محتويات
ما هو مرض برجر؟
مرض برجر (Buerger's disease) أو كما يُعرف باسم التهاب الأوعية الدموية الخثارية المُسِدة (Thromboangiitis obliterans) هو حالة التهابية تُصيب الأوعية الدموية الصغيرة في الذراعين والساقين، ويحدث هذا الالتهاب كجزء من الاستجابة المناعية للجسم في هذه الأوعية الدموية، ونتيجةً للالتهاب تتكوّن تكتلات من الخلايا مشكِّلة الجلطات الدموية، مما يُقلّل تدفق الدم في الأوعية الدموية أو يمنعه، بالتالي انخفاض معدّل وصول الدم والأكسجين إلى أطراف الساقين والذراعين، ويُعدّ مرض برجر من الحالات الخطيرة التي قد تؤدي إلى تلف الأنسجة في الأصابع والقدمين، والشعور بالألم الشديد، وموت الأنسجة أحيانًا (الغرغرينا).[١]
ما هي أعراض مرض برجر؟
عادةً ما تبدأ أعراض مرض برجر بالظهور متمثلةً بالشعور بالألم الشديد في اليدين أو القدمين، الذي غالبًا ما ينتشر إلى الذراعين والساقين، وقد يظهر عند استخدام اليدين أو القدمين في أداء أنشطة معينة ويزول عند الانتهاء من هذه الأعمال، أو قد يكون مستمرًا حتى في أوقات الراحة، وعادةً ما يزداد الألم في حال الشعور بالبرد أو إجهاد المناطق المُصابة، وبعد ذلك تبدأ الأعراض بالتطوّر لتتضمن ما يأتي:[٢][٣]
- ألم في الساقين، أو الكاحلين، أو القدمين عند المشي، وغالبًا ما يكون في قوس القدم.
- الشعور بالوخز والحرقة والألم في اليدين والقدمين.
- برودة اليدين أو القدمين.
- تحوّل الجلد في اليدين والقدمين إلى جلد رقيق وذي مظهر لامع.
- شحوب لون اليدين والقدمين، أو ظهورهما باللون الأحمر أو الأزرق.
- تغيّرات الجلد، أو ظهور تقرحات صغيرة مفتوحة ومؤلمة على أصابع اليدين أو أصابع القدمين.
- شحوب أصابع اليدين والقدمين عند تعرّضهما للبرودة (ظاهرة رينود).
- فقدان الشعر من اليدين والساقين.
- التورّم على طول الوريد المتأثر تحت الجلد، وعادةً ما تكون هذه الحالة علامةً على الإصابة بجلطة دموية.
ما هي أسباب الإصابة بمرض برجر وعوامل الخطر؟
السبب الأساسي لمرَض برجر غير معروف، لكن تدخين التبغ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإصابة به، وبالرغم من أنّ كيفية تأثير التدخين في الأوعية الدموية ما تزال غير معروفة تمامًا، إلّا أنه يُعتقَد أن المواد الكيميائية الموجودة في التَّبغ قد تُهيِّج بطانة الأوعية الدموية، مما يؤدِّي إلى تورمها،[٢] إضافةً إلى وجود الاستعداد الوراثي للمرض لدى بعض الأشخاص، كما يُعتقد احتمالية أن يكون هذا المرض أحد أمراض المناعة الذاتية التي يُهاجم فيها الجهاز المناعي في الجسم الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ، بالإضافة إلى ذلك توجد مجموعة من العوامل التي يُعتقد أنّها تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، من ضمنها:[٤]
- التدخين المفرط وتدخين التبغ الخام: تزداد احتمالية الإصابة بمرض برجر لدى الأشخاص الذين يُدخنون السَّجائر الملفوفة يَدويًّا باستخدام التبغ الخام، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يُدخنون أكثر من علبة ونِصف من السجائر يوميًّا.
- أمراض اللثة المزمنة: ترتبط عدوى اللثة المزمنة التي تستمرّ مدّةً طويلةً بالإصابة بمرض برجر، لكن ما يزال سبب هذا الترابط غير واضح حتى الآن.
- الجنس: يُعدّ مرض برجر أكثر شيوعًا بين الذكور من الإناث، وبالرغم من ذلك قد يكون هذا الفارق مرتبطًا بارتفاع معدلات التدخين لدى الرجال.
- العمر: عادةً ما يبدأ ظهور هذا المرض لدى الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 45 عامًا.
كيف يتم تشخيص مرض برجر؟
لا يوجد فحص واحد يمكنه التحقّق من الإصابة بمرض برجر، وعادةً ما يستخدم الطبيب مجموعةً من الفحوصات الطبية والمخبرية لتشخيص الحالة وتأكيد الإصابة، من ضمنها ما يأتي:[٣]
- الفحص البدني: بما في ذلك تقييم التاريخ المرضي، والأعراض التي يُعاني منها المصاب، إضافةً إلى الاستفسار عن مجموعة من الأمور المتعلقة بتدخين التبغ.
- اختبار ألين (The Allen test): هو اختبار يدوي وأساسي لفحص تدفق الدم، يتضمّن ضغط المريض على يده بقبضة قوية، مما يتسبّب بخروج الدم من اليد، يليه ضغط الطبيب على شرايين المعصم؛ لإبطاء تدفق الدم إلى اليد، عند هذه المرحلة تفقد اليد لونها الطبيعي، وعند فتح المريض يده يُزيل الطبيب الضغط عن الشرايين، وفي الحالات الطبيعية يعود لون اليد إلى طبيعته بسرعة نتيجة عودة تدفق الدم إليها بصورة طبيعيّة، أما في حال استغرق الأمر بعض الوقت حتى تعود اليد إلى لونها الطبيعي فقد يكون ذلك علامةً على الإصابة بمرض برجر.
- تصوير الأوعية الدموية (Angiogram): باستخدام الأشعة السينية؛ للتحقق من انسداد الأوعية الدموية في الذراعين والساقين، ويتضمّن هذا الفحص وضع أنبوب رفيع يُسمّى القسطرة في الشريان، وضخّ صبغة خاصة فيه، ثمّ التقاط الصور باستخدام الأشعة السينية لإلقاء نظرة على الأوعية الدموية، كما يمكن استخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لإنشاء صور مماثلة.
- تحاليل الدم: تُساعد تحاليل الدم على استبعاد وجود أمراض أخرى، بما في ذلك مرض السكري، ومرض الذئبة، وغيرهما من الأمراض التي قد تُسبّب جلطات الدم.
كيف يتم علاج مرض برجر؟
بالرغم من عدم وجود علاج شافٍ من مرض برجر، فإنّ الإقلاع عن التدخين يُعدّ من أكثر الطرق المؤثرة لمنع تقدّم المرض وتفاقم الأعراض، وتجدر الإشارة إلى أنّ تدخين بضع سجائر قليلة في اليوم يمكن أن يسبَّب أيضًا تفاقم المرض، ويمكن استشارة الطبيب لوصف بعض الأدوية التي يمكن أن تُساعد على الإقلاع عن التدخين وإيقاف التورم الذي يحدُث في الأوعية الدموية، كما يمكن الاشتراك في البرامج الداخلية للإقلاع عن التدخين، تتضمّن المكوث في منشأة علاجية داخل المستشفيات عدّة أيام أو أسابيع، والمشاركة في جلسات يومية وأنشطة أخرى تُساعد على التعافي والتعامل مع الرغبة الشديدة بالتّدخين.
كما يمكن استخدام بعض العلاجات الإضافية التي تُساعد في تخفيف الأعراض ومنع المرض من التقدّم، من ضمنها:[٤]
- الأدوية التي تُساعد على توسيع الأوعية الدموية، وتحسين تدفق الدم، وإذابة الجلطات الدموية.
- الضغط المتقطع على الذراعين والساقين، مما قد يُساعد في زيادة تدفق الدم إلى الأطراف.
- تحفيز الحبل الشوكي.
- بتر الأطراف أو جزء منها، في حالات العدوى أو الغرغرينا.
ما هي مضاعفات مرض برجر؟
مع مرور الوقت يمكن أن يبطئ مرض برجر معدّل تدفق الدم إلى أصابع اليدين وأصابع القدمين إلى أن يتسبب بإيقافه تمامًا، مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة ومهددة للحياة، أهمّها:[٣]
- الغرغرينا، مما يعني موت الجلد والأنسجة في أصابع اليدين والقدمين، بالتالي الشعور بالخدر التام في المنطقة المصابة، وتحوّلها إلى اللون الأزرق أو الأسود، وعادةً ما تستدعي الغرغرينا بتر الأطراف لمنع انتشارها.
- مشكلات الدورة الدموية في أجزاء أخرى من الجسم، كالإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية في حالات نادرة.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة بمرض برجر؟
يُعدّ الإقلاع عن التدخين الإجراء الوقائي المثالي للوقاية من الإصابة بمرض برجر، كما أنّ تركه بعد الإصابة بهذا المرض يمكن أن يؤدي إلى تخفيف الأعراض إلى أن تختفي من تلقاء نفسها ودون الحاجة إلى العلاج.[٥]
المراجع
- ↑ "Learning About Buerger's Disease (Thromboangiitis Obliterans)", alberta, Retrieved 2020-7-5. Edited.
- ^ أ ب "Smoking and Buerger’s Disease", cdc, Retrieved 2020-7-5. Edited.
- ^ أ ب ت "Buerger’s Disease (Thromboangiitis Obliterans)", webmd, Retrieved 2020-7-5. Edited.
- ^ أ ب "Buerger's disease", mayoclinic, Retrieved 2020-7-5. Edited.
- ↑ April Khan ,Marijane Leonard (2017-12-12)، "Buerger’s Disease"، healthline, Retrieved 2020-7-5. Edited.