هل تؤثر البيئة على سلوك الأطفال؟

كتابة:
هل تؤثر البيئة على سلوك الأطفال؟

مقدمة

ينخرط الآباء مع أطفالهم في العديد من النشاطات المختلفة، سواء كانت تلك النشاطات داخل المنزل أم خارجه، وتؤثر البيئة التي يعيش فيها الطفل في جميع مناحي حياته، كما يتأثر بالموارد التي يتمكن الآباء من توفيرها له، فما هو المقصود ببيئة الطفل؟ وكيف يمكن تهيئة أفضل للطفل؟[١]


ما المقصود ببيئة الطفل؟

توجد عدة معانٍ محتملة لكلمة بيئة الطفل، ويركز المقال على البيئة المحيطة التي تؤثر على سلوك الفرد، وتتضمن كل من الآتية:[٢]

  • المكان الذي يتواجد فيه الطفل، سواء كان ذلك المنزل أو المتنزه أو المتجر.
  • الألعاب والكتب والأدوات المحيطة بالطفل، بالإضافة للأدوات أو المواد الموجودة في المنزل، والتي لا يجب أن يقترب منها الطفل.
  • الأطفال المحيطين به وتصرفاتهم.
  • الأصوات والأضواء المحيطة بالطفل.
  • الطلبات والأوامر التي توجه للطفل.

وتؤثر جميع العوامل السابقة بالطفل لأنه من الطبيعية أن يرغب الطفل بالأمور الآتية:

  • اللعب بكل ما يحيط به.
  • استكشاف كل ما يحيط به.
  • الشعور بالخوف في حال وجود ضجة أو الكثير من الحركة والنشاط.
  • عدم الرغبة بمشاركة ألعابه مع الآخرين.
  • عدم الرغبة باتباع الأوامر إذا لم يفهمها الطفل.


نصائح لتهيئة بيئة محفزة على السلوك الجيد

يجب أن يشعر الطفل بأن منزله هو الملاذ الآمن، الذي يحصل فيه على جميع احتياجاته المادية والعاطفية، إذ أن الأطفال يقضون معظم أوقاتهم داخل المنزل، وهذه مجموعة من جوانب التعامل مع الأطفال، وكيفية استخدامها بشكل يحفز السلوك الجيد:[٣]

التواصل

  • التحدث مع الأطفال عن كل شيء: يحتاج الأطفال للشعور بأن بمقدورهم التحدث مع الآباء عن كل ما يجول بخاطرهم، وأن الآباء ملجأ آمن لجميع أفكارهم وأسرارهم.
  • الاستماع والإنصات: يجب أن يعطي الآباء كامل الاهتمام والانتباه للطفل عندما يتحدث، لكي يشعر الطفل بالمحبة والتقدير، ولا يفضل مقاطعة الطفل، بل التحدث بعد انتهاء الطفل من الكلام.
  • شرح الرفض للطفل: لا يكفي أن يقول الآباء كلمة "لا" للطفل، بل يجب شرح سبب الرفض، فذلك يكون بيئة عائلية إيجابية في المنزل.
  • التحدث عن المشاعر: لا يجب أن يخبأ الوالدين مشاعرهم عن أطفالهم، وهذا لا يعني أنه يجب أن يعرف الطفل تفاصيل المشاكل التي يمر بها الوالدين، لكن هذا لا يعني أنه يجب تخبئة مشاعر الحزن أو الغضب عن الأطفال، والتحدث مع الطفل عن المشاعر التي يمر بها الوالدين، يبين للطفل أنه من الطبيعي أن يشعر الشخص بمشاعر سلبية، وأنه من الطبيعي التحدث عنها أيضًا.

بناء مهارات التواصل: يتعلم الأطفال مهارات التواصل من الوالدين بشكل رئيسي، وينصح باتباع النقاط الآتية لبناء مهارات التواصل عند الطفل:

    • لا يجب أن يفترض الوالدين معرفة ما يقصده الطفل، ويجب الاستماع والإنصات لفهم ما يقصده أو يشعر به الطفل.
    • تجنب انتقاد الطفل أو إطلاق الأحكام أو الألقاب السلبية.
    • يجب أن يكون الكلام الموجه محددًا وواضحًا.
    • يجب انتقاد المشكلة أو التصرف وليس الطفل ذاته.

إظهار التقدير والمحبة

يحتاج الطفل إلى الشعور بالمحبة، ويكون ذلك بالكلام والفعل، ويجب استخدام اللمس والاحتضان لإظهار المحبة للطفل، كما يجب مدح الطفل عندما يستحق الطفل ذلك، وهذه طريقة مهمة لتعزيز السلوك الجيد عند الطفل، كما يجب أن يتعلم الطفل كيفية تقبل المدح بشكل صحيح.

يساعد التقدير والمحبة على بناء ثقة الطفل بنفسه، ويمكن التفكير بإظهار التقدير لأفراد العائلة، كإظهار التقدير للأصدقاء، كما يجب أن تكون لكل عائلة نشاطات جماعية.

احترام أفراد العائلة لبعضهم

يستحق كل فرد من أفراد العائلة الاحترام، بغض النظر عن السن، ويتعلم الطفل الاحترام عندما يحصل عليه من الآخرين، وهذه مجموعة من النصائح لتربية الاحترام عند الطفل:

  • التصرف باحترام: يجب أن يتعلم الأطفال كيفية التحدث والتصرف باحترام تجاه الآخرين، بدون الصراخ أو الإهانات أو العنف، وحتى يتعلم الطفل التصرف باحترام، فيجب أن يتجنب الوالدين الصراخ أو إهانة الطفل، والتعامل معه بشكل لا يؤثر سلبًا بثقته بنفسه.
  • احترام الاختلاف: يمتاز كل طفل بخصائص تميزه عن غيره، فقد يمتاز بعضهم في النشاط الرياضي أو الأداء المدرسي وغير ذلك، ويجب أن يشعر جميع الأطفال في العائلة بالتقدير والاحترام بغض النظر عن الاختلاف بينهم.
  • وضع الحدود والقوانين: يجب أن يتعلم الطفل أن لكل شخص حدود، ومساعدتهم في وضع حدودهم الشخصية، ويجب أن تكون الحدود والقوانين منطقية، كأن ينظف الطفل كل ما يستعمله، وأن ينام في وقت محدد، كما يجب أن يكون هناك مجال للمرونة في بعض الحالات.

التعاون والعمل الجماعي

يجب أن يتعلم جميع أفراد العائلة كيفية التعاون، لأن الحياة تكون أكثر سلاسة وسهولة وسعادة عندما يتشارك الجميع في المنزل، كما أن العمل الجماعي ينمي الولاء والتقارب بين أفراد العائلة.

يحق للأطفال اللعب والاستمتاع، ولكن يجب أن يتعلم الطفل أنه لديه واجبات منزلية ومدرسية أيضًا، وتزداد مسؤوليات الطفل مع التقدم في السن، ويتعلم الطفل كيفية التعاون أثناء اللعب، لذلك من المهم أن يلعب الوالدين مع أطفالهم واستخدامها كفرصة لتعليم الطفل عن قيمة التعاون.


المراجع

  1. "A child’s early home environment has long-term effects on development. ", http://www.urbanchildinstitute.org/, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  2. "Changing the environment: behaviour management tool", raisingchildren.net.au, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  3. "Building a Positive Family Environment – 5 Practical Steps", socalmentalwellness.com, Retrieved 12-7-2020. Edited.
4699 مشاهدة
للأعلى للسفل
×