محتويات
أمراض الثدي وما تسببه من رعب
الثدي هو أهم الأعضاء الأنثوية، وقد يصاب بالعديد من الأمراض، بعضها بسيط ولا يستدعي القلق، والبعض الآخر مقلق وأحيانًا مرعب، وسرطان الثدي بالطبع هو أكبر المخاوف التي تطارد معظم النساء، مما يجعل المرأة حريصةً على متابعة أيّ أعراض أو علامات تُلاحظها بصفة دورية، وعندما تكتشف خروج إفرازات غريبة منه أو تكوّن كتلة داخله تبدأ المخاوف بمهاجمتها، وأول ما يتبادر إلى ذهنها هو أنّها قد تكون مصابةً بسرطان الثدي، لكن هذه الأعراض ليست مختصّةً فقط بالسرطان، بل تظهر في العديد من الأمراض البسيطة، مثل المرض الذي سنناقشه في هذا المقال وهو توسع قنوات الثدي (Mammary duct ectasia).[١]
ما المقصود بتوسع قنوات الثدي؟
يعرف توسع قنوات الثدي بأنّه اتساع في أحد أو بعض قنوات الحليب الموجودة في الثدي أسفل الحلمة، وقد تتبعه زيادة سمك جدران القناة والامتلاء بسائل، ومع الوقت انسدادها بمادة لزجة وسميكة، وذلك اضطراب بسيط لا يسبب المضاعفات لدى العديد من النساء، إلا أنه قد يسبب ظهور بعض الأعراض المزعجة والمقلقة لدى البعض الآخر، لكن من الأمور المطمئنة أنّ هذا المرض يشفى عادةً دون الحاجة إلى علاج، إلا في بعض الحالات التي تستمرّ مدّةً طويلةً، فيكون التدخل الطبي ضروريًّا لتجنب حدوث أي مضاعفات.[٢]
هل توسع قنوات الثدي خطير؟
كما ذكر سابقًا هو اضطراب بسيط غير خطير وسهل علاجه، ولا يسبب المضاعفات الخطيرة، بل تعدّ المضاعفات التي تصاحبه مزعجةً أكثر منها خطيرةً، وهي:[٢]
- إفرازات حلمة الثدي: إنّ خروج إفرازات مستمرّ من حلمة الثدي ليس أمرًا خطيرًا، بل هو محرج للمرأة؛ لما يسببه من بلل وتبقّع للملابس.
- الشّعور بالانزعاج عند لمس الثّدي: يسبب توسع قنوات الثدي ظهور أعراض بسيطة، مثل: الاحمرار، والألم عند لمس المنطقة المحيطة بالحلمة، مما يسبب الانزعاج للمصابة.
- العدوى: قد يتطور توسع قنوات الحليب إلى التهاب الثدي حول القنوات (periductal mastitis)، الذي ينتج من عدوى بكتيرية تسبب الشعور بالإعياء وارتفاع حرارة الجسم، كما قد تسبب استمرار احمرار الثدي واستمرار الألم المصاحب للتوسع، وقد تتطور هذه العدوى لاحقًا إلى تكوّن خراج في الثدي، مما قد يضطر الطبيب للقيام بإجراء طبي بسيط لتصريف الصديد المتراكم داخل الخراج.
- القلق بشأن الإصابة بسرطان الثدي: ظهور أعراض توسع قنوات الثدي يجعل المرأة تشكّ بإصابتها بسرطان الثدي، خاصةً عندما تشعر بتكوّن كتلة صلبة أسفل الحلمة والهالة الداكنة المحيطة بها، لكن يجب طمأنتها أنّ توسع القنوات ليس سببًا للإصابة بسرطان الثدي، كما لا يزيد خطر الإصابة به لاحقًا، لكن ذلك لا ينفي أهمية مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغيّر في الثدي.
ما هي أعراض توسع قنوات الثدي؟
إنّ العديد من حالات توسع قنوات الثدي تكون بلا أعراض، وفي حال ظهورها تتضمن ما يأتي:[٣]
- خروج إفرازات خضراء أو بنية اللون من الحلمة.
- تكوّن كتلة خلف الحلمة بسبب انسداد القناة.
- انقلاب الحلمة إلى الداخل.
- الألم حول القناة المسدودة.
- احمرار الجلد أعلى القناة المسدودة.
- تورم حول الحلمة.
ومع تطور الحالة وإصابة الثدي بالعدوى والالتهاب تظهر أعراض أخرى، مثل: ارتفاع حرارة الجسم، والألم الشديد، والإعياء العام، واحمرار الجلد، وتورم الثدي، وسخونة الجلد المحيط بمكان العدوى.
ما أسباب توسع قنوات الثدي؟
يتكون الثدي من أنسجة ضامة تحتوي على ممرات دقيقة تحمل الحليب من الثدي إلى الحلمة تعرف بقنوات الثدي أو قنوات الحليب، ولا يعرف الأطباء سبب إصابة هذه القنوات بالتوسع أو الانسداد، لكنّهم وجدوا ارتباطًا بين هذا التوسع والعوامل الآتية:[١]
- التقدم بالعمر: مع تقدم المرأة بالعمر تتغير طبيعة أنسجة الثدي لديها من أنسجة غدية إلى أنسجة دهنية (involution)، مما قد يسبب توسع قنوات الحليب والتهابها، وما يؤكد وجود علاقة بين التقدم بالعمر والإصابة بهذه المشكلة هو انتشار التوسع لدى النساء ممن اقتربن من مرحلة انقطاع الدّورة الشّهرية؛ أي بين عمر 45-55 عامًا، وظهوره أيضًا بعد بلوغ سن انقطاع الطمث.
- التدخين: هو عامل مهم يرتبط بالإصابة بتوسع قنوات الثدي والتهابها.
- انقلاب الحلمة: إنّ انقلاب الحلمة مؤخرًا قد يسبب انسداد قنوات الحليب، مما يسبب العدوى والالتهاب، كما قد يكون علامةً على الإصابة بمرض أخطر، مثل السرطان.
كيف يتم تشخيص توسع قنوات الثدي؟
يشخص الطبيب الإصابة بتوسع قنوات الثدي عن طريق فحص الثدي بدقة وإجراء أحد الفحوصات الآتية أو بعضها:[٤]
- الماموجرام أو كما يعرف بالأشعة السينية للثدي.
- الموجات فوق الصوتية للثدي.
- أخذ خزعة بالإبرة (FNA)؛ أي سحب عينة من خلايا الثدي بواسطة إبرة رفيعة وإرسالها إلى المختبر وفحصها بالمايكروسكوب.
- خزعة الثدي.
- فحص إفرازات الثدي إن كانت مدمّمةً.
كيف يمكن علاج توسع قنوات الثدي؟
معظم حالات توسع قنوات الثدي لا تحتاج إلى أي علاج؛ فهي تشفى من تلقاء نفسها، لكن قد يصف الطبيب العلاج في بعض الحالات التي تكون مزعجةً للمصابة وتؤثر في حياتها اليومية، وذلك كما يأتي:[٣]
- الأدوية: أهمها الأدوية المسكنة مثل الباراسيتامول، والأدوية المضادة للالتهاب مثل الإيبوبروفين؛ لعلاج الألم والالتهاب والتورم، وكل هذه الأدوية يمكن الحصول عليها دون وصفة طبية، كما قد يصف الطبيب في حالات الالتهاب والعدوى المضادات الحيوية للتخلص من العدوى سريعًا.
- الجراحة: تُعدّ الجراحة خيارًا نادرًا لعلاج توسع قنوات الثدي، ويلجأ إليها الأطباء عادةً لعلاج الحالات التي لا تستجيب للأدوية والعلاجات المنزلية، وتُجرى الجراحة عادةً تحت تأثير التخدير الكلّي، فلا تشعر المُصابة بأيّ ألم، وتجرى من خلال عمب شق صغير على حافة الهالة الداكنة المحيطة بالحلمة، وإغلاقه بعد الانتهاء من الجراحة بغرز جراحية، وقد يترك هذا الجرح أثرًا بسيطًا يختفي مع مرور الوقت، ولهذه الجراحة أنواع، هي:[٣]
- استئصال القناة اللبنية، هي جراحة لاستئصال القناة المسدودة فقط.
- اسنئصال القناة بالكامل، في هذا النوع من الجراحة يستأصل الطبيب القناة الرئيسة المتفرعة منها القنوات المسدودة.
الإجراءات والعناية المنزلية لتوسع قنوات الثدي
الحالات البسيطة والمتوسطة من توسع القنوات تفيد فيها العلاجات المنزلية في التخفيف من الأعراض دون الحاجة إلى تناول الأدوية، ومن أهم هذه العلاجات ما يأتي:[٣][٥]
- وضع الكمادات الدافئة على الثدي والحلمة المصابة.
- ارتداء حمالة صدر تدعم الثدي لتقليل الشعور بعدم الراحة.
- استخدام الضمادات التي توضع على الحلمة لامتصاص الإفرازات.
- النوم على الجانب الآخر البعيد عن الثدي المصاب.
- الإقلاع عن التدخين، ومحاولة خسارة وزن الجسم الزائد؛ لتحسين نتائج العلاج وتقليل فرص الإصابة المتكررة بتوسع القنوات.
- استخدام الكمادات الباردة لعلاج الالتهاب والعدوى عند الإصابة.
المراجع
- ^ أ ب "Mammary duct ectasia", nchmd,2020-6-12، Retrieved 2020-7-16. Edited.
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (2020-6-12), "Mammary duct ectasia"، mayoclinic, Retrieved 2020-7-16. Edited.
- ^ أ ب ت ث Jayne Leonard (2019-7-5), "What to know about mammary duct ectasia"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-7-16. Edited.
- ↑ "Duct ectasia", breastcancernow,2019-1، Retrieved 2020-7-16. Edited.
- ↑ Ana Gotter (2018-9-24), "Duct Ectasia of the Breast"، healthline, Retrieved 2020-7-16. Edited.
