هل حقًّا هناك سر للرقم سبعة في القرآن

كتابة:
هل حقًّا هناك سر للرقم سبعة في القرآن

العدد في القرآن

القرآن الكريم كتاب الله المعجز الذي تحدَّى به الجن والإنس على أن يأتوا بمثله، و هو معجزةٌ لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومن وجوه إعجازه؛ إعجازٌ لغويٌ بلاغي، وإعجازٌ علمي، وإعجازٌ تشريعي، وإعجازٌ في الإخبار عن المُغيَّبات،[١] ومن الإعجاز العلمي في القرآن ما يتعلّق بالعدد والحساب، فقد ورد في القرآن الكريم أعداد مختلفة في مناسبات مختلفة وقد استُخدمت هذه الأعداد في أغراض متباينة، ومن الأرقام التي ورد ذكرها في القرآن الكريم رقم سبعة، ومنه قول الله تعالى: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}،[٢] فهل حقًا هناك سر للرقم سبعة في القرآن،[٣] وإن كان يوجد فما السر في ذكره، وما المقصد من ذكر الأرقام في القرآن، هذا ما سيتمُّ تناوله في هذا المقال.

هل حقًا هناك سر للرقم سبعة في القرآن

يتسائل الكثير من النّاس عن سرِّ الرقم سبعة في القرآن الكريم وهل حقًّا هناك سرٌ للرقم سبعة في القرآن الكريم أم أنّ ذلك مجرد صدفةٍ محضة، لقد توقَّف الكثير من أهل العلم على تلك الجزئية وعلى سبب تكرار الرَّقم سبعة في مواضع عديدة من القرآن الكريم، وقد تلخَّصت النتائج أنّ ذلك بلا شك لحكمةٍ أرادها الله تعالى، وهو ما يُخالف مفهوم الصدفة، بل إنّ تكرار الرقم سبعة كان عن علمٍ وحكمةٍ لله العليم الحكيم، وقد كرَّر الله اسميه "العليم الحكيم" في القرآن الكريم ليفهم المسلمون أنّ ما من حرفٍ في كتاب الله إلا وفيه حكمةٌ لوجوده، ويشمل ذلك الأمر تكرار العدد سبعة فهو بلا شك لحكمةٍ يعلمها الله ويجهلها الناس، قال ابن القيم رحمه الله تعالى:" وأما خاصية السبع فإنّها قد وقعت قدرًا وشرعًا فخلق الله عز وجل السماوات سبعًا والأرضين سبعًا والأيام سبعًا، فلا ريب أنّ لهذا العدد خاصية عن غيره"، والله وحده العليم بهذه الخاصية وله حكمةٌ في ذلك بلا شك.[٤]

الحكمة من ذكر العدد في القرآن

ذكر القرآن الكريم في عددٍ من آياته أرقامًا معّينةً له فيها مقاصد معينة، ومن ذلك قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا}،[٥] فتحديد المدة بعددٍ معين في الآية الكريمة قد يتبين للمسلم الحكمة منه، وقد يخفى عنه فيكون مما استأثر الله تعالى بعلمه، وكذا الأمر في ذكر كثيرٍ من الأرقام في القرآن الكريم، ولكن يمكن القول: أنّ ذكر هذه الأرقام جاء لمقصدٍ وهدفٍ حسب ما يأتي:[٦]

  • تحديد وبناء حكم شرعي على الرقم المذكور، ومثاله قول الله تعالى في عدة المطلقة: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}.[٧]
  • تقرير حقائق كونية، ومثاله قول الله تعالى في بيان عدد الشهور: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا}.[٨]
  • بيان الكثرة والمبالغة من غير إرادةٍ وقصدٍ للرقم نفسه، ومثاله قول الله تعالى: {إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}.[٩]
  • ذكر الرقم لأجل التنبيه من غير أن يحمل دلالة، ومثاله قول الله تعالى: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ}.[١٠]
  • ذكر الرقم وفقًا لما يقتضيه سياق النص والحدث، ومثاله قول الله تعالى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا}.[١١].
  • ذكر الرقم للدلالة على حقيقةٍ رقمية، ومثال ذلك قول الله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.[١٢]
  

المراجع

  1. "إعجاز القرآن"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-1-2020. بتصرّف.
  2. سورة الحاقة، آية: 7.
  3. "العدد والحساب في القرآن الكريم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-1-2020. بتصرّف.
  4. "تكرار العدد سبعة في القرآن الكريم هل له حكمة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-1-2020. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية: 234.
  6. "أرقام قرآنية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-1-2020. بتصرّف.
  7. سورة البقرة، آية: 228.
  8. سورة التوبة، آية: 36.
  9. سورة التوبة، آية: 80.
  10. سورة المجادلة، آية: 7.
  11. سورة يوسف، آية: 4.
  12. سورة القدر، آية: 3.
3691 مشاهدة
للأعلى للسفل
×