محتويات
هل العطر الزيتي يفطر الصائم؟
إذا وضع الصّائم شيئًا من العطر الزّيتيّ على ثيابه أو على وجهه واستنشق رائحته، فإنّ ذلك لا يكون سببًا في فساد صيامه حتّى وإن كانت رائحة هذا العطر قويّة مع أنّ اجتنابه في هذه الحال أولى، فإنّ العطر الزّيتيّ لا يفطر الصائم، وبهذا أفتى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى،[١] وكذلك الشّيخ محمد صالح المنجّد،[٢] والشيخ ابن عثيمين،[٣] وغيرهم.[٤]
وكانت فتوى أهل العلم المتعلّقة بهذه المسألة مخصصة بالشّخص الذي يضع العطر على نفسه ثمّ يستنشق ريحه فقط، ولا يدخل في الفتوى إن دخل شيء من العطر في جوف هذا الصّائم أو ما شابه.[٢]
هل العطر الطيّار يفطر الصائم؟
أمّا بالنّسبة للعطر الطّيّار: وهو عطر زيتيّ في الأصل لكنّه يُخلَط ببعضالكحول والمواد الطّيّارة فيكون أكثر انتشارًا من العطر الزّيتيّ، أمّا حكم استنشاق رائحته للصّائم فلا بأس بذلك، وهذا يرجع لأصل المسألة بأنّه لا يدخل منه للجوف شيء إلّا الرّائحة، ولكن؛ إن كانت هذه المواد العطريّة الطيّارة منفوثةً في الجوّ، وكانت تدخل حين استنشاقها إلى جوف الصّائم فإنّ الأولى ترك استنشاقه حتّى تزول تلك المواد من الجوّ ويُكتفى بشمّ الرّائحة الطّيبة،[١] وإن دخل شيء إلى الحلق فإنّ هذا يُفسد صوم الصّائم والله أعلى وأعلم.[٥]
هل العطر ذو الجرم يفطر الصائم؟
كما سبق الذّكر؛ فإنّ استنشاق رائحة العطر سواء أكان عطرًا زيتيّا أم عطرًا طيّارًا لا بأس به، ويدخل في ذلك أيضًا استنشاق ريح العنبر أو ريح العود أو ريح البخّور وغيرها من أطايب الرّائحة التي لا ذرًات لها تدخل إلى الحلق، فإنّه يجوز أن يطيّب الإنسان رائحة ثوبه أو بدنه باستعمال البخّور،[٣] واختلف أهل العلم في البخّور أن يَستنشقَ الصّائم الدّخان الخارج منه فمنهم من رأى أنّه يفطر الصّائم، وهذا لأنّ له جرمٌ يدخل إلى جوف الإنسان، ومنهم من لم يرَ أنّه يفطر الصّائم ورأوا كراهته فحسب. والأولى تركه اجتنابًا للخلاف،[٤] وقد رأى ابن باز -رحمه الله- أنّه ينبغي ترك استنشاق الدّخان الخارج من البخّور[١]
ولقراءة المزيد حول الأحكام المتعلقة باستخدام البخور أثناء الصيام، وما حولها يرجى الاطلاع على هذا المقال: هل البخور يفطر الصائم
ضابط استخدام العطور أثناء الصيام
هل يفطر من دخل في جوفه البخور دون قصد؟
وبناءً على ما تقدّم من فتاوى أهل العلم فإنّ الضّابط في استعمال العطر للصّائم هو أن يكون هذا العطر بلا جرمٍ يدخل إلى جوف الإنسان، ويستثنى من ذلك من دخل في جوفه شيء دون قصد منه، فإنّه لا يفطر بذلك والله تعالى أعلم.[٢]
وللتعرّف إلى الأمور التي تبطل الصيام وتفسده حسب أقوال أهل العلم، ومن ثم أخذها بعين الاعتبار، يمكنك الاطلاع على هذا المقال: ما هي مبطلات الصيام
المراجع
- ^ أ ب ت ابن باز، فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 233 - 234. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 20. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن عثيمين، فتاوى نور على الدرب للعثيمين، صفحة 2. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 17135. بتصرّف.
- ↑ الكشناوي، أبو بكر، أسهل المدارك شرح إرشاد السالك في مذهب إمام الأئمة مالك، صفحة 419. بتصرّف.