مفهوم التضلع
يمكن أن يعرَّف مفهوم التضلُّع لغةً على أنَّه الامتلاء والشبع، ومعنى تَضَلَّعَ في العلم: أيْ ترسَّخ وتمكَّن منه، ودلَّ هذا المفهوم في الإسلام وعند أهل العلم على الارتواء من الماء والتشبُّع منه حتى يتغلغل ويصل إلى الأضلاع، وفي حديث المقداد بن الأسود -رضي الله عنه-: "أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شربَ حتى تضلَّع" [١]، ومعنى ذلكَ أنَّه شربَ كثيرًا حتى ارتوى، وفي هذا المقال سيُشار إلى هل التضلع بماء زمزم بنية الزواج جائزًا وإلى كيفية التضلع بماء زمزم. [٢]
هل التضلع بماء زمزم بنية الزواج جائزًا
يُقصد بالتضلع أن يشربَ المسلم من ماء زمزم حتى يصل إلى درجةٍ كبيرة من الارتواء ويشعر أنَّ الماء بلغَ أضلاعه، وماء زمزم كما ورد في الحديث لما شربَ له، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ماء زمزم لِما شُرِب له" [٣]، ولذلك فإنه يجوز التضلع بماء زمزم بنية الزواج أو غير ذلك وفقَ ما وردَ عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد ورد عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- قوله: "وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَشْرَبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَيَتَضَلَّعَ مِنْهُ، وَيَدْعُوَ عِنْدَ شُرْبِهِ بِمَا شَاءَ مِنْ الْأَدْعِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ"، أي ليس فقط يجوز التضلع بماء زمزم بنية الزواج بل ويُستحبُّ ذلك ويؤجرُ على فعله المسلم لأنَّ التضلع سنَّة من سنن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فالتضلع إحياء لسنَّته، ويُرجى بذلك أن يستجيبَ الله الدعاء إذا رافقه الصدق والإخلاص والنية الخالصة لوجه الله تعالى، وقد أجمع فقهاء المذاهب الأربعة على أنَّ التضلع بماء زمزم والإكثار من شربه من الأفعال التي يستحبًّ القيام بها إحياء لسنَّة النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وهو براءةٌ من النفاق كما ورد في الحديث، وكذلك فإن التضلع بماء زمزم بنية الزواج جائزٌ والله تعالى أعلم. [٢]
كيفية التضلع بماء زمزم
بعد معرفة حكم التضلع بماء زمزم بنية الزواج يجدر بالذكر الحديث عن كيفية التضلع بماء زمزم، فالتضلع بماء زمزم هو الإكثار من شرب ماء زمزم لأعلى درجات الارتواء، وهو من سنن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- المهجورة والتي في إحيائها أجر كبير وثواب جزيل، أمَّا عن كيفية التضلع بماء زمزم بنية الزواج فهو أن يشربَ المسلم من زمزم حتى يرتوي والأفضل أن يستقبل الكعبة ويذكرَ اسم الله تعالى ويشرب على ثلاث دفعات ثمَّ يحمد الله ويدعو ما شاء من الدعاء وكذلك التضلع بماء زمزم بنية الزواج فيدعو المسلم ما شاء من أجل الزواج، وقد بيَّن ابن عباس ذلك في الحديث عندما قال لرجلٍ: "إذا شربتَ من زمزمَ فاستقبِلِ الكعبةَ واذكرِ اسمَ اللَّهِ، وتنفَّس ثلاثًا وتضلَّع منها، فإذا فرغتَ فاحمَدِ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- فإنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: "آيةُ ما بيننا وبينَ المنافقينَ أنَّهم لا يتضلَّعونَ مِن زَمزَمَ" [٤]، وفي ذلك فضل كبير من الله تعالى. [٥] [٦]
المراجع
- ↑ الراوي: المقداد بن الأسود، المحدث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 23822، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم
- ^ أ ب من السنن المهجورة التضلع, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 24-2-2019، بتصرف
- ↑ الراوي: جابر بن عبد الله، المحدث: الطبراني، المصدر: المعجم الأوسط، الصفحة أو الرقم: 9/26، خلاصة حكم المحدث: لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا عبد الله بن المؤمل
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: ابن الملقن، المصدر: شرح البخاري لابن الملقن، الصفحة أو الرقم: 11/458، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
- ↑ فضل ماء زمزم, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 24-2-2019، بتصرف
- ↑ العرمرم في فضل ماء زمزم, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 24-2-2019، بتصرف