محتويات
قد يلاحظ إصابة عدد من أفراد العائلة الواحدة بنوع من السرطانات، فهل السرطان وراثي؟ وهل ينطبق ذلك على جميع أنواع السرطان؟
تشكل الأمراض السرطانية بأنواعها قلقًا كبيرًا عند كثير من الناس خاصة مع ازدياد أعداد المصابين بالسرطان حول العالم، ما يطرح العديد من التساؤلات، منها: هل السرطان وراثي أم لا؟ وهل يمكن الوقاية من حدوثه؟
هل السرطان وراثي؟
تحتوي جميع خلايا الإنسان على 46 كروموسوم، يتم وراثة نصفها من الأب والنصف الآخر من الأم، وتحتوي هذه الكروموسات على عدد كبير من الجينات والتي تعد الوحدات الوظيفية من الحمض النووي (DNA).
تكون هذه الجينات مسؤولة عن التحكم في وظائف الخلايا من حيث النمو والانقسام والقيام بوظائفها المختلفة، وفي حال حدوث تحول أو تغير في هذه الجينات تفقد الخلية قدرتها على تنظيم نموها وانقسامها، وبالتالي تحولها لخلايا سرطانية.
يحدث السرطان في أغلب الحالات نتيجة حدوث طفرة عشوائية في الجينات الموجودة في الخلايا الجسمية (Somatic mutations)، والتي تحدث عادة نتيجة سبب مكتسب لا علاقة له بالوراثة، مثل: التقدم في العمر، أو نتيجة حدوث ضرر على الحمض النووي للخلايا، مثل: التعرض للأشعة الفوق بنفسجية.
ولكن في بعض الحالات قد تحدث هذه الطفرات الجينية في الخلايا الجنسية (Germline mutation) التي يتم وراثتها من كلا الأبوين، ونتيجة ذلك تكون هذه الطفرات موجودة في جميع خلايا الجسم، وبالتالي يتم وراثة هذه الطفرات بين العائلات لانتقالها عن طريق بويضة الأم، أو الحيوانات المنوية للأب.
تلعب الطفرات الجينية الوراثية دورًا في ما نسبته 5% إلى 10% من جميع أنواع السرطانات، ومن الأمثلة على السرطانات التي تحدث نتيجة وراثة هذه الطفرات الجينية سرطان الثدي، وسرطان المبيض، وسرطان البروستات.
بعد الإجابة على سؤال هل السرطان وراثي، إليك فما يأتي أهم العوامل التي تدل على وجود سرطان وراثي في العائلة.
ما هي العوامل التي تدل على وجود سرطان وراثي؟
ليس بالضرورة أن يصاب الأشخاص الحاملين للطفرات الجينية الوراثية بالسرطان، ولكن عادة ما تزيد فرصة إصابتهم به عن المعدل الطبيعي، وغالبًا ما تزيد فرصة وجود طفرة جينية وراثية مسببة للسرطان عند الشخص في الحالات الآتية:
- إصابة أكثر من شخصين بنفس النوع من السرطان في نفس الجهة من العائلة (جهة الأم أو الأب)، أو الإصابة بنوعين مختلفين من السرطانات المعروف وجود ارتباط بينهما، مثل: سرطان الثدي وسرطان المبيض.
- إصابة عدد من أفراد العائلة بنوع معين من السرطان على عدة أجيال.
- إصابة أفراد من العائلة بالسرطان على عمر أصغر من 50 سنة.
- إصابة أحد أفراد العائلة بنوعين مختلفين من السرطانات عوضًا عن انتشار نوع واحد فقط.
- إصابة أحد أفراد العائلة بنوع سرطان لا يحدث عادة في الجنس المقابل، مثل: إصابة رجل بسرطان الثدي.
أهمية الكشف عن العوامل الوراثية المسببة للسرطان
تكمن أهمية الفحوصات الجينية في حالة السرطانات الوراثية لقدرتها على تحديد ما إذا كان الشخص حاملًا للطفرات الجينية المسببة لنوع معين من السرطانات المنتشر في عائلته، ما قد يعطي الشخص فرصة الكشف المبكر عن السرطان في حال حدوثه، وإرشاد الشخص لخطة علاجية مناسبة لوضعه بشكل خاص.
هل يمكن تقليل فرصة الإصابة بالسرطان؟
على الرغم من عدم إمكانية الوقاية من فرصة حدوث السرطانات الوراثية، إلا أنها تشكل نسبة قليلة مقارنة بالسرطانات الناتجة عن الطفرات العشوائية والتي تحدث نتيجة عوامل خارجية مختلفة.
إليكم في ما يأتي أبرز النصائح للوقاية من العوامل التي قد تؤدي لحدوث السرطانات بأنواعها:
- يعد التدخين من أبرز العوامل التي لها دور في العديد من السرطانات، مثل: سرطان الرئة، وسرطان الفم، وسرطان البنكرياس، وسرطان المثانة، لذلك من المهم الإقلاع عن التدخين بجميع أشكاله، ومن ضمنه التدخين السلبي لتفادي ضرره على الصحة.
- الحفاظ على نظام غذائي متوازن غني بالفواكه، والخضار، والحبوب الكاملة، والدهون الجيدة الموجودة في زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات، والحرص على تجنب تناول اللحوم المعالجة.
- تعد البدانة من أحد العوامل التي تزيد من فرصة حدوث السرطان، لذلك من المهم الحفاظ على وزن صحي وذلك بتناول كميات محددة من السكريات والحلويات والدهون المشبعة، وممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا.
- تجنب شرب الكحوليات بأنواعها، لما للكحول دور في زيادة فرصة حدوث بعض السرطانات، مثل: سرطان الثدي، وسرطان الكبد، وسرطان الكلى، وسرطان القولون.
- تعد الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس أحد عوامل الإصابة بسرطان الجلد، لذلك من الضروري الوقاية من أشعة الشمس المباشرة، والحرص على استخدام واقي الشمس بشكل مستمر، وتجنب الأشعة والمواد المستخدمة للتسمير المنزلي أو في الصالونات.
- قد تؤثر بعض أنواع الفيروسات على الحمض النووي للخلايا، ما قد يزيد من فرصة الإصابة بالسرطان، ومن هذه الفيروسات فيروس التهاب الكبد ب (Hepatitis B)، وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، لحسن الحظ هناك مطاعيم يمكن أخذها للوقاية من هذه الفيروسات.
- يجب مراجعة الطبيب بأسرع وقت ممكن في حال ملاحظة أعراض غريبة وجديدة، مثل: تلك التي تحدث في حال سرطان الثدي أو سرطان الجلد، أو سرطان القولون، حيث قد يؤدي التشخيص المبكر لنتائج أفضل وفرصة شفاء أعلى في معظم الأحيان.