تعريف الصيام
يعرّف الصيام لغةً بأنه: التوقُّف عن كل فعل أو قول، فالصائم إنما سُمّي كذلك لإمساكه عن شهوتَيِ البطن والفرج، والمسافر إذا توقف عن سيره سُمّي صائمًا، والصامت عن الكلام صائم، قال تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا}،[١] أما تعريف الصيام شرعًا فهو: الإمساك عن المفطِّر على وجه مخصوص، إن الصيام عبادة مشروعة، وتشريع ربّاني عرفته الأمم السابقة من أهل الكتاب؛ كما دلَّ عليه قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}،[٢] وسيكون هذا المقال إجابة عن سؤال هل التحاميل المسكنة تفطر الصائم.[٣]
هل التحاميل المسكنة تفطر الصائم
الصيام هو ثالث أركان الإسلام، لذلك فهو من الأمور التي يُراعيها المسلمون ويسألون عن تفاصيلها وأحكامها الشرعية، من الأسئلة المهمة التي تشغل الناس في شهر رمضان المبارك هو هل التحاميل المسكنة تفطر الصائم؟، وقد اختلف الفقهاء في ما يفطر الصائم من الإبر المغذية والقطرات والتحاميل المسكنة، فمنهم من اعتبر أن الإبر المغذية تفطر الصائم لأنها تغني عن الطعام والشراب، ومنهم من قال أنها لا تفطر الصائم وذلك لأنها لا تدخل من مدخل الطعام والشراب، كما أن مفسدات الصيام مما تعم به البلوى ومما يجب وجود دليل صحيح وقوي عليها للأخذ به، وكذلك الأمر بالنسبة للتحاميل المسكنة والراجح -والله أعلم- أن التحاميل المسكنة لا تفطر الصائم وليست من مبطلات الصوم لأن المحرم في الصيام الأكل والشرب والتحاميل المسكنة ليست بأكل ولا شرب وإنما هي للعلاج.[٤]
مفسدات الصيام
تدرج الإسلام في تشريع الصيام حتى وصل إلى الوجه الأكمل، وقد اقتضت حكمة الله -عزّ وجلّ- أن يتدرج هذا التشريع في مراحل، كما هو الحال في كثير من التشريعات في الإسلام؛ حيث تنزل الأمر والتكليف ثم تُبين بقية التفاصيل والأحكام، وبعد الإجابة عن سؤال هل التحاميل المسكنة تفطر الصائم لا بد من ذكر مفسدات الصيام ومنها ما يأتي:[٥]
- الجماع: يجوز الجماع في ليل رمضان ويمتنع في نهاره وهذا مما لا خلاف في عند أهل العلم، كما تجب الكفارة المغلظة على من جامع في نهار رمضان، وهي عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكين.
- الأكل والشرب: الأكل والشرب عن عمد مفسد للصيام أما الناسي فلا شيء عليه.
- القيء عمدًا: اتفق العلماء أن من غلبه القيء فلا شيء عليه وصومه صحيح، إنما وقع الخلاف فيمن استقاء عمدًا فمنهم من اعتبر القيء عمدًا من نواقض الصيام ومنهم من لم يعتبره من مفطرات الصيام والراجح -والله أعلم- أنه من مفسدات الصيام.
- الحجامة: اختلف العلماء في الحجامة هل هي من مفسدات الصيام أم لا والراجح -والله أعلم- أن الحجامة ليست من مفطرات الصيام.
المراجع
- ↑ سورة مريم، آية: 26.
- ↑ سورة البقرة، آية: 183.
- ↑ "تعريف الصيام وتاريخ تشريعه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-07-2019.
- ↑ "استعمال التحاميل في نهار رمضان"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 12-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "مفسدات الصيام"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-07-219. بتصرّف.