الجنة
أعَدَّ الله تعالى الجنة لعباده المؤمنين، وجعلها محلًا لكرامته، وقد ذكر القرآن الكريم أوصافها، وبيّن أصناف النعيم فيها، وأبوابها، وطعامها، وشرابها، وأنواع أنهارها ومياهها، شاحذًا لهمم عباده ومُرغبًا لهم في نيلها، فالله تعالى عرض الجنة على عباده مقابل ما يبذلونه في سبيله.[١]
قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.[٢][١]
وفي هذا المقال سيتم الحديث عن أحد أهم ما يخطر على بال العديد من المسلمين من الأسئلة وهو: هل سنعيش مع من نحب في الجنة، كما وسيبين أسماء الجنة، بإذن الله تعالى.
هل سنعيش مع من نحب في الجنة
يتسائل كثيرٌ من الناس هل سنعيش مع من نحب في الجنة، وهل يلتقي الأحبة والأصحاب والأهل في الجنة، في بادئ الأمر بعد الحساب يُجزى الناس يوم المحشر كلٌ بحسب عمله، فلا يُجزي ولدٌ عن والده شيء، ولا يُجزي الوالد عن ولده شيئًا، وبعد انتهاء الحساب، واستقرار عباد الله المؤمنين في الجنة يكون من تمام نعيمها لقاء الأحبة.[٣]
وقد دلَّت كلّ من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية على أنّ المؤمن إذا أكرمه الله -تعالى- بدخول الجنة؛ فله ما تشتهيه نفسه من طعامٍ وشراب، وغيرها من الملذات المادية والمعنوية، مثل تلاقي الأحبة، واجتماع الشمل، ولقاء الأصحاب، حيث قال الله تعالى: {جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلونَهَا ومَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وأَزْوَاجِهِمْ وذُرِّيّاتِهِمْ والمَلائِكَةُ يَدْخُلونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ* سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ}.[٤][٣]
وفي الحديث النبوي الذي يرويه الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: "أنَّ رجُلًا قال: يا رسولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ القَومَ ولم يَبلُغْ عمَلَهم؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: المَرءُ مع مَن أَحَبَّ. قال حسَنٌ: أعمالَهم. قال: المَرءُ مع مَن أَحَبَّ. قال ثابتٌ: فكان أنسٌ إذا حَدَّثَ بهذا الحديثِ قال: اللَّهمَّ فإنَّا نُحِبُّك، ونُحِبُّ رسولَك".[٥][٣]
أسماء الجنة
بعد التعرُّف على موضوع هل سنعيش مع من نحب في الجنة، لا بُدّ من ذكر أنّ للجنة أسماء عديدة بينتها كلٌ من آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية، ومن أسماء الجنة، أنها تُعرف باسم الجنة؛ وهذا الاسم العام لتلك الدار، وما اشتملت عليه من أنواع النعيم، ومن أسمائها أيضًا دار السلام، حيث قال الله تعالى: {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ}.[٦]
ومن أسمائها أيضًا دار الخلد، ومن أسمائها دار المقامة، حيث قال الله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ}،[٧] وتُسمى كذلك جنة المأوى، حيث قال الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}،[٨] وتُسمى جنات عدنٍ أو جنة عدن، حيث قال الله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا}.[٩][١٠]
المراجع
- ^ أ ب "وصف الجنة في القرآن الكريم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية: 111.
- ^ أ ب ت "اجتماع شمل الأسرة في الجنة"، www.fatwa.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الرعد، آية: 23-24.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 13388، حديث إسناده صحيح على شرط مسلم.
- ↑ سورة يونس، آية: 25.
- ↑ سورة فاطر، آية: 34-35.
- ↑ سورة النازعات، آية: 40-41.
- ↑ سورة فاطر، آية: 33.
- ↑ "أسماء الجنة"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2020. بتصرّف.