محتويات
حلاقة شعر رأس الرضيع
تتوارث الأمهات في ما بينهن وجيلاً بعد جيل مجموعةً من العادات التي قد يكون بعضها خاطئًا، وقد اعتاد الكثير من الأشخاص منذ القِدَم حلاقة شعر رأس الرضيع، معتقدين أنّ ذلك قد يزيد من كثافته، ويُنبِت بصيلات شعر جديدة، ويحسّن نعومته، ويُسرّع نموّه، لكن هل هذا صحيح؟ لا سيّما أنّ الحلاقة للرضيع ولأول مرّة ليست من المهام السهلة، وقد يجدها بعض الآباء تحديًا، وقد يتخوّفون من القيام بها، فذلك قرار يعتمد على كمية الشعر الموجود في رأس الرّضيع، لذلك ينبغي قبل الحلاقة للرضيع معرفة بعض الأمور والمعتقدات وتصحيحها، فهل تزيد من كثافته؟ ومتى يمكن إجراء ذلك أول مرة؟ هذا ما ستتمّ الإجابة عنه في هذا المقال.[١]
هل حلاقة شعر رأس الرضيع تزيد كثافته؟
الإجابة هي لا، فلا يمكن أن يصبح شعر رأس الرضيع كثيفًا أو تزداد صحّته بعد حلاقته، وذلك ما هو إلا أحد الموروثات الشعبية القديمة التي لا تحمل أيّ أساس من الصّحة، إذ ينمو الشعر وفقًا لعوامل جينية تُحدّد كثافته وطريقة نموّه، بالإضافة إلى تحديد نوعه؛ إذ توجد بصيلات الشعر لدى الرضيع بعدد محدّد مباشرةً تحت طبقة الجلد، وهي التي ينمو منها الشعر، ولا يزداد عدد البصيلات مع الوقت، ويتكوّن جذر بُصيلة الشعر من خلايا بروتينية تعتمد على التّروية الدّموية للحصول على ما تحتاجه من العناصر الغذائية للنمو والتكاثر، ومع ازدياد تكاثر هذه الخلايا ينمو الشعر ويندفع خارج الجريب لينبثق من الجلد، كما يمرّ خيط الشعرة عبر غدد تفرز الزهم ليرطّب الشعر، وهذا الزهم هو المسؤول عن تكوّن غطاء المهد عند الرُّضع.[٢]
الحلاقة للرضيع لا تتعلق فقط بأنّها لن تُفيد في زيادة كثافة شعره، إنما ستُعرّضه لمخاطر صحيّة عدّة، خاصّةً لعظام الجمجمة، فلم يكتمل التحامها بعد، مشكّلةً جزءًا لينًا في الجزء الأماميلرأس الرضيع، وهو ما يُعرَف باسم اليافوخ (The fontanelle)، إذ إنّ الحلاقة فوق الجزء الأمامي والخلفي اللين لرأس الرضيع قد يُلحِق الضرر به؛ بسبب حركة الرضع الفجائية وتأثّره بالشفرات الناعمة المخصصة للحلاقة.[٢]
متى يمكن حلاقة شعر رأس الرضيع لأول مرة؟
لا توجد قاعدة معينة تحدد الوقت المناسب لحلاقة شعر رأس الرضيع، ففي بعض الأحيان يحلقه الآباء عندما يولد الطفل مباشرةً، بينما يفضّل البعض الآخر الانتظار بعض الوقت، لكن حسب ما ورد عن الخبراء فإنه يفضّل الانتظار قبل حلاقة شعر رأس الرضيع؛ وذلك حتى يتمكّن الرضيع من دعم ثبات رأسه ورفعه عندما يُمسكه أحد الأبوين في حضنه، وبعض صالونات الحلاقة تشترط لحلاقة رأس الرضيع أن يكون عمره سنة كحدّ أدنى، وفي حال كان الشعر طويلاً ومزعجًا وبحاجةٍ إلى التشذيب من الممكن اللجوء إلى حلاقته في المنزل باستخدام مقص مناسب، ويكون من السهل إجراء ذلك والطفل مستغرق في النوم ومرتاح، وتجدر الإشارة إلى أنّه يجب الحذر من أي حركات مفاجئة قد يقوم بها الطفل، ويفضل الاستعانة بشخص آخر لإلهاء الطفل وتثبيته.[٣]
هل الشعر الخفيف عند الرضيع علامة على المرض؟
يبدو رأس معظم الرضع أصلع عند ولادتهم، وقد يبقى هذا المظهر حتى إكمال عامهم الأول من العمر، إذ يفقد الرضع غالبًا الشعر بصورة طبيعية خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة، ويسمّى هذا النوع من التساقط للشعر باسم تساقط الشعر الكربي، وهو ناجم عن مستويات الهرمونات المرتفعة في جسم الطفل خلال الحمل، والتي تنخفض بعد الولادة شيئًا فشيئًا، مما يسبب تساقط الشعر، لكن استمرار هذا التساقط الشعر لديهم بعد ستة أشهر أمر يستدعي مراجعة الطبيب؛ فقد يكون علامةً على عدم حصول الرضيع على العناصر الغذائية الكافية التي يحتاجها بأكملها، أو قد يكون علامةً على الإصابة بمرضٍ ما يمكن أن يعالجه الطبيب.[٤]
بدائل طبيعية لزيادة كثافة شعر رأس الرضيع
يوجد العديد من الأمور والبدائل الطبيعية التي من شأنها أن تساعد في زيادة كثافة شعر رأس الرضيع وتحسين نوعه، ومن هذه البدائل ما يأتي ذكره:[٥]
- استخدام منشفة ناعمة لتجفيف الرأس: يمكن أن يؤدي فرك شعر رأس الرضيع بمنشفة خشنة إلى تدمير بصيلات الشعر في فروة الرأس، بالتالي التسبب بتساقط الشعر وترققه؛ لذلك تُستخدَم منشفة ناعمة بدلًا من ذلك، ويتم تجفيف الرأس بطريقة الطبطبة عوضًا عن الفرك؛ لتجنّب التسبب بأي ضرر لجلد الرضيع وشعره.
- الحديد: يعد الحديد أحد العناصر الغذائية الأكثر أهميةً، وله علاقة بتحسين نمو الشعر؛ فهو يمنع تكسّره، مما يساعد في نمو شعرٍ أكثر طولًا وكثافةً، لذلك يمكن للأم أن تُكثِر من تناول الأطعمة الغنية بالحديد في نظامها الغذائي، مثل: الخضروات الورقية الخضراء الداكنة، أو الفاصولياء، أو اليقطين،ثم إرضاع الطفل.
- تنظيف فروة رأس الرضيع بانتظام: يُفضّل غسل فروة رأس الرضيع مرةً واحدةً كل يومين إلى ثلاثة أيام؛ وذلك للتقليل من تراكم الأوساخ عليها، وتجدر الإشارة إلى أنه يجب استخدام الماء الفاتر لذلك وليس الماء شديد البرودة أو السخونة؛ لتجنّب شعور الطفل بعدم الراحة.
- ترطيب الشعر بالزيوت الخاصة لذلك: إذ يساعد ترطيب فروة رأس الرضيع بالزيوت المخصصة للأطفال فقط وتدليكها برفق في تنشيط الدورة الدموية، بالإضافة إلى توفير الرطوبة اللازمة للشعر لتموّه بطريقة صحية.
- تجنب بعض الأخطاء بالتعامل مع شعر الطفل: مثل ربط شعر الطّفل أو شدّه للوراء خلال تسريحه، والحرص على استخدام المنتجات الخاصة بالأطفال فقط، والتي على الرغم من أنّها آمنة نوعًا ما على فروة الرأس إلّا أنّها قد تُسبب التّحسس عند بعض الأطفال، بالإضافة إلى ذلك يُمكن تدليك فروة رأس الطّفل باستمرار وبلطف شديد؛ فالتدليك العنيف قد يُهيّج بصيلات الشّعر، كما يزيد من احتمالية تساقطه.[٦]
المراجع
- ↑ "Shaving a Babys Head for Thicker Hair Fact or Myth", parenting.firstcry.com, Retrieved 2020-08-11. Edited.
- ^ أ ب "shave-baby-hair", momlovesbest.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
- ↑ "when-can-my-baby-get-a-haircut-at-a-salon", www.babycenter.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
- ↑ "baby-hair-loss", www.babycentre.co.uk, Retrieved 2020-08-07. Edited.
- ↑ "10-tips-for-baby-hair-growth", parenting.firstcry.com, Retrieved 2020-08-07. Edited.
- ↑ "Newborn Hair Care", www.whattoexpect.com, Retrieved 2020-08-11. Edited.