محتويات
التهاب البروستاتا
تتعرّض غدّة البروستاتا لدى الرجال للالتهاب كغيرها من أعضاء الجسم، ويرتبط التهابها بعدّة أسباب وعوامل، بعضها معروف لدى الأطباء؛ مثل البكتيريا أو الضربات والإصابات المُختلفة التي قد تُصاب بها الغدّة، وبعضها الآخر لا يُمكن تحديده تمامًا أو معرفته، وسواء أكان الالتهاب حادًّا وعارِضًا أو إن كان مُزمنًا؛ ففي كلا الحالتي ينجم عنه عدّة أعراض على الجهاز البوليّ لدى المُصاب، فهل من المُمكن تأثير التهاب البروستاتا على صحّة الرجل الجنسيّة ومقدرته على الإنجاب؟ وهل يُحتمل إصابة الأطفال الصغار بهذا المرض؟[١]
هل التهاب البروستاتا يؤثر على الانجاب؟
قد يكون التهاب البروستاتا سببًا في صعوبة الإنجاب والعقم لدى الرجل في حال كان الالتهاب مُزمنًا، وذلك من مُضاعفات الالتهاب المُحتملة والنادرة في الواقع،[٢][٣] وينجم ذلك من تأثير المرض على عدّة جوانب في الجسم، يُذكر منها الآتي:[٤]
- نقصان كمية السوائل التي تُفرزها غدّة البروستاتا: الداخلة في مكوّنات السائل المنويّ، والتي تلعب دورًا مُهمًا في حركة الحيوانات المنويّة ووظائف الأنزيمات في الغدّة.
- الإجهاد التأكسدي: وهو ما يحدث عند تناقص قُدرة مُضادات الأكسدة وزيادة مُركّبات الأكسجين التفاعليّة (ROS)، وبمعنًى آخر؛ فإنّ هذه المُركّبات قد تكون سببًا في إلحاق الضرر بالمادة الوراثيّة للحيوانات المنويّة، وتقليل حركتها، وعمليات الأيض الخاصّة بها.
- العجز الجنسي: سواء أكان ذلك لارتباط التهاب البروستاتا بضعف الانتصاب، أم لتسبّبه بالقذف المُبكّر.
- زيادة لزوجة السائل المنوي: الذي يُؤثّر سلبًا على حركة الحيوانات المنويّة.
ما مضاعفات التهاب البروستاتا؟
في بعض الحالات قد ينتج عن التهاب البروستاتا مُشكلات ومخاطر أُخرى تؤثّر على صحّة المُصابين، يُذكر منها ما يأتي:[٢]
- التهاب البربخ، وهو عبارة عن أنابيب مُنحنية ترتبط بالجزء الخلفيّ من الخصية.
- الإصابة بخرّاج في غدّة البروستاتا، وهو تجويف مليء بالقيح والصديد.
- مُشكلات وتشوّهات في الحيوانات المنويّة، وذلك في حالة التهاب البروستاتا المُزمن.
- انتقال العدوى البكتيريّة للدم، بما يُعرَف بتجرثم الدم.
هل يصيب التهاب البروستاتا الأطفال؟
عادًة ما يُصيب التهاب البروستاتا الرجال ممّن أعمارهم 50 عامًا أو أقل،[٢] إلا أنّه في بعض الحالات قد يُصيب الأطفال وصغار السن أيضًا، وبالنسبة للأطفال قبل سنّ البلوغ فإنّ الإصابات المُسجّلة نادرة للغاية، أمّا بالنسبة للمُراهقين فنظرًا لنموّ الغدّة لديهم في هذه الفترة، وما يتعرّضون له خلال هذا السنّ من تقلّبات نفسيّة فقد يُصاب البعض منهم بالتهاب البروستاتا بنسبة أكبر من الأطفال.[٥][٦]
ما الأسباب الأخرى التي تؤثر على الإنجاب للرجل؟
بالإضافة لبعض حالات التهاب البروستاتا المُزمن؛ تضعف قُدرة الرجل على الإنجاب لعدّة أسباب وعوامل أُخرى، يُذكر من أهمّها ما يأتي:[٧]
- مشكلات واضطرابات في جودة الحيوانات المنوية في السائل المنويّ ويبرز ذلك في عدّة أمور، منها:
- ضعف حركة الحيوانات المنويّة، إذ يُقلّل ذلك من فُرصة وصولهم للبويضة بهدف تخصيبها.
- تشوّهات في شكل الحيوانات المنويّة.
- نقص عدد الحيونات المنويّة، أو انعدامها تمامًا.
- مُشكلات واضطرابات القذف، التي تُصعّب خروج السائل المنويّ أثناء الجماع.
- مُشكلات واضطرابات في الخصية، باعتبارها المسؤولة عن تصنيع وتخزين الحيوانات المنويّة، ولذا فهي تؤثّر في قدرة الرجل على الإنجاب في كلّ من الحالات الآتية:
- الإصابة بسرطان الخصية.
- الإصابة بعدوى ما في الخصية.
- الخضوع لجراحة في الخصية.
- وجود تشوّهات خلقيّة في الخصية منذ الولادة.
- الخصية المُهاجرة.
- تعرّض الخصية لإصابة ما.
- تناول بعض العلاجات والأدوية؛ مثل الستيرويدات البنائيّة التي يستخدمها بعض لاعبي كمال الأجسام بصورة غير مشروعة، ودواء السلفاسالازين المُستخدم في بعض حالات مرض كرون والتهاب المفاصل الروماتويديّ، بالإضافة للعلاج الكيماويّ الذي يُستخدم في علاج حالات السرطان.
- تعاطي الممنوعات والموادّ المُخدّرة؛ مثل الكوكايين والماريجوانا.
- قصور الغدد التناسليّة، الذي يتسبّب بنقص هرمون التيستوستيرون المسؤول عن تصنيع الحيوانات المنويّة.
- أسباب غير معروفة بالضبط، والتي يُعاني فيها الرجل من العقم دون وجود أسباب واضحة تمامًا.
أسئلة شائعة
هل العقم الناجم عن التهاب البروستاتا المزمن دائم؟
كلا، ففي حال كان التهاب البروستاتا ناجمًا عن عدوى بكتيريّة فإنّ العلاج بالمُضادات الحيويّة المُناسبة يُعيد للرجل القُدرة على الإنجاب إن كانت الالتهاب سببًا في ضعفها، أمّا إن كان التهاب البروستاتا مُرتبطًا بارتفاع كُريات الدم البيضاء دون وجود عدوى بكتيريّة؛ فعندها تُساعد مُضادات الأكسدة في عكس تأثير الالتهاب على قُدرة الرجل على الإنجاب؛ مثل فيتامين (ج) وفيتامين (هـ) وغيرهم، ويكون ذلك بالتأكيد تحت إشراف الطبيب ومُتابعته.[٣]
كيف يمكن الحفاظ على صحّة البروستاتا؟
لحُسن الحظّ؛ فإنّ هنالك بعض الإرشادات والتعليمات التي يُساعد اتّباعها في الحفاظ على صحّة غدّة البروستاتا وتقليل احتماليّة تعرّضها للمُشكلات والأمراض المُختلفة، وذلك من خلال القيام بكلّ ممّا يأتي:[٨]
- التعرّض لأشعّة الشمس، ويكون ذلك باعتدال دون إفراط؛ بهدف زيادة مخزون الجسم من فيتامين (د) دون رفع احتماليّة الإصابة بأيّ مُشكلات نتيجة أشعّتها، إذ يُساعد ذلك في تقليل فُرصة الإصابة بسرطان البروستاتا، ودعم صحّة القلب، وتحسين صحّة الجسم عمومًا.
- اتّباع نظام غذائيّ صحيّ ومُغذّي، وذلك بإضافة الخضار الورقيّة لأصناف الطعام المُتناولة يوميًّا، بما فيهم الخس، والسبانخ، والبروكلي؛ إذ أنّهم من المصادر الغنيّة بالفيتامينات ومُضادات الأكسدة المُفيدة لصحّة البروستاتا والجسم.
- إجراء الفحوصات الدوريّة التي تبحث في أيّ علامات على الإصابة بسرطان البروستاتا، إذ يُوصى بالخضوع لهذه الفحوصات ابتداءًا من عُمر 55 عامًا، وفي حال وجود أيّ عوامل ترفع من احتماليّة الإصابة بسرطان البروستاتا؛ فعندها يُوصى بإجراء هذه الفحوصات من عُمر 40 عامًا، وتتضمّن هذه العوامل كُلًا ممّا يأتي:
- الرجال من أصول أفريقيّة.
- الرجال ممّن يوجد في عائلاتهم فردين أو أكثر مُصابين بسرطان البروستاتا.
- الرجال من أصول إسكندنافيّة.
هل يسبب الاكتئاب التهاب البروستاتا؟
نوعًا ما نعم، إذ أشارت دراسة حشديّة نُشرت في يونيو 2019 أن الأفراد المُصابين بالاكتئاب أكثر عُرضة للإصابة بالتهاب البروستاتا المُزمن مُقارنًة بغير المُصابين بالاكتئاب، وهو ما توصّلت إليه بعد البحث في مجموع الدراسات ما بين عاميّ 2000 و2010 التي تناولت هذا الموضوع، إلا أنّ سبب ذلك بالضبط بحاجة لمزيد من البحث والدراسة، إذ لم يُعرَف دور علاجات الاكتئاب وطبيعة نمط الحياة الذي يعيشه المُصابون في احتماليّة إصابتهم بالالتهاب.[٩]
المراجع
- ↑ Jayne Leonard (2018-08-29), "What are the signs of prostate infection?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-12-04. Edited.
- ^ أ ب ت "Prostatitis", mayoclinic, 2020-01-16, Retrieved 2020-12-04. Edited.
- ^ أ ب Chris Iliades (2011-11-30), "Chronic Prostatitis and Fertility", everydayhealth, Retrieved 2020-12-04. Edited.
- ↑ Saad Alshahrani, John McGill, Ashok Agarwal (2013-05-08), "Prostatitis and male infertility", clevelandclinic, Retrieved 2020-12-04. Edited.
- ↑ Yuan Li, Lin Qi, Jian Guo Wen and others. (2006-05-08), "Chronic prostatitis during puberty", onlinelibrary, Retrieved 2020-12-04. Edited.
- ↑ Taylor Wolfe, Cynthia Smith, Roy Jacob (2018-01-31), "Acute bacterial prostatitis in an adolescent patient following blunt trauma", ncbi, Retrieved 2020-12-04. Edited.
- ↑ "Infertility", nhs, 2020-02-17, Retrieved 2020-12-04. Edited.
- ↑ "Tips for Keeping a Healthy Prostate", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-12-04. Edited.
- ↑ "Increased risk of prostatitis in male patients with depression", pubmed, 2019-06-13, Retrieved 2020-12-04. Edited.