محتويات
مفهوم الاتصال
التّواصل الحيواني هو نقل المعلومات من حيوان أو مجموعة من الحيوانات إلى حيوان آخر، ويؤثّر هذا على السلوك الحالي أو المستقبلي للحيوانات، ويمكن إرسال المعلومات عن قصد أو عن غير قصد، كما هو الحال في نقل الرائحة من المُفترس إلى الفريسة، ويوجد لكلّ جماعة من الحيوان ذات حياة اجتماعية، مثل النمل، والنحل، والقردة، وغيرها وسيلة اتصال ولغة تفاهم بين أفرادها، ويزيد الاتصال أو التخاطب من مستوى التنظيم في الجماعة، ويحقّق التعاون فيما بينها، وإطلاق صيحات الخطر عند الضرورة، ويتميز الإنسان بقدرته على اختراع لغات يتفاهم بها أفراد كل مجتمع، وتملك الحيوانات بدورها لغة تخاطب بها الحيوانات الأخرى، ولكنها من نوع آخر من أمثلتها الصوت والرائحة والحركات وغيرها من النشاطات ذات المغزى المفهوم بين كل أفراد المجموعة، والعديد من علماء اللغة يعارضون وصف وسائل التواصل البدائيّة جدًا عند الحيوانات باللغة، ويعتبرون أنّ اللغة خاصية أصيلة وأساسية للإنسان فقط، وهذا بسبب لغة البشر البالغة في الصعوبة.[١]
هل لدى الحيوانات لغة خاصة بهم
تعدّ اللغة شكلًا معقدًا جدًا من أشكال الاتصال الذي يحدث بين الجنس البشري، إنّها مجموعة من الأعراف اللفظية وغير اللفظية التي يستخدمها البشر للتعبير عن تفكيرهم ورغباتهم، ويستخدم البشر الكلمات أثناء الحديث للتعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم وهم قد يميلون إلى البكاء، أو يصنعون وجوهًا عندما يريدون التعبير عن انفعالاتهم، والحيوانات تظهر أيضًا علامات اتصال، مثل كلب يهز ذيله عندما يكون متحمّسًا، أو طائرًا يغرد لجذب الطيور الآخرة لغرض التزاوج، ولكن هل الحيوانات لها لغتها الخاصة، لا يزال العلماء غير متأكّدين من هذا السؤال، ويقول الباحثون والعلماء أن الحيوانات ليس لديهم لغة حقيقيّة مثل البشر، لكنهم يتواصلون مع بعضهم البعض من خلال الأصوات والإيماءات، والحيوانات لديها عدد من الصفات التي تستخدمها للإشارة إلى انفعالاتها، ولكن هذه الإشارات ليست مثل اللغة التي يستخدمها البشر، وكذلك يُظهر الأطفال نفس أشكال الاتصال البدائيّة عند البكاء والإيماءات، لكنهم يتعلمون ببطء كلمات اللغة ويستخدمونها كشكل من أشكال التواصل، وحسب الدراسات والأبحاث في علم اللغة، أنه إذا تم فصل الأطفال عند الولادة بعيدًا عن المجتمعات، فلن يتعلموا كلمات اللغة ولن يكونوا قادرين على التواصل مع البشر الآخرين عند البلوغ، وسوف يلجؤون إلى الأصوات والإيماءات كشكل أساسيّ من أشكال التواصل، ومع ذلك فإنه في المملكة الحيوانية إذا تم تربيتها بمفردها منذ الولادة، فإنها لا تزال قادرة على التصرف والتواصل بنفس الطريقة مثل الأنواع الأخرى من نوعها.[٢]
ولكن ماذا عن الحيوانات مثل الكلاب التي تفهم الأوامر، من المُمكن تدريب الكلاب الصغيرة أو كلاب الحراسة على اتباع أوامر معينة مثل الجلوس أو التدحرج، ولكن هل يعني ذلك أنهم يفهمون اللغة وبالتالي يمكنهم استخدامها أيضًا، ومن المعروف أن الكلاب خبراء في قراءة نوايا أصحابها وأنهم لا يستجيبون للكلمات الفعلية ولكن النبرة التي يسمعونها، لذا إذا قيل للكلب إنّه سيء على سبيل المثال بنبرة مَرِحة، فإن الكلب سيهز ذيله تعبيرًا عن سعادته، أما إذا استعملت نبرة قاسية مع الكلب، فإنه سيضع الكلب ذيله بين ساقيه، ومن المعروف أن الطيور الموجودة في الأقفاص قادرة على التحدث، مثل الببغاء، لذا يُعتقد أنها لا تعني شيئًا ذا معنى بالنسبة للطير، وهي تقوم فقط بنسخ الأصوات التي تسمعها، وليس هناك شك في أن الحيوانات تتواصل مع بعضها البعض بدرجة أو بأخرى استجابة لمحفزات مختلفة مثل الجوع أو الخوف، أما اللغة البشرية فتتكون من خصائص فريدة تمنح القدرة على الانخراط في طرق مجردة وتحليلية، فهل يمكن القول أن الحيوانات ليس لديها لغة حقيقية مثل البشر، نعم الحيوانات لا تمتلك لغة لكن تمتلك طرق تواصل مختلفة للتعبير عن احتياجاتها.[٢]
الفرق بين لغة الإنسان ولغة الحيوان
في الستينيات من القرن الماضي، حدّد اللغوي تشارلز هوكيت مجموعة من ميّزات التصميم لتمييز اللغة البشرية عن أنظمة التواصل الحيوانية، في حين أن هناك مناقشات مستمرّة حول فائدة ميزات التصميم هذه، إلّا أنها تصف بدقة الخصائص الفريدة للغة البشرية، وتتم مشاركة خصائص اللغة عن طريق اللغات الموقعة والمنتشرة على حد سواء، ولكن هناك بعض الخصائص التي يبدو أن جميع اللغات البشرية تشاركها عند استبعاد التواصل مع الحيوانات، لكن ما هي الأمور التي تميز ميزات التصميم اللغة البشرية عن التواصل الحيواني، تميّزت اللغة البشرية وتطوّرت بمرور الوقت، وتطوّرت العديد من الأساليب ترتيب الجمل، وطرق النطق المناسب لتوصيل المعلومة إلى باقي أفراد المجتمع.[٣]
ما يميز اللغة البشرية
من المؤكّد هناك عدة أساليب تطوّرت مع تطور المجتمعات، حتى أصبحت لغة كاملة تساعد الأفراد التواصل ما بينهم، وهذا ما يساعد المجتمعات على التكون، ومن ضمن هذه التطورات:[٤]
- التميز: تتكون اللغات من وحدات منفصلة ومتكررة تخلق معنى عند دمجها، وهذا يعني أنه يمكن الجمع بين الكلمات لإنشاء كلمات جديدة، ودمج هذه الكلمات لإنشاء جمل، وكل لغة لها قواعد، التي تساعدها على التأسيس والتطور.
- أشكال الحروف المختلفة: تتكون الكلمات من حروف مختلفة الشكل لكنها بمعنى آخر، واستمر البشر في تطوير الحروف والحركات المساعدة للحروف، التي أسهمت في اختلاف نطق الكلمة، أو في بعض الأحيان اختلاف كامل للكلمة.
- تطور كافي في الإنشاء: هناك عدد غير محدد من الإنشاءات اللغوية التي يمكن صنعها وفهمها، ولا توجد حدود لعدد الإصدارات المختلفة من الكلمات التي يمكن استخدامها للتواصل، فمثلًا يمكن استخدام الكلمة في الكثير من القواعد، وتحويلها إلى ماضٍ أو مستقبل أو حاضر، ويمكن كذلك استخدام الجملة لمجموعة من الأفراد أو لفرد معين، وتحويل معناها إلى ماضٍ أو حاضر أو مستقبل.
ما يميز التواصل الحيواني
بما أن الحيوانات لا تمتلك لغة، بل تواصلًا غريزيًّا ليتمّ إيصال المعلومة إلى الحيوان الآخر، وهنالك عدة قوانين يطورها الحيوان من أجل التواصل، ولا تتواصل الحيوانات الأخرى عن طريق ترتيب الأصوات التعسّفية، ممّا يحد من عدد الرسائل التي يمكنهم إنشاؤها، وما يميز التواصل الحيواني، أنه يتواصل مع المحفزات والفهارس، وكذلك لا يمكن للحيوانات التواصل مع حيوانات آخرى مختلفة الجنس، مثل فالكلب لا يستطيع التواصل مع القط، وهكذا، ومن المؤكد أن طريقة تواصل الحيوانات هي طريقة تواصل، فطرية وهي متنوعة بيلولجيًا، وبسبب عدم القدرة على الحيوانات بإنشاء لغة تواصل، لذلك لا يمكن للحيوان تذكر أحداث الماضي، ولهذا يستطيع التعرف على أصحابه عن طريق الرائحة مثلًا أو فهم الحركات البشرية والتحرّك على أساسها.[٥]
كيفية التخاطب بين الإنسان والحيوان
يمكن ملاحظة التّواصل بين الإنسان والحيوان في الحياة اليومية، وتعكس التفاعلات بينالحيوانات الأليفة ومالكيها، على سبيل المثال، شكلًا من أشكال التحدث، في حين أنّها ليست بالضرورة حوارًا لفظيًا، على سبيل المثال الكلب الذي يوبّخ قادرًا على فهم الرسالة من خلال تفسير الإشارات مثل موقف المالك ونبرة الصوت ولغة الجسد، وهذا الاتصال ثنائي الاتجاه، حيث يمكن للمالكين أن يتعلّموا تمييز الفروق الدقيقة بين النّباح والمُواء، وهناك فرق واضح بين عواء كلب غاضب يدافع عن منزله وعواء الكلب السعيد لنفس الحيوان أثناء الّلعب، ويعدّ التواصل غالبًا غير لفظيّ مهمًّا أيضًا في أنشطة الفروسيّة مثل الترويض.[٦]
وتوصّلت إحدى الدراسات في علم الحيوان إلى أنّ 30 نوعًا من الطيور و 29 نوعًا من الثدييات تشترك في النمط نفسه من النغمة والسّرعة في الرسائل الأساسية، لذلك يمكن للبشر أن يفهموا بعضهم البعض عندما يعبرون عن العدوان والعداء والاسترضاء وإمكانية التقبل والخضوع والخوف، ويعلّم البشر الحيوانات استجابات محددة لظروف معينة أو منبهات، وقد يكون التدريب لأغراض مثل الرفقة والكشف والحماية والبحث والترفيه، وخلال التدريب ينقل البشر رغباتهم مع التعزيز الإيجابي أو السلبي، بعد انتهاء التدريب، يتواصل الإنسان من خلال إعطاء إشارات بالكلمات، والصفارات، والإيماءات، ولغة الجسد، وما إلى ذلك. ووجدت الباحثة باتريشيا ماكونيل أن المتعاملين في جميع أنحاء العالم يتحدثون 16 لغة، ويعملون مع الإبل والكلاب والحمير والخيول والجاموس المائي، كلهم يستخدمون أصواتًا طويلة مع خطوة ثابتة لإخبار الحيوانات أن تسير ببطء أو بسرعة، ويستخدمون أصوات متكررة قصيرة، غالبًا ما ترتفع في درجة الصوت، لتسريعها أو إحضارها إلى المعالج واستعمال حركات مساعدة مثل التصفيق، وتستخدم الشمبانزي والكلاب والنوارس والخيول والفئران والديوك والأغنام والعصافير أصواتًا متكررة قصيرة مماثلة لإخبار الآخرين من نفس النوع بالاقتراب، حتى الأسماك، التي تفتقر إلى القشرة المخية الحديثة، تم تعليمها التمييز والاستجابة بشكل مختلف للوجوه البشرية المختلفة، مثل سمك المقوس، أو السمكة الذهبية، وكذلك تم تعليم الرخويات، وهي كائنات من اللا فقريات، بتصميمات دماغية مختلفة تمامًا، للتمييز بين الرموز والاستجابة مثل الحبار، والأخطبوط ، وتم عمل تجربة وضع الطعام داخل زجاج، ومع مرور الوقت تعلمت الرخويات بأنه لا يمكن أكل الطعام وهو داخل الزجاج.[٧]
المراجع
- ↑ "Animal_communication", en.wikipedia.org, Retrieved 2020-06-01. Edited.
- ^ أ ب "Animals_and_Human_Language", www.researchgate.net, Retrieved 2020-06-03. Edited.
- ↑ "Animal_communication_and_human_language_An_overview", www.researchgate.net, Retrieved 2020-06-03. Edited.
- ↑ "origin_of_human_language", www.researchgate.net, Retrieved 2020-06-03. Edited.
- ↑ "The-difference-between-animal-and-human-communication", owlcation.com, Retrieved 2020-06-01. Edited.
- ↑ "animal-behavior/a/animal-communication", www.khanacademy.org, Retrieved 2020-06-01. Edited.
- ↑ "rstb.2019.0042", royalsocietypublishing.org, Retrieved 2020-06-01. Edited.