مفهوم التخدير
يُستخدم التّخدير لمُساعدة المريض أثناء الإجراءات الطّبيّة والعمليّات الجراحيّة، حيث يسهَم في التقليل من الشّعور بالألم أو انعدامه في بعض الإجراءات، وهذا يعتمد على نوع التّخدير المُستخدَم وإجراء العمليّة الطّبيّة المُستهدفة، ولفظ التّخدير مأخوذُ من الفعل "خدَّرَ" ومعناه: الفتور والكسل، وهو يتم باستخدام الطّبيب لمادة لتعطيل إحساس المُصاب لمُدّة مُعيّنة، وفي الاصطلاح: هو الوسائط التي تُعطى للمريض حيث تكون طيّارة أو سائلة أو جامدة، بقصد إتمام الطّبيب عمله على أكمل وجه ولا سيّما في الغرض الجراحي الذي يتطلّب سكون المريض وعدم حركته، وينقسم التّخدير إلى نوعيْن رئيسين: زوال الحسّ الجزئي أو التّام، ويُمكن التّعبير عنهما بالتّخدير الموضعي والعامّ، وسيتمّ التّعرُّف على هذين النّوعين في هذا المقال، بالإضافة إلى أثر التّخدير على الصّيام، فهل المخدر يبطل الصوم.
هل إجراء عملية جراحية تحت التخدير يبطل الصوم
قد يضطر الإنسان للقيام بإجراء عمليّة جراحيّة أثناء الصّوم، ومن المَعلوم أنّ التّخدير وخصوصًا العامّ يجعل المُصاب فاقدًا للوعي والإدراك، فهل المخدر يبطل الصوم بسبب فقدان الوعي، الإجابة هي، أنّ بطلان الصّوم يعتمد على الوقت الذي يستيقظ فيه المريض، بالإضافة إلى مكان دخول المُخدّر، فالتّخدير بعينه لا يُبطل الصّوم إن كانت مُدّته محدودة، أي عدم مكوث المريض طوال النّهار تحت التّخدير؛ لأنّ الغازات المُستخدمة ليست ذات جرَم؛ أي ليست جزءًا من العظّم، وكذلك الإبر التي تُستخدم تحت الجلد، فلو استيقظ المريض من التخدير وأدركَ أوّل النّهار صحّ صومه، وكذا لو أدرك وقت الغروب، أيْ استيقظ قبل المغرب بلحظة صحّ صومه أيضًا، أمّا من بقيَ تحت التّخدير طوال اليوم ولم يُدرك وقت الغروب فصيامه باطل وعليه القضاء، وقد تحدث أسباب أخرى أثناء التّخدير تؤدّي إلى إبطال الصّوم كدخول الشّيء إلى الجوف، فهل المخدر يبطل الصوم عند دخول أجسام إلى الجوف؛ كالآلات لغرض الفحص الدّاخلي أو غيره، الإجابة هي: نعم، يبطل الصّوم ويلزمه القضاء.[١]
أنواع التخدير
وبعد أن تمّت الإجابة عن سؤال هل المخدر يبطل الصوم، من الجدير بالذّكر أنّ التّخدير يعمل على تغيير نشاط البروتينات في الغشاء العصبي، كما أنّه يؤثّر على المُركّبات الكيميائيّة الموجودة في الطّبقة الخارجيّة للدّماغ؛ لذلك يؤدّي إلى فقدان الوعي والتّسكين، وهذا يعتمد على نوع المُخدّر المُستخدم، وفيما يأتي بيان أنواع التّخدير:[٢]
- التّخدير العام: هو الذي يؤدّي إلى ارتخاء العضلات، وفقدان الحسّ التّام في سائر أجزاء الجسم، ممّا يؤدّي إلى النّوم العميق وضياع الإدراك؛ بسبب توقّف وظيفة الجملة العصبيّة المركزيّة، ومن الأمثلة على ذلك: مادّة الكلورفورم، وهي عبارة عن سائل له رائحة قويّة وطيّارة، ومثاله أيضًا: مادّة الأثير: وهي مادة أيضًا طيّارة وسائلة، تتّصف بسرعة الاشتعال.
- التّخدير الموضعي: هي المادّة التي تُستخدم لتخدير جزء مُعيّن من الجسم، وفي هذه الحالة لا يفقد المريض الوعي، وإنّما يزول الحسّ في المكان المُستهدف فقط، ومن المواد المُخدّرة لهذا النّوع: الكوكائين والنوفوكائين، حيث يُستخدم هذا النّوع للعمليّات الصّغرى؛ كإزالة الثواليل والغدد الدّهنيّة وغيرها، بخلاف التّخدير الكامل فإنّه يُستخدم للعمليّات الكُبرى.
المراجع
- ↑ "أحكام الصيام"، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-03-20. بتصرّف.
- ↑ "أنواع التخدير الجراحي"، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-03-20. بتصرّف.