ما هو الصيام
ركن أساسي وعمود رئيس من الأعمدة التي بني عليها الإسلام، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهو أن يمسك المسلم الصائم عن الطعام والشراب والشهوات من طلوع الفجر حتَّى غياب الشمس، وقد فرض الله -سبحانه وتعالى- على الناس صيام شهر رمضان فقط، وجعل لمن لا يستطيع الصيام رُخَصًا وتسهيلات، فكثرت الأحكام المتعلقة بمسألة الصوم، وفي هذا المقال سيتم الحديث والإجابة عن السؤال القائل: هل قطرة العين تبطل الصيام في الإسلام؟ وسيتم الحديث عن حكم ترك صيام رمضان دون عذر أيضًا. [١]
هل قطرة العين تبطل الصيام
إنَّ قطرات العين الطبية قطرات حديثة العهد ظهرت مع تطوُّر الطب الحديث في العالم، وهي لم تكن مستخدمة في العصور السابقة، لذلك سوف يتبادر إلى أذهان الناس في هذه الأيام السؤال: هل قطرة العين تبطل الصيام ؟ وللإجابة على هذا السؤال انقسم العلماء واختلفوا على الشكل الآتي: [٢]
- تبطل الصيام: ذهب المالكية والحنابلة إلى القول: إنَّ القطرة الطبية في العين تبطل الصيام في حال وصلت هذه القطرة إلى احلق، لأن العين تعتبر منفذًا إلى الحلق حسب قولهم.
- لا تُبطل الصيام: ذهب الحنفية إلى القول: إنَّ القطرة الطبية في العين لا تفسد الصوم لأنَّ القطرة لا تنافي الصوم ولو وجد من يقطر في عينه طعمًا في حلقه، وهذا ما ذهب إليه ابن تيمية وأيَّده فيه جماعة من أهل العلم المعاصرين، والله أعلم.
وجدير بالذكر بعد عرض الرأيين إنَّ الأولى للمسلم أن يتجنَّب قطرة العين وهو صائم مع أنَّ الراجح أنَّها لا تفطر، ولكنَّ الأولى أن يؤخر المسلم القطرة إلى الليل، وإذا اضطر فلا حرج بحسب رأي الحنفية وابن تيمية، والله أعلم.
حكم ترك صيام رمضان دون عذر
بعد الحديث والإجابة عن السؤال القائل: هل قطرة العين تبطل الصيام في الإسلام؟ وبعد التفصيل في رأي العلماء بحسب مذاهبهم في حكم قطرة العين في نهار الصيام، سيتم الحديث عن حكم ترك صيام رمضان دون عذر شرعي، والصحيح إنَّ من ترك صيام رمضان دون عذر شرعي فقد أتى كبيرة من الكبائر وقد عصى الله -سبحانه وتعالى- و عصى الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- أيضًا، وينبغي عليه أن يتوب إلى الله -عزَّ وجلَّ- توبة صادقة من قلب سليم وأن يعزم ألَّا يعود إلى مثل هذا الذنب مرَّة ثانية، وعليه أن يقضي كلَّ يوم ترك صيامه عمدًا، وعليه أيضًا أن يطعم مسكينًا عن كل يوم ترك صيامه عامدًا متعمدًا في حال كان قادرًا على إطعام المساكين، وأمَّا إذا كان فقيرًا فيكفيه التوبة وقضاء ما ترك عمدًا، ويرجع هذا التشديد في الحكم لأن الصيام فرض على كلِّ مسلم ومسلمة لا يملك عذرًا شرعيًا من الأعذار التي هيأها الله لعباده، وهو عبادة أساسية من العبادات التي فرضها الله على عباده، ولأنه ركن رئيس من أركان الإسلام، قال تعالى في سورة البقرة: { .. فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..} [٣].
وجدير بالذكر إنَّ من جحد بوجوب الصيام وتركه عامدًا متعمدًا جاحدًا فقد كفر لأنَّ كذَّب ما جاء به رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو مرتد عن ينه وعقوبته القتل، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "مَن بدَّلَ دينَهُ فاقتُلوهُ" [٤]، الله تعالى أعلم. [٥]
المراجع
- ↑ صوم (إسلام), ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 01-02-2019، بتصرّف
- ↑ التقطير في العين لا يفطر, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 01-02-2019، بتصرّف
- ↑ {البقرة: الآية 185}
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: أحمد شاكر، المصدر: مسند أحمد، الجزء أو الصفحة: 4/349، حكم المحدث: إسناده صحيح
- ↑ حكم القضاء على من ترك الصيام دون عذر شرعي, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 01-02-2019، بتصرّف