هل القيء يبطل الصيام

كتابة:
هل القيء يبطل الصيام

هل القيء يبطل الصيام

حكم الصيام إذا غلب الصائم القيء؟

يتساءل العديد من النّاس عن القيْء وأثره على الصيام، فما هو حكم القيء في الصيام الفرض والنافلة؟ وهل يختلف حكم الصيام في حال كان القيء بقصدٍ أو بغير قصد؟ هذا المقال يُجيب على هذه التساؤلات.

إنّ مَن غلبه القيء فتقيّأ دون قصد فصيامه صحيح، ولا خلاف بين أهل العلم من الأئمة الأربعة وغيرهم على صِحَّة صيام من غلبه القيء، ويُكمل صيامه دون أن يترتب عليه إثمٌ، ولا قضاء، ولا كفارة، وقد حُكي الإجماع على ذلك،[١] ولا فرق بين أن يكون ذلك في صيام الفرض أو النفل؛ وذلك لأنَّه لم يرد ما يخصّص ذلك الأمر بفرضٍ أو نفل، ومن الأدلّة على صِحَّة صيام من غلبه القيء ما يأتي:[٢]

  • قوله -تعالى-: (لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).[٣]
  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن ذرعَهُ قَيءٌ وَهوَ صائمٌ، فلَيسَ علَيهِ قضاءٌ، وإن استَقاءَ فليقضِ).[٤]

يتبيَّن مما سبق أنَّ من غلبه القيء وهو صائم، واستقاء دون قصدٍ وعمدٍ منه؛ فإنَّ صيامه صحيح، ولا شيء عليه.

حكم من تعمّد القيء أثناء الصيام

مَنْ تعمّد القيء وهو صائم؛ فإن صيامه يَفسد، سواءً أكان القيء قليلاً أو كثيرًا، ويترتب عليه الإثم، ويلزمه القضاء، ولا كفارة عليه، فهذا هو حكم الاستفراغ عمدًا، وهو قول الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وأكثر أهل العلم،[١] كما يفسد صيام من بلع القيء متعمّداً، أما في حال وصول القيء إلى الحلق وابتلاعه بغير عمد فهو ممّا لا يؤثّر على صحّة الصيام.[٥]

أمَّا عن كيفية الاستقاء بعمد؛ فقد يكون ذلك بالنظر إلى شيءٍ كريهٍ متعمّدا تتقزّز نفس الإنسان منه فيقيء، أو بشمِّ رائحة كريهة، أو بوضع الإصبع في الفم، أو بعصر البطن، أو بأي طريقة أخرى، وكُلّ هذه الطرق تؤدي إلى فساد الصيام إن تعمَّدها فاعلها،[٦] ومن الأدلَّة على ذلك ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن ذرعَهُ قَيءٌ وَهوَ صائمٌ، فلَيسَ علَيهِ قضاءٌ، وإن استَقاءَ فليقضِ).[٤]

ويتبيَّن مما سبق أنَّ من استقاء متعمِّدًا؛ فإنَّ صومه يَفسد، ويلزمه القضاء، ولا كفارة عليه، وهذا قول أكثر أهل العلم.[٧]

مبطلات الصيام بشكل عام

هناك عدّة مبطلات ونواقض للصيام؛ سواء كان صيام فرض أم نافلة، نذكرها فيما يأتي:[٨]

  • القيء إذا كان عن عمد -كما تمّ بيانه سابقاً-.
  • الأكل والشرب إذا كان عن عمد أثناء فترة الصيام.
  • الحيض والنفاس للمرأة؛ فإذا حاضت المرأة أو نفست بعد ولادتها وجب عليها الفطر، ولا يصحّ صيامها، وتقضي هذه الأيام بعد رمضان.
  • الإغماء إذا استغرق كامل وقت الصيام.
  • خروج المني أثناء الصيام؛ وإذا كان ذلك بسبب الجماع وجب على فاعله بالإضافة إلى القضاء التوبة والكفارة.
  • الردّة عن دين الإسلام.

المراجع

  1. ^ أ ب "الاستقاء"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 25-7-2021. بتصرّف.
  2. "حكم قيء المرأة الحامل أثناء الصيام"، دائرة الإفتاء العام الأردنية، 24-8-2009، اطّلع عليه بتاريخ 17-7-2021. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:286
  4. ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2380، صحيح.
  5. "هل يفسد الصوم بغلبة ابتلاع القيء"، إسلام ويب، 26-9-2011، اطّلع عليه بتاريخ 26-7-2021. بتصرّف.
  6. "حكم استدعاء الصائم القيء"، إسلام ويب، 30-9-2010، اطّلع عليه بتاريخ 25-7-2021. بتصرّف.
  7. "القيء بين الإفطار وعدمه"، إسلام ويب، 25-6-2018، اطّلع عليه بتاريخ 17-7-2021. بتصرّف.
  8. محمد الشوبكي، دليل الأنام في أحكام الصيام، صفحة 73-77. بتصرّف.
4968 مشاهدة
للأعلى للسفل
×