هل المني نجس

كتابة:
هل المني نجس

تعريف المني

السّائل المنوي أو المنيّ: هو الماء المتدفّق من شدّة الشّهوة، ومنه يكون الولد وواجب فيه الغسل؛ لأنّ خروجه يُعدّ من الأحداث الكُبرى سواء كان من الرّجل أم المرأة،[١] وخروج المنيّ إمّا أن يكون نتيجة للجماع بين الرّجل والمرأة، وهذا ما يُسمّى بالجنابة في الشّريعة الإسلاميّة، لذلك وجبت الطّهارة لقوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}،[٢] وقولالرّسول عليه السّلام: "إذا فَضَخْتَ المَاءَ فاغْتسلْ"،[٣] والفضخ معناه تدفّق الماء بلذّة بعد الجنابة، ويجدر بالذّكر أنّ المني إذا خرج بعد الغسل فلا إعادة للغسل وإنّما يقتصر على الوضوء فقط وهذا هو مذهب المالكيّة والحنابلة، أمّا إن تكرر نزول المني فيلزمه غسلاً واحدًا، وتجدر الإشارة هنا أنّ المنيّ الخارج من الرّجل أو المرأة بسبب ممارسة العادة السّريّة أو مشاهدة الأفلام الإباحيّة والاسترسال للوصول إلى تدفّق المني والفتور بعدها، فحكم هذا الفعل محرّم شرعًا بالإضافة إلى وجوب الغسل الشّرعي، وفي بعض الأحيان يقع المني على اللّباس أو الأرض أو غيره فهل المني نجس.[٤]

هل المني نجس

وقبل الإجابة عن سؤال: هل المني نجس، لا بدّ من بيان مفهوم النّجاسة، فالنّجاسة في اللّغة: القذارة، وهي ضدّ الطّهارة، حيث تُعرّف في الاصطلاح: على أنّها الشيء الذي لا ترغبه النفس البشريّة لقذارته، كما أنّه المانع الرّئيس لصحّة الصّلاة، وتنقسم النّجاسة إلى: حكمية وحقيقيّة، والحقيقيّة هي: عين الشيء النّجس، كالبول والغائط والدّم ممّا تؤدّي هذه النجاسة إلى بطلان الصّلاة، أمّا النّجاسة الحكميّة: فهي المانعة لصحّة الصّلاة وتكون في الأعضاء نفسها حيث تشمل الأحداث الكُبرى والصّغرى، ويتطهرّ الإنسان من الأحداث الكُبرى بالغسل، ومن الأحداث الصّغرى بالوضوء،[٥] وأمّا بالنّسبة لسؤال: هل المني نجس، فالإجابة هي: لا، فالمني يُحكم بطهارته على الصّحيح لأنّه أصل خلق الإنسان، والدّليل على ذلك فعل عائشة -رضي الله عنها- عندما كانت تفرك ثوب الرّسول -عليه السّلام- حيث كان يابسًا عند فركه ممّا يعني أنّه طاهر، ولأنّ الإنسان طاهر حتى عندما يموت فإنّ أصله أيضًا يكون طاهرًا وهو التّراب ومن بعد التّراب المنيّ فمن باب أولى أن يُحكم بطهارته، وبالرّغم من أنّه طاهر إلّا أنّه من المستقذرات، والدّليل على ذلك: أنّ الرّسول -عليه السّلام- كان يحت المني من ثوبه ويكون يابسًا ومن ثمّ يُصلّي.[٦]


الفرق بين المني والمذي والودي

هنالك فروقًا كبيرة بين المنيّ والمذي والودي، فالمني: طاهر، ويخرج من شدّة الشّهوة بتدفّق، ويتبع خروجه فتور، ولونه أبيض مائل للصفرة وله رائحة تشبه العجين، والحكم المترتّب عليه: وجوب الغسل سواء خرج في حالة اليقظة بعد الجماع أو الاستمناء أم خرج في المنام، أمّا بالنّسبة للمذي: فهو نجس نجاسة مخففة، وهو ماء رقيق لزج عديم اللّون، ويخرج عقب تذكّر الجماع أو المشاهد الجنسيّة ونحوه، ويجب التّطهر منه جيّدًا بغسل الثّوب والعضو ومن ثمّ الوضوء، وأمّا الودي: هو الذي يخرج بعد البولأو معه وهو يشبه البول لكن يخالفه في اللّون والرّائحة، فالودي لا رائحة له ولا لون، والأحكام المترتبة عليه كأحكام البول ويُحكم بنجاسته.[٧]

المراجع

  1. "الغسل للجمعة"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-09. بتصرّف.
  2. سورة المائدة، آية:6
  3. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:125، صحيح.
  4. "حكم نزول المني"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-09. بتصرّف.
  5. "النجاسة الحقيقة والحكمية"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-09. بتصرّف.
  6. "أقوال العلماء في المني"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-09. بتصرّف.
  7. "الفرق بين المني والوذي والودي"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-09. بتصرّف.
3950 مشاهدة
للأعلى للسفل
×