مفهوم النسيان
النسيان هو مصدر الفعل نَسِيَ وهي تعني كثير الغفلة، ونسيان الشيءِ خلوه من البال وعدم ذِكره، ومرض النسيان أن يفقد المرء الذاكرة بشكلٍ جزئيٍ أو كلي، [١] وهو ضد الحفظ والتذكُّر، ويعدُّ النسيان من صفات النقص التي تعتري جميع الناس، وقد نزَّه الله تعالى نفسه عن هذه النقيصة فقد قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}،[٢] كما أن الله قد رفع عن المسلمين الحرج فيما يقعون فيه من الأخطاء نتيجة النسيان، حيث ورد في كتاب الله تعالى الدعاء من خلال قول: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}،[٣] وتعد آفة النسيان أكثر الآفات تأثيرًا على العلم نتيجة ما يقع عليهم من الضرر، لأجل ذلك يجب أن يحرص المسلم ويستعد للقاء الله ولا يغفل عن ذكر الله وعن لقاءه فيقوم بما يترتب عليه من الأعمال الصالحة التي تُهيئه لملاقاة الله، وفي هذا المقال بيان هل النسيان من الشيطان؟ أم لا.[٤]
هل النسيان من الشيطان
يتسائل الكثير من الناس هل النسيان من الشيطان؟ وللإجابة على هذا التساؤل يمكن القول أن جميع ما يحصل للإنسان وما يقع له من خيرٍ أو شر؛ إنما هو بتقدير الله وعلمه وإرادته، وكلُّ ذلك محفوظٌ ومكتوبٌ في اللوح المحفوظ قبل أن يحدث، والنسيان من الأمور التي تقع للإنسان بتقدير الله وعلمه، ولكن المُسبِّب للنسيان يمكن أن يكون مرجعه إلى تفريط الإنسان وتقصيره، من خلال ترك الشيء وعدم تعاهده، كما أنه ربما يحصل دون أن يكون الإنسان هو المتسبب فيه فلا يكون مفرِّطًا ولا مُقصِّرًا ثم ينسى، لذلك فإن نسبة النسيان تصدق إلى الإنسان إن كان مُفرطًا، كما أنها تصدق للشيطان فيكون الشيطان متسببًا في نسيان الإنسان، فيكون الإنسان مكتسبًا للنسيان والشيطان متسببًا فيه، وقد ورد هذا المعنى في قول الله تعالى فيالقرآن الكريم: {فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}،[٥] فنسب النسيان إلى نفسه وجعل الشيطان مُسبِّبًا له.[٦]
أسباب النسيان
بعد بيان هل النسيان من الشيطان تجدر الإشارة إلى أسباب النسيان، حيث عزى أهل العلم أسبابه إلى العديد من الأمور الموصلة له فيكون الإنسان إن فعل تلك الإشياء مقصرًا ومفرطًا حتى وصل إلى النسيان، ويكون الشيطان متسببًا فيه كذلك، وأبرز أسباب النسيان حسب ما ذكره العلماء ما يأتي: [٧]
- أن يستحوذ الشيطان على المرء وعلى قلبه.
- البعد عن التقوى: حيث يؤثر البعد عنالتقوى على المرء فيجعله الله ينسى نفسه ويترك مصالحها، قال تعالى في ذلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.[٨]
- التَّنعُّم والتَّرف: فالإنسان من طبيعته أنه في حال الرفاهية والنِّعم ينسى الله وينسى دعاءه وذكره، فإن ذهبت النعم واحتاج ربه دعاه، فيكون النعيم والترف سببًا للنسيان.
- التمتع بالمال وبالصحة والعافية: فإن من يتمتع بصحته وماله ينسى ذكر الله.
المراجع
- ↑ "تعريف ومعنى نسيان"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية:64
- ↑ سورة البقرة، آية:286
- ↑ "النسيان آفته وفوائده"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-25. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية:63
- ↑ "النسيان حقيقته نسبته وأسبابه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-25. بتصرّف.
- ↑ "النسيان في ضوء القرآن"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-25. بتصرّف.
- ↑ سورة الحشر، آية:18-19