هل الرعاف يفسد الصوم

كتابة:
هل الرعاف يفسد الصوم

مفهوم الرعاف

الرعاف أو النزف الأنفيّ، هو عبارةٌ عن خروج الدم من الأنف بغزارة؛ وذلك عند إصابة الأوعيّة الدمويّة الرقيقة الموجودة داخل الأنف، ويُصاب به العديد من الأشخاص، ويعود سببُ الإصابة به إلى العديد من الأسباب، والتي من أهمّها: رقّة الأوعيّة المُصابة بذلك النزف؛ فتتعرّض بسهولةٍ للخدش عند الإصابة بالزكام أو الإنفلونزا أو بعض الصدمات المباشرة، ومن الأسباب أيضًا جفاف الغشاء الأنفيّ الداخليّ، واستخدام بعض الأدويّة التي تؤدي إلى تمييع الدّم مثل الإسبيرين، فتصبح احتماليّة الإصابة أكثر، ولارتفاع ضغط الدّم يدٌّ في حدوث بعض حالات الرعاف، وعلى الرغم من أنّ منظر الدّم يكون مُرعبًا إلّا أنّ الرعاف يعدّ أمرًا بسيطًا غالبًا، وخصوصًا عند اتخاذ الإجراءات المناسبة أثناء حدوثه، كوضعيّة الجلوس القائمة مع انحناءٍ بسيطٍ للرأس، أو وضع كمادة ماءٍ باردةٍ أو قطعةٍ من الثّلج، وبما أنّ الرعاف يرتبط بموضوع نزف الدّم فهو من الأمور المشكلة التي تثير التساؤل الآتي: هل الرعاف يفسد الصوم؟ ذلك ما سيتحدّث عنه المقالُ فيما يأتي.[١]

هل الرعاف يفسد الصوم

يوجد الكثيرُ من التساؤلات التي تثير تفكير المؤمنين أثناء أداء عباداتهم؛ ليتأكدوا إن كانت تتمّ على وجهها الصحيح، ولا سيما في أداء أبرز العبادات؛ ألا وهي الصوم، ومن بين التساؤلات تلك التي يطرحها الأشخاصُ الذين يعانون من الرعاف: هل الرعاف يفسد الصوم أم لا؟ والحق أن في ذلك وجوهًا:[٢]

  • إن وصل الدّم الناتج عن الرعاف إلى المعدة عن غير عمد المُصاب، فإنّه لا يُفسد الصيام؛ وذلك لأنّ دين الإسلام دينُ يسر، ولا يكلّف النفسَ فوق طاقتها، وذلك ما أورده الله تعالى في كتابه العزيز: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}،[٣] ومن ثَمَّ لا يفسُد صيام المسلم بذلك.
  • أمّا الوجه الثّاني فهو ابتلاع الدّم الناتج عن الرّعاف عن عمد، وذلك عند قدرة الصائم على منع وصوله إلى المعدة، وهنا يفسُد الصيام، ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلّم في حديثه الشريف: "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا"،[٤] وبذلك فإنّ النبيّ قد أكّد على ضرورة عدم الاستنشاق والمبالغة به أثناء الصيام؛ لتجنّب دخول أيّ مفسدٍ للصيام إلى المعدة، سواء أكان دمًا أم غيره، وبذلك يكون قد أجاب المقالُ عن سؤال: هل الرعاف يفسد الصوم.

مفسدات الصيام

ما من شيءٍ أمر الله تعالى به عباده إلا كان لحكمةٍ وغاية، ومن بين ذلك الصيام، وللصيام مفسداتٌ عديدة، من بينها ما جعله الله مفسِدًا للصيام لكونه متعِبًا للإنسان أساسًا؛ فبالصيام يكون متعِبًابشكل أكبر، ومن تلك المفسدات: الجماع والاستمناء والحيض والنّفاس وإخراج الدم أثناء الحجامة، القيء عن قصد، ومن المفطرات أيضًا ما يُخرِج الصيامَ عن أساسه المطلوب منه، وهو الامتناع عن الطعام والشراب، وهي مفطراتٌ من النوع الثاني كالطعام والشراب وما كان بمعناهما، وقد جمع الله سبحانه وتعالى المفطرات حين قال في كتابه العزيز: {فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}،[٥] وقد جعل الله الجماع أكثرها إثمًا.[٦]

المراجع

  1. "الإصابة بالرعاف ...أسبابها وكيفية معالجتها"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-08. بتصرّف.
  2. "كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-08. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:286
  4. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن لقيط بن صبرة، الصفحة أو الرقم:788، حسن صحيح.
  5. سورة البقرة، آية:187
  6. "مفسدات الصيام"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-08. بتصرّف.
4835 مشاهدة
للأعلى للسفل
×