هل الغش في الامتحان يبطل الصوم؟

كتابة:
هل الغش في الامتحان يبطل الصوم؟

هل الغش في الامتحان يبطل الصوم؟

لا شك أن الغش مطلقًا محرم، لما يترتب عليه من مفاسد، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من غَشَّ فليس مِنَّا"،[١][٢] وسواء كان الغش في الامتحان أو في غيره، فلا يجوز للمسلم القيام به أو الإقدام عليه،[٣] ورغم ذلك إلا أن الغش في الامتحان لا يعدّ من مبطلات الصيام ولا يفسده، فلا يفسد الصيام إلا ما كان من شهوتي البطن والفرج،[٤] أما الغش في الامتحان فهو معصية لا تتعلق بالصيام، ولا تتعلق بشهوتي البطن والفرج، فهو ليس من مبطلات الصيام ولا يفسده.[٥]


هل الغش في الامتحان ينقص من أجر الصيام؟

إن المعاصي لا تفسد الصيام ولكنها تنقص من أجره، فإذا كان الغش في الامتحان لا يبطل الصوم كما بينا سابقًا، إلا أنه يؤثر على الصوم فيكون صيام من غش في الامتحان ناقصًا،[٦] وارتكاب المعاصي أثناء الصيام وخصوصًا في رمضان له حرمة مغلظة، فالمعصية أثناء الصيام أشد منها في غيره،[٧] فالصيام لا يكون بالامتناع عن الشراب والطعام والجماع فقط، وإنما باجتناب المحرمات أيضاً، ولا شك أن الغش في الامتحان أحد هذه المحرمات.[٨]


وقد حذر الشرع من ارتكاب المعاصي والآثام في مواسم الطاعات، لأن الغاية من هذه المواسم هي نيل الأجر والثواب، ومن يرتكب المعاصي في هذه المواسم فإنه ينافي الغاية منها، فبدلًا من أن يحصد الأجر والثواب فإنه يحصد السيئات،[٩]

وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الصيام لا يكون بترك الطعام والشراب فقط، ونهى عن ارتكاب المعاصي أثناء الصيام، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ"،[١٠][١١] وعنه أيضًا -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ربَّ صائمٍ ليسَ لَه من صيامِه إلَّا الجوعُ وربَّ قائمٍ ليسَ لَه من قيامِه إلَّا السَّهرُ".[١٢][١٣]


غششت في الامتحان وأنا صائم: ماذا أفعل؟

إذا قام الصائم بالغش في الإمتحان أثناء صيامه وأراد التكفير عن معصيته فإنه يقوم بما يلي:

  • أن يبادر في التوبة إلى الله عز وجل من هذه المعصية.[١٤]
  • أن يقلع عن هذه المعصية وأن يتركها إمتثالاً لأمر الله وخوفًا من عقابه.[١٥]
  • أن يندم على ما وقع منه في الماضي ويبدأ من جديد، والعزم على عدم الوقوع فيه في المستقبل.[١٥]
  • أن يجتهد في الأعمال الصالحة من صيام وصلاة وصدقة، لأن الحسنات يذهبن السيئات، وذلك لقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}،[١٦][١٧] ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَتبِعِ السَّيِّئةَ الحَسنةَ تَمحُها"،[١٨][١٩] ولقوله أيضًا: "الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ".[٢٠][٢١].




المراجع

  1. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:8860، حديث صحيح.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 219. بتصرّف.
  3. ابن باز، مجموع فتاوى ابن باز، صفحة 397. بتصرّف.
  4. خالد الجريسي، الصوم جنة، صفحة 88. بتصرّف.
  5. ابن عثيمين، فتاوى نور على الدرب، صفحة 2. بتصرّف.
  6. ابن باز، فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 310. بتصرّف.
  7. حسام عفانة، فتاوى د حسام عفانة، صفحة 4. بتصرّف.
  8. ابن حبان، صحيح ابن حبان، صفحة 256. بتصرّف.
  9. محمود عبداللطيف عويضة، الجامع لأحكام الصيام، صفحة 282. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1903، حديث صحيح.
  11. ابن عثيمين، فتاوى أركان الإسلام، صفحة 485. بتصرّف.
  12. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1380 ، حسن صحيح.
  13. السيوطي، الجامع الصغير وزياداته، صفحة 5801. بتصرّف.
  14. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 17343. بتصرّف.
  15. ^ أ ب محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 223. بتصرّف.
  16. سورة هود، آية:114
  17. أبو جعفر الطبري، تفسير الطبري، صفحة 511. بتصرّف.
  18. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:21988، حديث حسن.
  19. ابن عثيمين، شرح الأربعين النووية، صفحة 195. بتصرّف.
  20. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:233، حديث صحيح.
  21. موسى شاهين لاشين، فتح المنعم شرح صحيح مسلم، صفحة 118. بتصرّف.
3949 مشاهدة
للأعلى للسفل
×