هل سمعت بدوالي المهبل؟

كتابة:
هل سمعت بدوالي المهبل؟

حقيقة الدوالي

من بين العديد من المشكلات الصحيّة والاضطرابات الناجمة عن مُمارسة بعض الأعمال تُعدّ الدوالي (Varicose Veins) من أكثر ما يشكو منه الأفراد، خاصّةً السيّدات اللواتي يعملن طيلة النهار بوضعية واحدة كالجلوس أو الوقوف، وتعرف الدوالي بأنها تضخّم في الأوردة والتواء فيها، ناجم عن خللٍ ما في الصمّامات التي يُفترض بها تنظيم تدفّق الدم داخل الوريد، والمُساعدة في إعادته إلى القلب، لذا فإنّ الخلل في عمل الصمام يتسبّب بتجمّع الدم في الوريد والإصابة بالدوالي، ونظرًا لتأثير الجاذبيّة الأرضية الكبير في تدفّق الدم فإنّ أكثر الأماكن عُرضةً للإصابة بالدوالي هي الساقان، فهل تُستثنى باقي أماكن الجسم من هذا الاضطراب؟[١]


ما هي دوالي المهبل؟

تُصاب بدوالي المهبل أو دوالي الفرج (الجزء الخارجيّ من أعضاء الأُنثى التناسليّة) Vulvar Varicosities ما نسبته 4% من النساء حول العالم، وتُعاني 18-22% من السيدات الحوامل منها خلال الحمل،[٢] لذا فالأمر ليس نادرًا كما قد يظنّ البعض، وإنّما قد لا تظهر أيّ علامات أو أعراض على إصابة السيدة بها إلا مُصادفةً عند تشخيص الدوالي في الساقين، وبناءً على ذلك قُسّمت درجات دوالي المهبل إلى أربعة مستويات؛ الأول هو الأقلّ تأثيرًا، والذي لا تُعاني فيه المُصابة من أيّ أعراض، والرابع هو الأكثر تأثيرًا ووضوحًا، وتُعاني فيه المُصابة من أعراض عديدة ومُضاعفات مُزعجة وشديدة للغاية في بعض الأحيان.[٣]


ما أعراض الإصابة بدوالي المهبل؟

تظهر دوالي المهبل كعروق أو خيوط بارزة عن مستوى سطح الجلد بلونٍ أرجوانيّ أو أزرق قليلًا، لكن قد لا يُلاحظ وجود أيّ منها لدى بعض المُصابات، حتّى حين ظهورها لدى السيّدات الحوامل فقد يكون من الصعب مُلاحظتها؛ لعدم وجود أعراض لديهنّ ولصعوبة رؤية المهبل مع كبر حجم البطن خلال الحمل، ولكن قد يُساعد في الكشف عن دوالي المهبل احتماليّة وجود الدوالي في الساقين أو الرجلين أو في منطقة الحوض، إذ إنّ إحداها تدلّ على وجود الأخرى أحيانًا، وعند ظهورٍ الأعراض فهي عادةً ما تتضمن الآتي:[٤]

  • الشعور بالألم والضغط في منطقة الفرج.
  • الشعور بعدم الراحة والألم عند المشي.
  • الحكّة في الفرج.
  • الشعور بوجود ثقل في الفرج.


هل تؤثر دوالي المهبل في العلاقة الزوجية؟

قد تتأثّر العلاقات الزوجيّة لدى بعض النساء اللواتي يُعانين من دوالي المهبل في حال وجود أعراضٍ تتزامن مع إصابتهنّ بها، إذ إنّ مُمارسة العلاقة الجنسيّة قد تزيد من شدّة الألم المُصاحب للدوالي، ما يدفع بعضهنّ إلى الامتناع عن ممارستها، ناهيك عن أنّ العلاقة الجنسيّة من المُحفّزات التي تزيد من احتماليّة إصابة بعض النساء بالدوالي، لذا يجب الانتباه لذلك، خصوصًا لمن لديهنّ مُحفّزات وعوامل إصابة أُخرى، ومُناقشة الطبيب في ذلك لإعلام الزوج بحالة زوجته الصحيّة.[٢][٣]


لماذا تُصاب النساء بدوالي المهبل؟

يُصنّف الحمل بأنّه السبب الأكثر شيوعًا ومسؤوليةً عن إصابة النساء بدوالي المهبل، بالإضافة إلى وجود بعض الظروف والعوامل التي ترفع من احتماليّة إصابة بعض النساء أكثر من غيرهنّ، والتي تتضمّن كُلًّا ممّا يأتي:[٣]

  • القيام بالأعمال التي تتطلّب الوقوف لساعات طويلة مُتواصلة.
  • وجود تاريخ عائليّ من الإصابة بدوالي المهبل.
  • الإصابة بورم في الحوض يمنع تدفّق الدم كما ينبغي في تلك المنطقة، إلا أنّه من الأسباب النادرة جدًا.
  • الإصابة بالدوالي في أماكن أُخرى من الجسم؛ إذ إنّ امرأةً واحدةً من كل 7 نساء مُعرّضة للإصابة بدوالي المهبل في حال إصابتها بالدوالي في الساقين.


كيف تُشخّص دوالي المهبل؟

يقتضي تشخيص الإصابة بدوالي المهبل الخضوع لبعض الإجراءات والفحوصات، التي تتضمّن واحدًا أو أكثر ممّا يأتي:[٥]

  • الفحص الجسديّ الكامل: الذي يعتمد على الأعراض أو العلامات التي تشكو منها المُصابة.
  • التصوير بالأشعّة فوق الصوتيّة (Ultrasound): التي تُبيّن شدّة دوالي المهبل، بالإضافة إلى الكشف عن وجود أيّ تجلّطات أو مشكلات في تدفّق الدم داخل الأوردة فيه.
  • تقصّي وجود اضطرابات أُخرى مع دوالي المهبل: مثل مُتلازمة احتقان الحوض، التي تؤثّر في أوردة الحوض الأكبر حجمًا مُقارنةً بدوالي المهبل، ويتحرّى وجودها الطبيب بإجراء الفحوصات الآتية:
    • تصوير الرنين المغناطيسيّ (MRI).
    • تصوير القلب المقطعيّ المحوريّ (Heart CT Scan).
    • تصوير الأوردة الدمويّة الانتقائيّ.


ما علاج دوالي المهبل؟

في إطار الحديث عن علاج دوالي المهبل فهو يعتمد على السيطرة على الأعراض في الإصابات التي تستهدف النساء الحوامل، ويكون ذلك باتّباع الإرشادات والنصائح الآتية:[٤]

  • استخدام كمّادات الماء البارد أو كمادات الثلج على منطقة الفرج.
  • تجنّب الوقوف أو الجلوس مدّةً طويلةً مُتواصلةً، ومُحاولة تغيير الوضعيّة بين وقتٍ وآخر.
  • ارتداء الملابس الداخليّة المُصمّمة لتقليل أعراض دوالي المهبل، كما أنّ ارتداء الجوارب الدّاعمة للساقين يُساعد في ذلك.
  • رفع القدمين؛ لتحسين تدفّق الدم ومنع تجمّعه في الأوردة.

أمّا في الحالات الأكثر شدّةً فقد يوصي الطبيب باتّباع الآتي:[٤]

  • تقليل الحكّة: ذلك باستخدام المحاليل الرغويّة التي لا تحتوي على الصابون، أو باستعمال المُستحضرات الجلديّة التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات، التي تُصرف وفق تعليمات الطبيب وإرشاداته.
  • علاج خثرات الدم: التي يُسيطر عليها الطبيب بصرف بعض الأدوية المُناسبة حتّى تتحلّل الخثرة أو الجلطة، وتمنع تكوّن خثرات أُخرى.
  • المُعالَجة بالتصليب: التي تقتضي حقن الوريد المُصاب بموادّ تتسبّب بعمل ندوب فيه وإغلاقه.
  • الانصمام عبر القسطرة (Transcatheter Embolization): هو من العمليات البسيطة، يتمثّل بإدخال أنبوب القسطرة عبر الوريد المُصاب، وحقنه بمادّة دوائيّة أو مادّة مُصنّعة؛ لمنع تدفّق الدم فيه.
  • جراحة قطع الوريد: التي يُزيل فيها الطبيب الجرّاح الأوردة المُصابة، عن طريق شقوق على سطح جلد الفرج أو المهبل.


هل توجد مخاطر لدوالي المهبل؟

في بعض الأحيان القليلة نوعًا ما قد تتسبّب دوالي المهبل بمخاطر ومُضاعفات على صحّة المرأة، يُذكر منها الآتي:[٢]

  • احتماليّة الإصابة بالخثَار الوريديّ العميق، وهي جلطة دمويّة في الساق، يُحتمل انتقالها عبر الأوعية الدمويّة إلى أماكن أُخرى في الجسم، لذا فهي خطيرة للغاية وتُهدّد حياة المُصابين، ولُحسن الحظّ فهي نادرة الحدوث للمُصابات بدوالي المهبل.
  • احتماليّة الإصابة بمُتلازمة احتقان الحوض.
  • احتماليّة تورّم المنطقة التناسليّة وتوقّف تدفّق الدم إليها، وذلك في حال تضرّر أكثر من وريد في الفرج والأعضاء التناسليّة لدى المرأة.


كيف يُمكن الوقاية من الإصابة بدوالي المهبل؟

لا توجد إجراءات مُحدّدة للوقاية من دوالي المهبل بحدّ ذاتها، وإنّما الوقاية من الدوالي بصورة عامة، وذلك باتّباع الإرشادات والنصائح الآتية:[٥]

  • الحفاظ على الوزن من الزيادة المُفرطة.
  • تناول الأطعمة الصحيّة ومُمارسة التمارين بانتظام.
  • رفع الرجلين عن مستوى الأرض عند الجلوس.
  • تجنّب ارتداء الملابس الضيّقة من جهة الخصر وأعلى الفخذين.
  • تجنّب الجلوس أو الوقوف بوضعيّة ثابتة مدةً زمنيّةً طويلةً ومُتواصلةً.


متى يجب مراجعة الطبيب؟

إنّ وجود أيّ من العلامات أو الأعراض الدالّة على الإصابة بدوالي المهبل يستدعي مُراجعة الطبيب، لكن في بعض الحالات النادرة قد يتطلّب الأمر مُراجعته في أسرع وقت، مثلما يحدث عند الشكّ بوجود خثَار وريديّ عميق، ومن أعراضه الشعور بألم في أحد الأوردة، واحمراره وتورّمه، بالإضافة إلى الشعور بصلابة ملمسه.[٢]


المراجع

  1. "Varicose veins", mayoclinic,16-1-2019، Retrieved 13-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Zawn Villines (30-4-2018), "Vulvar varicosities: What to know about varicose veins on the vulva"، medicalnewstoday, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت TAHMINA BEGUM (7-9-2019), "Vulvar Varicosities: The Varicose Veins That Develop on Your Vulva"، womenshealthmag, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت Tanya Tantry (3-10-2019), "Vulvar Varicosities: Everything You Need to Know"، flo, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  5. ^ أ ب Natalie Silver (18-9-2018), "How to Identify and Treat Vulvar Varicosities"، healthline, Retrieved 13-7-2020. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×