إذا كنت قد عملت بجد للوصول إلى هدفٍ ما، فإن شعور الرضا بعد تحقيقه سببه جرعة كبيرة من الدوبامين، فما العلاقة بين الدوبامين والاكتئاب؟
يربط البعض نقص الدوبامين (Dopamine) بالإصابة بالاكتئاب، لذا دعونا نتعرف فيما يأتي إن كان يوجد علاقة بين الدوبامين والاكتئاب:
هل توجد علاقة بين الدوبامين والاكتئاب؟
فيما يأتي أهم المحاور التي تساعد في توضيح العلاقة بين الدوبامين والاكتئاب:
1. توضيح ماهية مرض الاكتئاب
الاكتئاب هو مرض يؤثر على طريقة التفكير وكيفية التصرف، بالإضافة إلى أنه يسبب الآتي:
- مشاعر سلبية.
- فقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تُثير اهتمام الشخص فيما سبق.
- مشاكل عاطفية وجسمانية.
- التقليل من قدرة الشخص على ممارسة نشاطاته اليومية سواءً في المنزل أو العمل.
ويعد مرض الاكتئاب واحدًا من أكثر الأمراض شيوعًا في العالم، حيث لم يُعرف تحديدًا ما الذي يُسبب الاكتئاب، ولكن قد تشترك مجموعة من العوامل في الإصابة به، مثل:
- الصفات الموروثة من الآباء.
- تغيُّر الهرمونات.
- الاختلافات البيولوجية عند بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب، مثل: التغيُّرات الفيزيائية في الدماغ، أو خلل في كيمياء الدماغ.
ولطالما ارتبط الاكتئاب وعلى مدى العديد من السنوات بخلل في وظيفة النواقل العصبية في الدماغ التي تشمل السيروتونين (Serotonin) والنورإبينفرين (Norepinephrine).
ومن هنا كانت مضادات الاكتئاب الأكثر شيوعًا هي تلك التي تُعيد توازن هذه النواقل العصبية، وبالتالي تُخفف من بعض أعراض الاكتئاب عند بعض الأشخاص المصابين به.
2. تأثير الدوبامين على الحالة النفسية
إن الدوبامين هو عبارة عن ناقل عصبي يستخدمه الجهاز العصبي لنقل الرسائل بين الخلايا العصبية، ويستخدمه الجسم لإنتاج النورإبينفرين أيضًا.
ويلعب الدوبامين دورًا مهمًّا في كل مما يأتي:
- الشعور بالسعادة.
- القدرة على التفكير والتخطيط.
- المساعدة على التركيز والسعي لإنجاز الأشياء والبحث المستمر عن المُتعة.
فعلى سبيل المثال، عند تناول الطعام المفضل أو ممارسة الجنس أو القيام بأي من النشاطات التي تؤدي إلى الشعور بالنشوة والفرح، فإن منطقة معينة في الدماغ تقوم بإرسال جرعة من الدوبامين.
والتي يُترجمها الدماغ على أنه يستحق الحصول على المزيد من محفزاته، وهذا من شأنه أن يجعل الشخص يشعر بالرغبة الدائمة في ممارسة هذه النشاطات.
3. العلاقة بين الدوبامين والاكتئاب
يُعد فقدان الاهتمام في معظم الأنشطة العادية أو حتى جميعها وانعدام الشعور بالمتعة والتلذذ فيها من أعراض الاكتئاب التي تشير إلى وجود خلل في ناقل عصبي آخر غير السيروتونين والنورإبينفرين، والذي هو الدوبامين.
ويُعد هذا العرض عرضًا أساسيًّا ومعيارًا لتشخيص مرض الاكتئاب، كما من المهم الإشارة إلى أن انعدام التلذذ لا يُعرّف على أنه فقدان القدرة على الشعور بالمتعة فحسب، بل يشمل أيضًا الاضطرابات المتعلقة بنظام المكافأة في الدماغ، مثل:
- اضطرابات في عمليات الإدراك.
- التحفيز.
- اتخاذ قرارات المتعلقة بالحصول على مكافأة من الدماغ.
فبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، فإنهم يفتقدون الشعور بالمتعة بالمحفزات الخاصة بهم أو الرغبة في ممارستها.
والجدير بالذكر أن عرَض انعدام الشعور بالمتعة واللذة يعد مؤشرًا على ضعف الاستجابة لمضادات الاكتئاب شائعة الاستعمال ومقاومة العلاج أيضًا، ومن هنا تم تأكيد وجود علاقة بين نقص الدوبامين والاكتئاب.
وهذا يُفسر عدم استجابة بعض الأشخاص لمضادات الاكتئاب التقليدية، ويُؤكد على ضرورة تطوير أدوية جديدة وفعالة تستهدف استعادة توازن الدوبامين وعلاقته بالاكتئاب لعلاج الأشخاص الذين لم يستجيبوا لمضادات الاكتئاب التقليدية.