هل العمل عبادة
خلق الله -تعالى- الإنسان ليكون خليفةً في الأرض، ويقوم بإعمارها، ببذل كل الوسع والطاقة من أجل الحفاظ على الأمانة التي حملها الإنسان، قال -تعالى-: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)،[١] واستخلاف الله -تعالى- لعباده يحتاج إلى عمل وجهد وصبر.[٢]
وقد أعلى الله -تعالى- من شأن العمل، وحث المؤمنين عليه، وجعله عبادة يؤجر عليها العبد عند اقترانها بالنية الخالصة لله -تعالى-، حيث يقصد المؤمن من عمله إعمار الأرض، وإعلاء كلمة الله -تعالى-، وإظهار قوة المسلمين، والارتقاء بمكانة المسلمين، قال -تعالى-: (نْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).[٣][٢]
وعندما ينظر المسلم إلى أهمية العمل وقدره في الإسلام، وعندما يعلم أنه موعود بثواب عظيم عند الله -تعالى- على صدقه وإخلاصه في عمله؛ فإنه سيبذل أقصى جهده لإتقان عمله، وإظهاره بصورة تليق بالإسلام والمسلمين؛ وذلك رجاء نيل الثواب من الله -تعالى-.[٢]
شروط العمل في الإسلام
إن العمل الصالح الذي يؤجر عليه العبد المؤمن يجب أن يقترن بعدد من الشروط، فإن اختلت بعض هذه الشروط؛ فلن يحصل المؤمن على ما يرجو من أجر ومكانة عظيمة في الدنيا والآخرة، وسنذكر بعض شروط العمل في الإسلام بما يأتي:[٤]
- النية الخالصة لله -تعالى-
يجب على المؤمن قرن النية الخالصة لله -تعالى- منذ بداية العمل، وتجديدها في كل يوم؛ لتذكير نفسه بالهدف الأسمى للعمل الذي يقوم به.
- عدم تعظيم أحد سوى الله -تعالى-
يجب أن يتحرى المؤمن عن العمل الذي يقوم به، فإن كان يدخل فيه تعظيم غير الله -تعالى- فعليه الابتعاد عنه، فالمقصود من العمل إعلاء كلمة الله -تعالى- وتطبيق سنة الاستخلاف في الأرض.
- العمل المشروع
حث الإسلام على العمل المشروع الذي لا يدخله الحرام أو المعاصي، لذا يبتعد المؤمن عن الأعمال التي حرمها الله -تعالى-، ويستعين بما أحل الله -تعالى- لسد حاجته.
- البعد عن الأذى والضرر
قد تسبب بعض الأعمال الضرر والشدة على بعض الأفراد، فيستحب لهم البحث عن أعمال مناسبة لهم؛ وذلك حفاظاً على نفوسهم وأبدانهم من الضرر.
- التعامل بالأخلاق الإسلامية
المؤمن الصالح يقوم بعمله بكل لطف وإحسان مع الآخرين، وبعيداً عن الغيبة والنميمة التي تؤدي لنشر البغضاء في المجتمع المسلم.
أحاديث الحث على العمل
ثبت في السنة النبوية بعض الأحاديث التي تظهر أهمية الكسب الحلال، وتحث المؤمن على العمل الصالح، ومنها ما يأتي:
- (لَأَنْ يأخذَ أحدكم حَبْلَهُ، فيَأْتِي بحِزْمَةِ الحطبِ على ظهرِهِ فيَبيعها، فيَكُفَّ اللهُ بها وجهَهُ، خيرٌ لهُ من أن يسألَ الناسَ، أعطوهُ أو منعوهُ).[٥]
- (ما من مسلم يَغْرِسُ غرسًا إلا كان ما أُكِلَ مِنهُ له صدقةً، وما سُرقَ له منه صدقةٌ، وما أكل السَّبُعُ منه فهو له صدقةٌ، وما أكلتِ الطيرُ فهو له صدقةٌ، ولا يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ إلا كان له صدقةٌ).[٦]
المراجع
- ↑ سورة الأحزاب، آية:72
- ^ أ ب ت محمد المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 124. بتصرّف.
- ↑ سورة النحل، آية:97
- ↑ محمد المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 8- 12. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن الزبير بن العوام، الصفحة أو الرقم:1471، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1552، صحيح.