محتويات
هل تربية القطط تدخل الجنة؟
لقد اعتنى الإسلام بالحيوانات وحثّ على رعايتها وعدم إيذائها، وتقديم الطعام والشراب لها، ورتّب على ذلك الأجر والثواب، وجعل رعايتها سبباً لمغفرة الله -تعالى- والدخول إلى الجنة، وينطبق ذلك على القطّط.[١]
وقد دلّ على ذلك الحديث الثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (بيْنَا رَجُلٌ بطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَوَجَدَ بئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فَقالَ الرَّجُلُ: لقَدْ بَلَغَ هذا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الذي كانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ البِئْرَ فملأ خُفَّهُ مَاءً، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وإنَّ لَنَا في البَهَائِمِ لَأَجْرًا؟ فَقالَ: في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ).[٢][١]
كما رتّب الله -عز وجل- العقاب لمن يؤذي الحيوانات أو يحبسها، أو يقوم بمنعها من الطعام والشراب، وقد دلّ على ذلك ما قاله الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، ولَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأرْضِ).[٣][٤]
مظاهر الرفق بالحيوان في الإسلام
تتعدّد مظاهر الرفق بالحيوان في الإسلام حتى يصعب حصرها؛ لمدى اهتمام الإسلام بالحيوان، ومن تلك المظاهر ما يأتي:
دفع جميع أنواع الأذى عن الحيوان
حثّ الإسلام على دفع الضرر والأذى الذي قد يحصل للحيوان من العطش أو الجوع أو الحمل الثقيل وما إلى ذلك مما قد يؤذي الحيوان، وقد بدا ذلك جليّاً في العديد من الأحاديث النبوية.
وقد ثبت في صحيح مسلم، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَرَّ ابنُ عُمَرَ بفِتْيَانٍ مِن قُرَيْشٍ قدْ نَصَبُوا طَيْرًا، وَهُمْ يَرْمُونَهُ، وَقَدْ جَعَلُوا لِصَاحِبِ الطَّيْرِ كُلَّ خَاطِئَةٍ مِن نَبْلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا، فَقالَ ابنُ عُمَرَ: مَن فَعَلَ هذا لَعَنِ اللَّهُ، مَن فَعَلَ هذا؟ إنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- لَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ شيئًا فيه الرُّوحُ غَرَضًا).[٥][٦]
النهي عن اتّخاذ الدواب منابراً
نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن اتخاذ الدواب للكلام والتحدّث، أو لإقامة الخُطَب دون الحاجة إلى ذلك، وأكّد على أنّ الله -سبحانه وتعالى- خلق الدواب للركوب وليس للتحدث عليها؛ لأنّ هذا قد يُتعِب الدابة ويُثقِل حِملها.[٧]
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إيَّاكم أن تَتَّخِذوا ظُهورَ دوابِّكم مَنابِرَ؛ فإنَّ اللهَ إنَّما سَخَّرها لكم لتُبَلِّغَكم إلى بلَدٍ لم تكونوا بالِغِيه إلَّا بشِقِّ الأنفُسِ، وجَعَل لكم الأرضَ فعَلَيها فاقْضُوا حاجَتَكم).[٨][٧]
عدم أخذ أبناء الحيوانات للتسلية والنهي عن إحراقها
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (كُنَّا مع رَسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في سَفَرٍ، فانطلق لحاجتِه فرَأَينا حُمَّرةً معها فرخانِ، فأخَذْنا فَرْخَيها، فجاءت الحُمَّرةُ فجَعَلَت تَفرُشُ، فجاء النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، فقال: مَن فَجَع هذه بوَلَدِها؟ رُدُّوا وَلَدَها إليها، ورأى قريةَ نَملٍ قد حَرَقْناها، فقال: من حَرَقَ هذه؟ قُلْنا: نحن، قال: إنَّه لا ينبغي أن يُعَذِّبَ بالنَّارِ إلَّا رَبُ النَّارِ).[٩]
المراجع
- ^ أ ب أحمد عبيد الكبيسي (1976)، حقوق الحيوان والرفق به في الشريعة الإسلامية (الطبعة 8)، المدينة المنورة:الجامعة الاسلامية، صفحة 25. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2466 ، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3318 ، صحيح.
- ↑ محمد حسان، كتاب دروس للشيخ، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعيد بن جبير، الصفحة أو الرقم:1958 ، صحيح.
- ↑ نوال عبد العزيز العيد (1441)، موسوعة شرح أسماء الله الحسنى (الطبعة 1)، صفحة 379، جزء 3. بتصرّف.
- ^ أ ب "شرح حديث (إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر)"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2567 ، صالح.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2675 ، صالح.