هل تؤثر الوحدة على صحة الفرد

كتابة:
هل تؤثر الوحدة على صحة الفرد

الوحدة

تُعرَف الوحدة بأنّها حالة تتميز بمشاعر ذاتية من الألم الاجتماعي و/ أو العزلة الاجتماعية، وتنطوي على رغبة الشخص الشديدة في التواصل الاجتماعي بشكل أكثر مما يخوضه في أي وقت آخر. وعلى الرغم من تأثير الوحدة في جزء كبير من السكان؛ إذ تُصنّف ظاهرة عالميّة وجزء رئيسًا من حياة الإنسان، لكنّ الألم المصاحب للوحدة له عواقب وخيمة؛ إذ تشير الدراسات إلى أنّ الشباب -خاصة من تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 25 عامًًا- معرّضون للوحدة، وبحسب الدراسات فإنّ السبب الرئيس لهذه العزلة الأوضاع السياسيّة، وارتفاع معدل الاعتداء على الأطفال والاعتداءات الجنسيّة، وتعرضهم للعنف [١]. وبحسب الدراسات في عام 2018؛ فقد رُبط الشعور بالوحدة لأكثر من 6000 بالغ في الولايات المتحدة الأمريكيّة بعدم الرضى الأسري؛ إذ يشعر 26% من الأشخاص الذين يعانون من هذا الأمر من الوحدة مقارنة بـ 5% فقط من الأشخاص الراضين عن حياتهم الأسريّة[٢].


أسباب الشعور بالوحدة

تشير الدراسات إلى أنّ الأشخاص من مختلف الأعمار يشعرون بالوحدة لأسباب مختلفة، فعيش كبار السن وحدهم وغياب أفراد عائلاتهم عنهم يرفع خطر تعرّضهم للوحدة -خاصة لمن هم أكبر من 70 عامًا-، ويبدو الرجال أكثر عرضةً من النساء، بينما الإصابة بالوحدة في منتصف العمر ترتبط بالسمات النفسيّة للشخص[٣]. وهناك العديد من الأسباب المؤدية إلى الوحدة، ويُذكَر منها ما يأتي:

  • الانفصال وعيش الشخص وحده للمرّة الأولى[٤]
  • الانتقال إلى مدينة أخرى[٤].
  • العمل من المنزل[٤].
  • الأمراض المزمنة والإعاقات الجسدية[٥].
  • الاستخدام المنتظم لبعض الأدوية[٥].
  • نقص الهوايات[٥].
  • السمات الشخصية، ومنها عدم القدرة على تأكيد الذات والحساسية المفرطة، والنظرة السيئة للذات، والخجل من العوامل المسببة للشعور بالوحدة[٦].
  • الاكتئاب، حيث الأشحاص ذوو المهارات الاجتماعية الضعيفة يميلون إلى الاكتئاب، ويميل الأشخاص المكتئبون إلى الشعور بالوحدة[٦].
  • توتر العلاقات، فالافتقار إلى مشاعر الانتماء والألفة والدعم تعزّز الشعور بالوحدة، والتي تعززها أيضًا القطيعة الاجتماعية والرفض[٦].
  • الحالة الاجتماعيّة، فالأزواج أقلّ شعورًا بالوحدة، لكن ينعكس الوضع عليهم عندما يشعرون بأنّ زواجهم غير مُرضٍ، ويشعرون بنقص الألفة فيما بينهم[٦].


الآثار النفسية للوحدة

من مخاطر العزلة الاجتماعية أنّها تُصنّف من عوامل الخطر لمجموعة من المشكلات المتنوعة؛ مثل: مستويات الإجهاد النفسي العالية، وتأثيرها السلبي وما يترتب عليها من ضعف الراحة النفسيّة؛ مما يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب والانتحار والحقد وإدمان الكحول والأمراض النفسية الجسدية. مما يشير إلى أنّ للوحدة آثارًا جسدية ونفسية على حد سواء، وقد يبدو الكثير من هذه الآثار طويلة المدى، وعلى الرغم من عدم القدرة على منع الشعور بالوحدة، لكن يُتاح التخفيف من حدتها بنشر الوعي الاجتماعي بعواقب الوحدة، ومتابعة إجراء البحوث في تأثير الثقافة والمجتمع في انتشارها وكيفية التخفيف منها[١]ومن الآثار النفسيّة الأخرى يُذكَر كلٌ مما يأتي:

  • تدهورنوعية النوم، فالدراسات عام 2017 م أشارت إلى أنّ الشباب الذين يعانون من الوحدة يحصلون على نوعية نوم أقلّ كما دعمت دراسة أجريت في هذا العام على 2015 م بالغًا الصلة بين سوء نوعية النوم والشعور بالوحدة، وهذا الأمر يسبب صعوبة في أداء المهمات خلال ساعات النهار[٤].[٧]
  • التوتر، تشير نتائج الدراسة في عام 2017 على 8،382 بالغًا تبلغ أعمارهم 65 عامًا إلى أنّ الوحدة والاكتئاب يزيدان من خطر التدهور المعرفي[٤].[٨]


الآثار الجسدية للوحدة

يشير الخبراء بشكل متزايد إلى أنّ الوحدة والعزلة لهما آثار في الصحة على المدى البعيد سواء حدثتا معًا أو بشكل مستقل، ومن هذه المضاعفات الإصابة ببعض الأمراض المزمنة؛ حيث مراجعة أجريت في عام 2017 م لـ 40 دراسة في العزلة الاجتماعية والوحدة أدلة تربط بينهما وبين خطر الموت المبكر والإصابة بمشكلات الأوعية الدموية والقلب، وتدهور الصحة العقليّة، ويُذكَر منها كلٌ مما يأتي:


الفرق بين العزلة والشعور بالوحدة

الوحدة والعزلة الاجتماعية من الموضوعات المهمة التي تؤثر في العديد من كبار السن، لكنّ العزلة الاجتماعية تختلف بمفهومها عن الوحدة؛ فالعزلة تعني عدم وجود عدد كافٍ من الأشخاص للتفاعل معهم[١٠]، والعزلة الاجتماعيّة تبدو بالانفصال عن الأشخاص وبيئة الشخص، وإما أن تكون نتيجة قرار شخصي أو بسبب الظروف؛ مثل: تنفيذ عمل يتطلب السفر والتنقل[١١]. والوحدة تعني كيف يفكر الشخص في وضعه؛ فقد يشعر المرء بالوحدة بوجود العائلة والأصدقاء، وقد يبدو الشعور بالوحدة عابرًا، ويتعلق بأحداث الحياة، وربما يستمر ويؤثر في فاعلية القدرات البدنيّة والمعرفيّة، وقد يترتيب على الوحدة آثار في صحة الفرد، وتبدو من العوامل الخطر المسببة للوفاة؛ مثل: التدخين[١٠].


المراجع

  1. ^ أ ب LCH Doman (2010-6 ), "The causes of loneliness and the factors that contribute towards it - A literature review"، researchgate, Retrieved 2020-4-23. Edited.
  2. Amy Novotney (2019-5), "The risks of social isolation"، apa, Retrieved 2020-4-23. Edited.
  3. "Causes of loneliness differ between generations, research says", sciencedaily,2020-3-11، Retrieved 2020-4-23. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Crystal Raypole (2019-6-25), "Is Chronic Loneliness Real?"، healthline, Retrieved 2020-4-23. Edited.
  5. ^ أ ب ت Javier Yanguas, "Loneliness in Elderly People, Associated Factors and Its Correlation with Quality of Life: A Field Study from Western Turkey"، ncbi, Retrieved 2020-4-23. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث Lch doman, A le Roux (2010-6), "The causes of and contributing factors to loneliness - a literature review"، scielo, Retrieved 2020-4-23. Edited.
  7. "Loneliness Impairs Daytime Functioning But Not Sleep Duration", www.ncbi.nlm.nih.gov. Edited.
  8. "Loneliness, depression and cognitive function in older U.S. adults.", www.ncbi.nlm.nih.gov,2017 ، Retrieved 5-3-2020. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث Javier Yanguas, "The complexity of loneliness"، ncbi, Retrieved 2020-4-23. Edited.
  10. ^ أ ب McMaster University (2018-7-31), "Understanding loneliness and social isolation"، mcmasteroptimalaging, Retrieved 2020-4-23. Edited.
  11. "Loneliness & Isolation", lifeline, Retrieved 2020-4-23. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×