هل الرنين المغناطيسي يكفي لتشخيص قصور القلب وكيف يتم العلاج؟

كتابة:
هل الرنين المغناطيسي يكفي لتشخيص قصور القلب وكيف يتم العلاج؟


هل الرنين المغناطيسي يكفي لتشخيص قصور القلب؟

تعتبر اختبارات تصوير القلب المفتاح الأساسيّ في تقييم المرضى الذين يُعانون من قصور القلب، وسنلقي الضوء في هذا المحور على استخدام تصوير القلب بالرنين المغناطيسي (Cardiovascular magnetic resonance imaging)، أو اختصارًا (CMR)، بهدف تشخيص حالات متلازمات قصور القلب.[١]


في الحقيقة، يلعب اختبار تصوير الرنين المغناطيسي دورًا هامًّا في تقييم وتشخيص حالات مرض قصور القلب المؤكَّدة والمشكوك بها، كما ويوجد توجُّه نحو استخدام هذا الفحص للحصول على معلومات هامَّة حول تطور المرض، والقدرة على اتِّخاذ القرار حول العلاج، ويعزى سبب أهمية استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي في حالات قصور القلب إلى امتلاكه عدد من الخصائص الهامّة؛ كالدقة، وعدم محدوديته في عرض الصور، وخلوِّه من الإشعاع، والقدرة على توضيح أنسجة القلب، والخثرات، والندبات الموجودة فيه، بالإضافة إلى تقييم حجم البطينات، كما ويساهم تصوير الرنين المغناطيسي في تقييم ومتابعة حالات اعتلال عضلة القلب الناجمة عن تراكم الحديد، ومشكلات أخرى.[١] بالإضافة إلى ذلك، أثبتت الدراسات أهمية استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب في متابعة حالات تليف القلب لدى المرضى الذين تعرضوا مؤخرًا لقصور القلب، وربما أمكن استخدامه للحصول على نتائج طويلة الأمد يمكن استخدامها للسيطرة على المرض.[٢]


ورغم أهمية تصوير الرنين المغناطيسي لتشخيص حالات قصور القلب، فهو ليس الاختبار الوحيد الذي يعتمده الأطباء دائمًا في تشخيص هذه المشكلة، فثمَّة أنواع أخرى من الاختبارات والفحوصات الهامّة التي قد يوصي بها الطبيب بناءً على يراه مناسبًا، وبكلّ الأحوال، يعدّ الطبيب الشخص المسؤول عن تحديد الفحوصات اللازم إجراءها في تشخيص حالة قصور القلب وتقييمها.



ما هي طرق التشخيص الأخرى لحالة قصور القلب؟

عند ظهور أعراض قصور القلب ومراجعة الطبيب بهدف تشخيص الحالة، فإنَّه غالبًا ما يتبع مجموعة من الخطوات التي تتضمن طرق مختلفة تمكِّنه من تأكيد الإصابة بقصور القلب غير استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، ونذكر في الآتي أمثلة على هذه الطرق:[٣]

  • أخذ التاريخ الطبي للمريض، ومعرفة الأعراض التي يعانيها.
  • الفحص الجسدي، وتقييم عوامل الخطورة؛ كارتفاع ضغط الدم، والإصابة بأمراض القلب التاجية، والسكري، وغيرها، وقد يستخدم الطبيب السماعة الطبية للكشف عن وجود مشكلات في القلب والرئتين، وربما يُجري فحصًا للأوردة في الرقبة والكشف عن تجمع السوائل.


وبعد إجراء الفحوصات الجسدية، قد يوصي الطبيب بواحدة أو أكثر من الاختبارات الموضَّحة على النحو الآتي:[٣][٤]

  • تحاليل الدم، التي قد يستخدمها الطبيب للكشف عن المرض والمشكلات التي يعانيها الشخص.
  • اختبارات التنفس، فقد يُطلَب من الشخص النفخ في أنبوب خاص يساهم في الكشف عن مشكلات الرئة إنْ وُجدت.
  • تخطيط كهربية القلب (Electrocardiogram) أو (ECG)؛ وهو الاختبار الذي يسجل النشاط الكهربائي في القلب، باستخدام الأقطاب المثبتة على البشرة.
  • تصوير الصدر بأشعة إكس (X-ray)، قد يستخدمه الطبيب للكشف عن مشكلات القلب والرئتين، وتشخيص المشكلات الأخرى المسؤولة عن ظهور الأعراض والعلامات.
  • تخطيط صدى القلب (Echocardiogram)، وهو الاختبار الذي يساعد الطبيب على تحديد حجم وشكل القلب، والكشف عن أيْ مشكلات وتشوُّهات فيه، وذلك باستخدام أمواج الصوت.
  • التصوير المقطعي المحوسب للقلب (Cardiac computerized tomography scan)، وهو من اختبارات التصوير التي يُستخدم فيها أشعة إكس للحصول على صور من محاور مختلفة للقلب والصدر.
  • اختبار إجهاد القلب (Cardiac stress test)، الذي يساعد على اختبار صحة وسلامة القلب بمراقبة استجابته للإجهاد، إذْ يُطلب من الشخص استخدام جهاز المش (Treadmill) أثناء اتصاله بجهاز تخطيط كهربية القلب (ECG machine)، أو أنه يُعطَى نوع من الأدوية الوريديَّة التي تحفز القلب بدلًا من بذل المجهود أثناء الفحص.


  • خزعة القلب (Myocardial biopsy)، وفيه، يقوم الطبيب بأخذ عينة من عضلات القلب لفحصها، وتشخيص أنواع معينة من أمراض عضلات القلب.
  • تصوير الأوعية التاجية (Coronary angiogram)، فيُستخدم في هذا الاختبار أنبوب القسطرة اللين والمرن لإدخاله في الأوعية الدموية، إلى جانب حقن صبغة تساهم في إظهار الأوعية بصورة أوضح.



ما هي طرق علاج قصور القلب؟

يساهم العلاج المبكّر في تحسُّن أعراض قصور القلب بصورة واضحة وسريعة، وهو ما يستدعي المسارعة إلى مراجعة أطباء الاختصاص عند ظهور أيّة أعراض وعلامات تُثير القلق، وذلك لوضع خطة علاجيَّة مناسبة تُساهم في السيطرة على المشكلة الصحية، إذْ يعتمد علاج قصور القلب بشكل أساسي على شِدة الحالة التي يُعانيها الفرد. وعمومًا، نذكر في الآتي عدد من الخيارات العلاجية المطروحة لعلاج حالات قصور القلب:


العلاج بالأدوية

يصِف الطبيب أنواع معينة من الأدوية أحيانًا في المراحل الأولية من المرض بهدف تخفيف شِدة الأعراض، ومنع تفاقم المشكلة، ومن الأدوية التي قد توصف في هذه الحالة الآتي:[٥]

  • أدوية تقليل تجلطات الدم.
  • علاجات تحسين ضخ القلب للدم.
  • أدوية للتخلص من كميات الصوديوم الزائدة، وتحسين مستويات البوتاسيوم.
  • أدوية لخفض سرعة نبض القلب عند اللزوم.
  • علاجاتخفض الكولسترول في الدم.


ومن الأمثلة على الأدوية التي ربما توصف في حالات قصور القلب، ما يأتي:[٦]

  • مدرات البول.
  • الديجوكسين (Digoxin).
  • حاصرات مستقبلات بيتا (Beta blockers).
  • حاصرات مستقبلات أنجيوتنسين 2 (Angiotensin-2 receptor blockers).
  • مثبطات مستقبلات القشرانيات المعدنية (Mineralocorticoid receptor).
  • إيفابرادين (Ivabradine).
  • هيدرالازين (Hydralazine) مع نترات (Nitrate).


العلاج الجراحي

تستدعي بعض حالات قصور القلب لجوء الطبيب للعلاج الجراحي، ومن الأمثلة على الجراحات المعتمدة في مثل هذه الحالة الآتي:[٥]



  • جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي (Coronary artery bypass surgery): إذْ يقوم الطبيب خلال الجراحة بأخذ جزء من شريان سليم لربطه بالشريان التاجي المسدود في القلب، والسماح بتدفق الدم خلال الشريان الجديد.
  • رأب الوعاء (Angioplasty): ربما يلجأ الطبيب لهذه العملية بهدف فتح الشريان المسدود في القلب، وذلك باستخدام أنبوب القسطرة الرفيع لتوسعة الشريان، وقد يحتاج الأمر وضع شبكة دائمة فيه للتأكد من استمرار بقائه مفتوحًا ومنع تضيقه مرة أخرى.
  • زراعة القلب (Heart transplants): إذْ يقوم الجراح بإزالة جزء من القلب أو أكمله، واستبداله بقلبٍ سليم من متبرع، فربما تكون هذه الجراحة خيارًا مطروحًا في المراحل المتقدمة من قصور القلب، وذلك عند فشل كافة طرق العلاج الأخرى.
  • جراحة لوضع أجهزة خاصة، فقد تكون هناك حاجة لإجراء جراحة وزرع بعض الأجهزة في الصدر للسيطرة على نسق القلب، ومن أبرز هذه الأجهزة:[٦]
    • منظّم ضربات القلب (Pacemakers) في الصدر، للسيطرة على سرعة القلب، وتنظيمها.
    • أجهزة علاج إعادة التزامُن القلبي (CRT)، والتي تساهم في تعزيز تناغم انقباض جدران البطين الأيسر، وزيادة كفاءة ضخّ القلب.
    • مقوِّم نظم القلب مزيل الرجفان القابل للزرع (Implantable cardioverter-defibrillator)، لضبط سرعة نبض القلب، بإصدار صدمات كهربائية مسيطَرة عليها.


خطة الرعاية

وقد تتضمن خطة الرعاية لمرضى قصور القلب ما يأتي:[٦]

  • معرفة الأعراض التي قد تظهر في حالة تفاقم الحالة الصحيّة.
  • وضع خطة للسيطرة على حالة قصور القلب؛ كإعادة التأهيل، والوصول إلى الرعاية الاجتماعية، والمتابعة مع الطبيب.
  • معرفة تفاصيل آلية التواصل مع الطبيب، أو فريق الرعاية الطبية.


تغيير نمط الحياة

يوصى المريض الذي يعاني قصور القلب باتباع مجموعة من النصائح، من أبرزها نذكر الآتي:[٦][٣]

  • تناول الغذاء الصحي والمتوازن.
  • ممارسة التمارين الرياضية المخصَّصة لمرضى القلب، بناءً على تعليمات الطبيب المختصّ.
  • الامتناع عن التدخين.
  • فحص الساقين، والكاحلين، والأقدام يوميًّا، لملاحظة وجود الانتفاخ.
  • الحد من استهلاك الصوديوم، فالإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالصوديوم يُعيق عمل القلب، ويتسبب بضيق التنفس، وانتفاخ الأطراف السفليَّة.
  • الحرص على بقاء وزن الجسم صحي ومثالي.
  • الحدّ من استهلاك االدهون المشبعة أو المتحولة.
  • الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية، فهي قد تتفاعل مع أدوية القلب وتتسبَّب في إضعاف عضلة القلب، واضطراب نُسقه.
  • التخفيف من التوتر قدر الإمكان، بالنوم الجيد، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية، وغير ذلك.
  • النوم بصورة مناسبة ومريحة، إذْ يُمكن وضع وسادة أسفل الرأس لتخفيف مشكلة ضيق التنفس أثناء النوم، وغيرها.



المراجع

  1. ^ أ ب "The Role of Cardiovascular Magnetic Resonance Imaging in Heart Failure", ncbi, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  2. James E. Udelson, "Cardiac Magnetic Resonance Imaging for Long-Term Prognosis in Heart Failure", ahajournals, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Heart failure", mayoclinic, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  4. "Diagnosis -Heart failure", nhs, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Kristeen Moore, "Heart Failure", healthline, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Treatment -Heart failure", nhs, Retrieved 21/5/2021. Edited.
3175 مشاهدة
للأعلى للسفل
×