويتأكد من خلوها من الجزر.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب "What are the health benefits of carrots?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-17. Edited.
  2. ^ أ ب "Are Carrots Good for Your Eyes?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-17. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Top 7 Ways Carrots (and Carrot Juice!) Benefit Your Body", draxe.com, Retrieved 2020-08-17. Edited.
3048 مشاهدة
للأعلى للسفل
×