هل تقبيل يد الأم من بر الوالدين؟

كتابة:
هل تقبيل يد الأم من بر الوالدين؟

هل تقبيل يد الأم من البر بها؟

أجمع الفقهاء على جواز واستحباب تقبيل يد الأم بشكل خاص والوالدين بشكل عام، كما يسنّ القيام لهما وهذا على وجه الاستحباب، لأن في ذلك براً لهما وإدخالاً للسرور على قلبيهما، ونيلاً لرضاهما، وهو مظهر من مظاهر احترامهما.[١]


سبب تقديم الأم بالبر وتقديمها بمزيد من الإحسان

إن السبب في تقديم بر الأم على بر الأب؛ هو أن الأم تنفرد عنه في كثير من الأمور؛ منها مشقة الحمل، وصعوبة الولادة، والرضاعة، وهي أكثر حناناً وعطفاً على أطفالها بدافع فطرتها، وهي الأكثر خدمة له، ولكن هذا لا يعني تهميش دور الأب وإهمال حقه وعدم بره، فبر كلا الوالدين مطلوب، وهما بابان من أبواب الجنة.[٢]


وقد جاء رجل إِلَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك).[٣] وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيضاً: (رضا الله فِي رضا الوالد وسخط الله فِي سخط الوالد).[٤]


وقد أتى معاوية السلمي -رضي الله عنه- لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ قالَ: ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قُلتُ: نعَم، قالَ: ارجَع فبِرَّها، ثمَّ أتيتُهُ منَ الجانبِ الآخَرِ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرَةَ، قالَ: وَيحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قلتُ: نعَم يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: فارجِع إليْها فبِرَّها، ثمَّ أتيتُهُ من أمامِهِ فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ، قالَ: ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قُلتُ نعَم يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: ويحَكَ الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ).[٥]


طرق بر الأم

بر الوالدين سبب في دخول المسلم الجنة، وقد أوصى الله -تعالى- ببر الوالدين كثيراً،[٦] قال الله -تعالى-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)،[٧] وقد يتساءل البعض عن طرق بر الوالدين وبر الأم تحديداً، ومن طرق بر الابن لأمه والتي تطبق على كلا الوالدين:[٨]

  • احترامها وتقديرها.
  • القيام لها إذا قدِمت على مجلسه.
  • تقبيل يديها.
  • خفض صوته عند الحديث معها تأدباً منه وإجلالاً لها.
  • انتقاء العبارات المهذبة اللطيفة أثناء الحديث معها.
  • إدخال السرور على قلبها.
  • مساعدتها وقضاء حاجاتها.


ملخص المقال: إن تقبيل يد الوالدين يعتبر من برهما، فهو مظهر من مظاهر احترامهما، وقد تقدم بر الأم على بر الأب لعدة أسباب؛ أهمها: أنها تحملت مشاق الحمل والولادة، وهذا لا يعني برها وحدها، فبر الأب مطلوب أيضاً، ويتحقق بر الوالدين باحترامهما وتقديرهما، والقيام لهما، وتقبيل يديهما، وخفض الصوت عند الحديث معهما، والكلام معهما بلطف ولين.


المراجع

  1. إبراهيم زكي خورشيد، أحمد الشنتناوي، عبد الحميد يونس وآخرون، كتاب مجلة مجمع الفقه الإسلامي، صفحة 1817. بتصرّف.
  2. عبد العزيز السلمان، كتاب موارد الظمآن لدروس الزمان، صفحة 424. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2548، صحيح.
  4. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:2501، حسن لغيره.
  5. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن معاوية بن جاهمة السلمي، الصفحة أو الرقم:2259، صحيح.
  6. محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1478. بتصرّف.
  7. سورة الإسراء، آية:23-24
  8. محمد علي الهاشمي، شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة، صفحة 65. بتصرّف.
3066 مشاهدة
للأعلى للسفل
×