مفهوم النجاسة
النَّجاسة في اللغة: القذارة والدّنس، وهي مصدر نجس نقول: "نجُسَ يَنجُس، نَجاسةً؛ فهو نجِس" وهي ضدُّ الطاهر و الجمع: نجاسات، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ: فالنَّجاسة: العين المُستقذرة شرعًا، وقيل هي: "قدْر معيَّن يمنع جنسُهُ الصَّلاةَ، كالبول والدَّم والخمر"،[١] والنَّجاسة متعددة الأنواع؛ فهنالك النَّجاسة العينية التي لا يمكن تطهيرها لأن ذاتها وعينها نجِسة؛ كالدّم والبول، والنَّجاسة الحُكمية: التي تقع على طاهرِِ فينجس؛ وتزول هذه النَّجاسة إمّا بالوضوء إنْ كانت من الحدث الأصغر وإمّا بالغُسل إنْ كانت من الحدث الأكبر، وعامة هذه النَّجاسات تزول بزوال عين النَّجاسة عنها، سواء وقعت على البدن أو الثوب، فالأصل في إزالة جميع هذه النّجاسات هو الماء قال تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}،[٢]، لكن إنْ شك العبد في طهارة هذا الماء وظنَّ أنَّه احتوى على حشرات أو ما شابه ذلك فما حكم التطهر به وهل الحشرات تنجس الماء، سيتم بيان ذلك في هذا المقال.[٣]
هل الحشرات تنجس الماء
تُعرف الحشرات بأنّها: كل هامَة من هوامّ الأرض كالذُّباب والخنافس والنحل والعناكب وغيرها، والهامَة في اللغة: دواب الأرض، حيث تكثر هذه الحشرات في البرك والمستنقعات؛[٤] فالسؤال هنا هل الحشرات تنجس الماء؟ ذكر الفقهاء أنَّ لا شيء فيها نجس؛ لأن الحشرات لا دمَ سائلٌ في جسدها فهي طاهرة بدليل قول رسول الله: "إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ في إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ، فإنَّ في أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً، وفي الآخَرِ دَاءً"؛[٥]فاستدل الفقهاء بأنّ لو كان بها نجاسةً لما أمر رسول الله بغمسها في الإناء،[٦] ومما نخرج به من هذه المسألة أيضًا؛ أنّه لو شك العبد بوقوع هذه الحشرات بنجاسةِِ ثم وقوعها على موضع صلاته أو ثيابه؛ فإنه يُعفى منها بدليل ما نص عليه جمهور الفقهاء على أنّ العبد يُعفى من النَّجاسة اليسيرة التي يشق الإحتراز منها، قال الكاساني: "الذباب يقعن على النجاسة ثم يقعن على ثياب المصلي ولا بد وأن يكون على أجنحتهن وأرجلهن نجاسة قليلة فلو لم يجعل عفوًا لوقع الناس في الحرج"،[٧] وقال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}،[٨]فإذًا الحشرات لا تنجس الماء بإجماع الفقهاء في حال حياتها، أمّا في حال موتها سيتم بيان ما حكم التطهر بالماء في السطور التالية.
حكم التطهر بماء تتواجد فيه حشرات ميتة
ورد الحديث فيما سبق على أنَّ الحشرات لا تنجس الماء في حال الحياة، أمّا إذا وقعت هذه الحشرات في الماء وكان منها ما هو ميّت، قال الفقهاء في ذلك أنّ الماء يبقى على طهارته حيث قال ابن قدامه: "وكل ما ليس له دم سائل لا يتنجس بالموت، ولا يتنجس الماء إذا مات فيه"، و إنْ سقط في الماء كمية كبيرة من الحشرات وهي ميتة؛ ذهب الفقهاء إلى أنّه تصح الطهارة به ما لم يغيّر من الماء شيء وهذا لمشقة الإحتزار من ذلك، مع الانتباه إلى عدم التعمد في طرح كمية من الحشرات في ماء طاهر، و لكن إنْ تغيّر طعمه وريحه ولونه ذهب الجمهور بأنه لا تُجزئ الطهارة به لوقوع النجاسة.[٩]
المراجع
- ↑ "تعريف ومعنى النجاسة"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-10. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنفال، آية:11
- ↑ "إزالة النجاسة والأشياء النجسة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-11. بتصرّف.
- ↑ "معنى حَشَرَة "، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-10. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5782، صحيح.
- ↑ "ما هي الحيوانات الطاهرة والحيوانات النجسة"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-10. بتصرّف.
- ↑ "النجاسة العالقة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-10. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية:78
- ↑ "حكم التطهر بماء تتواجد فيه حشرات ميتة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-10. بتصرّف.