محتويات
في عالم المكملات الغذائية، احتلت ببتيدات الكولاجين مؤخرًا مركز الصدارة، وأصبحت محطّ اهتمام من تبحث عن حل لتقوية العظام مع التقدم في العمر وانقطاع الطمث، وقد تتساءل هل حقًا ببتيدات الكولاجين مفيدة لصحة العظام؟ أم أنّ فوائدها المروّج لها مبالغ فيها؟ في هذه المقالة، سوف نتعمق في ماهية ببتيدات الكولاجين، وأهميتها، وما إذا كان بإمكانها بالفعل المساعد على منع فقدان العظام بعد انقطاع الطمث.
لكي نفهم كل ذلك، يجب أن نبدأ بفهم ما هو الكولاجين.
ما هو الكولاجين؟
الكولاجين، هو بروتين حيوي يشكل 30% من إجمالي البروتينات داخل جسم الإنسان، ويتكون من سلاسل طويلة من الأحماض الأمينية على شكل لولب ثلاثي، مما يمنحه القوة والمرونة، ويوفر الكولاجين الدعم لكل من العضلات، والجلد، والعظام، والأوتار، والأربطة، والأوعية الدموية، والأعضاء الداخلية، وبطانة الأمعاء.
ولكن بعد بلوغ منتصف العشرينات من العمر، يبدأ إنتاج الجسم للكولاجين الطبيعي بالانخفاض، ممّا يساهم في ظهور علامات الشيخوخة والتقدم في العمر مثل: ترقق الجلد وظهور التجاعيد.
ما هي ببتيدات الكولاجين؟
ببتيدات الكولاجين هي مكملات غذائية مشتقّة عن طريق استخلاص الكولاجين من مصادر حيوانية ومعالجته بطريقة تُمكّن الجسم من امتصاصه بسهولة، ومن هذه المصادر: الأبقار، والدجاج، والأسماك، وأغشية قشور البيض.
تتوفر هذه المكملات بأشكال مختلفة، مثل: مساحيق البودرة، والحبوب، والمشروبات، ويتم تسويقها على نطاق واسع لقدرتها على محاربة شيخوخة الجلد وتعزيز صحة الشعر، وما زالت فوائدها الأخرى قيد الدراسة، بما في ذلك آثارها على فقدان العظام المرتبط بالعمر.
لماذا تضعف العظام مع التقدم في العمر؟
أثناء رحلتنا عبر الحياة، تمر عظامنا بدورة دائمة من الهدم وإعادة البناء، ففي سنوات شبابنا، تحافظ هذه الدورة على توازنها مما يحافظ على كثافة العظام، ولكن مع تقدمنا في العمر، يتباطأ معدل إعادة بناء العظام، مما يؤدي إلى خسارة في كتلة العظام، وزيادة فرصة الإصابة بهشاشة العظام وانخفاض كثافتها.
هل ببتيدات الكولاجين مفيدة لحالة فقدان العظام المرتبط بالعمر؟
شاع استخدام ببتيدات الكولاجين لمكافحة فقدان العظام المرتبط بالعمر، ممّا جذب انتباه الأشخاص الراغبين بتعزيز صحة عظامهم، وفي حين أنّ الأبحاث الأولية تشير إلى فوائدها الواعدة في زيادة كثافة العظام، إلا أن الأبحاث لا تزال في مراحلها الأولى، والدراسات التي أجريت محدودة وصغيرة النطاق، ويلزم إجراء دراسات أكثر شمولاً للوصول إلى نتائج نهائية تؤكد فاعليتها.
بينت دراسات أولية أُجريت على القوارض أن ببتيدات الكولاجين لها تأثير ونتائج واعدة على كثافة العظام، وأعقب ذلك دراسة أُجريت على النساء بعد انقطاع الطمث حيث استخدمن هذه المكملات يوميًا لمدة عام كامل، ولاحظن زيادة في كثافة العظام لديهنّ، خاصة في عظام العمود الفقري القطني وعظم الفخذ العلوي، ولوحظ أن فوائد ببتيدات الكولاجين استمرت على العظام بدراسة متابعة أُجريت بعد 4 سنوات.
إذا كنت تفكر وترغب باستخدام مكملات الكولاجين، فمن المهم استشارة الطبيب ليساعدك على اختيار نوع مناسب من مستحضرات الكولاجين، ويحدد الجرعة المناسبة بناءً على احتياجاتك الفردية وحالتك الصحية، وذلك لتوفر أنواع وأصناف عديدة في الأسواق تتفاوت في جودتها وطريقة استخدامها.
مصدر هذا المحتوى من: