سجائر التبغ
يمكنُ القول في تعريف السجائر أنَّها أوراق ملفوفة محشوّة بالتبغ، معبّأة بطريقة منظمة من قبل شركات عالمية ويتم بيعها في كلِّ منطقة في هذا الكوكب، ويعتبر تدخين السجائر أو ما شابهها من مشتقات التبغ في العالم سببًا رئيسًا من أسباب الإصابة بالأمراض الصحية، خاصّة أمراض الرئة وجهاز التنفّسي بشكل عام، ويعدّ التدخين وباءً عالميًا يعصف بالكرة الأرضية كلِّها، فالمبالغ المالية التي تُصرف عليه هائلة، وهو بهذا يسبب مشاكل اقتصاديّة ضخمة في العالم، والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: هل السجائر حرام في الإسلام، وهذا المقال سيجيب عن سؤال: هل السجائر حرام في الإسلام وسيتناول الحديث عن سبب تحريم التدخين في الإسلام. [١]
هل السجائر حرام
إنَّ الإجابة عن سؤال: هل السجائر حرام في الإسلاك؟ إجابة واضحة لا خلاف عليها ولا شبه فيها، فشرب السجائر أو التدخين حرام بإجماع أهل العلم، ومحرَّم في كتاب الله وسنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فهو يتنافى أولًا مع الآية القرآنية التي يقول فيها الله تعالى: "يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ." [٢]، ويتعارض أيضًا مع قوله تعالى في سورة البقرة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" [٣]، ويتنافى ويتعارض أيضًا مع قول رب العزة في سورة الأعراف: "وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ" [٤]، فالأضرار التي تنشأ من تدخين السجائر تعدُّ من أخبث الخبائث التي حرَّمها الله على الناس في الآية السابقة.
وقد أثبتت الدراسات العلميّة الحديثة التي أجراها علماء الصحة على الموادّ التي توضع في السجائر وجود مواد كيميائية ضارَّة، وتعدّ من أهم أسباب إصابة المدخّنين بأمراض الرئة وغيرها، وهذا يتنافى أيضًا مع قول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الشريف: "لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ" [٥]، وبغض النظر عن كلِّ ما سبق، إنَّ التدخين أيضًا يعدّ من أكبر أسباب إضاعة المال دون فائدة، وهذا ما حرَّمه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الشريف: "إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ علَيْكُم عُقُوقَ الأُمَّهاتِ، ومَنْعًا وهاتِ، ووَأْدَ البَناتِ، وكَرِهَ لَكُمْ: قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤالِ، وإضاعَةَ المالِ" [٦]، والله تعالى أعلم. [٧]
سبب تحريم التدخين
إنَّ علة تحريم التدخين أو سبب تحريمه يرجع إلى أشياء عدّة مجتمعة مع بعضها، فأوَّل هذه الأسباب هو أنَّ التدخين مضر بالصحة وأحيانًا يكون مسكر أو مخدر أو يكون سببًا في فقدان الوعي عند الإنسان، والمعروف في الإسلام إنَّه لا ضرر ولا ضرار أي إنَّ كلَّ شيء فيه ضرر على الإنسان أو على من حوله فهو غير جائز وينبغي على الإنسان الابتعاد عنه بأي طريقة، ويعتبر التدخين سببًا من أسباب الهلاك لما فيه من أضرار على جهاز التنفس عند الإنسان، قد تكون هذه الأضرار قاتلة، قال تعالى في سورة البقرة: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" [٨]، فقد يسبب سرطان الرئة أو التهابات في الرئة أو ما شابه من الأمراض الخطيرة التي قد تودي بحياة الإنسان، لذلك كان التدخين محرَّمًا بإجماع أهل العلم في الإسلام، والله تعالى أعلم. [٩]
المراجع
- ↑ تدخين التبغ, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-03-2019، بتصرّف
- ↑ {المائدة: الآية 4}
- ↑ {البقرة: الآية 172}
- ↑ {الأعراف: الآية 157}
- ↑ الراوي: يحيى المازني، المحدث: ابن عبدالبر، المصدر: الاستذكار، الجزء أو الصفحة: 6/196، حكم المحدث: مرسل وروي مسندًا
- ↑ الراوي: المغيرة بن شعبة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 5975، حكم المحدث: صحيح
- ↑ من الأدلة على حرمة شرب الدخان, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-03-2019، بتصرّف
- ↑ {البقرة: الآية 195}
- ↑ علة تحريم الدخان, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-03-2019، بتصرّف