هل لمس جسد الميت ينقض الوضوء والطهارة

كتابة:
هل لمس جسد الميت ينقض الوضوء والطهارة

الموت

الموت هو المصدر من الفعل مات، وأمَّا معنى الموت حسب معجم المعاني في اللغة العربية فيدلُّ على زوال الحياة عن كلِّ كائنٍ حيٍّ، حيث قال تعالى في سورة آل عمران: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}،[١] فيُقال هذا الرَّجل على فراش الموت أي أنَّه يحتضر،[٢] والموت هو الحقُّ واليقين والانتقال من دار الدُّنيا إلى دار الآخرة، وهو راحةٌ لكلِّ من آمن بالله وعذابٌ لمن كفر به وخالف أوامره سبحانه وهو مصيبةٌ يُختبر فيها العبد، وبما أنَّ الإسلام هو الضَّابط لكلِّ أفعال المرء والمبيِّن لأحكامها كان لا بدَّ من مقالٍ تتم الإجابة فيه عن سؤالٍ هامٍّ وهو هل لمس جسد الميت ينقض الوضوء والطهارة، وفيما يأتي ستكون الإجابة عنه.[٣]

هل لمس جسد الميت ينقض الوضوء والطهارة

إنَّ للميِّت أحكامًا بينها الشرع الإسلاميُّ في كيفية التَّعامل معه، وما الأحكام التي تترتب على مسِّه سواءٌ كان ذلك المسُّ عاديًّا أم مسًّا يتعلق بمن قام بتغسيله وتكفيته، وستقف هذه الفقرة مع بيان الأحكام المترتبة على من لمس جسد الميت بقصد التغسيل ومن لمسه لمسًا عارضًا:

لمس جسد الميت لمسًا عارضًا

أمَّا بالنسبة لمن لمس جسد الميِّت لمسًا عارضًا فقد ذهب أكثر أهل العلم على أنَّ ذلك ليس من نواقض الوضوء ولا من موجبات الغسل، وبذلك فلا يكون على اللامس أن يغتسل أو يعيد وضوءه إلا إن مسَّ فرج الميِّت من غير وجود حائلٍ فذهب الكثير من العلماء إلى وجوب الوضوء عندها، وهذا هو الرَّاجح من أقوال أهل العلم؛ لأنَّ مسَّ الفرج يوجب الوضوء سواء كان الممسوس حيًّا أو ميِّتًا.[٤]

لمس جسد الميت بقصد التغسيل

وأمَّا من يقوم على تغسيل الميِّت فيترتب عليه أن يتوضَّأ بعد غسله وضوءه للصلاة، وذلك ما أفتى به جماعةٌ من الصَّحابة -رضوان الله عليهم- على أنَّ المسألة فيها خلافٌ بين العلماء، وبذلك فلا غسل عليه إلا أنَّه إذا اغتسل فذلك أفضل وأحبّ، وقد روي في ذلك عن عائشة رضي الله عنها: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يغتسلُ من أربعٍ: منَ الجَنابةِ، ويومَ الجمعةِ، ومنَ الحجامةِ، وغسلِ الميِّتِ"،[٥] وأمَّا إن لمس فرج الميت وجب عليه الوضوء على كلِّ حال، والاغتسال في حقّه مُستحبٌّ والله في ذلك هو أعلى وأعلم.[٦]

واجب الحي في حقّ الميت

وإنَّ من الحقوق التي لا بدَّ للمسلم أن يفيها ويقوم عليها حتى يتمَّها على أكمل وجهٍ هي حقوق من فارقوا الحياة، وفي ذلك تكريم الإسلام للإنسان حتى بعد موته، وقد بينت حقوق الميت في السنة النبوية، وستقف هذه الفقرة للحديث عن ذلك بالتَّفصيل:[٧]

  • ستر جسد الميت: ومن الأمور المسنونة ستر جسد الميت لحديث عائشة رضي الله عنها: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَ سُجِّيَ ببُرْدٍ حِبَرَةٍ."[٨]
  • الإسراع في دفن الميت: ولا بدَّ للمسلم أن يُسرع في دفن أخيه المسلم، وقد روي في ذلك حديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- يقول فيه: "أَسْرِعوا بِـجَنائِزِكم؛ فإنْ كان صالـحًا قَدَّمْتُموه إليه، وإنْ كان سِوى ذلك فشَرٌّ تَضَعونه عن رِقابِكم، وقال مرةً أُخْرى يَبْلُغُ به النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَسْرِعوا بالـجَنازَةِ؛ فإنْ تَكُ صالِـحَةً، خَيْرٌ تُقَدِّموها إليه."[٩]
  • الإسراع في وفاء دينه: ومن أهمِّ حقوق الميِّت على أخيه أن يُسارع في قضاء دينه، وروي في ذلك حديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- يقول: "نفس المؤمن مُعَلّقة بدَيْنِه حتى يُقْضى عنه."[١٠]

أحكام وشروط التيمم

المراجع

  1. سورة آل عمران، آية:185
  2. "تعريف و معنى موت في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-14. بتصرّف.
  3. "عظة الموت "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-14. بتصرّف.
  4. "لمس الميت لا يوجب الغسل أو الوضوء"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-14. بتصرّف.
  5. رواه ابن دقيق العيد، في الاقتراح، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:112، صحيح.
  6. "حكم من غسل ميتاً"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-14. بتصرّف.
  7. "ما ينبغي فعله للميت بعد موته"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-20. بتصرّف.
  8. رواه صحيح البخاري، في البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5814، صحيح.
  9. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:7267، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
  10. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1079، حسن.
4586 مشاهدة
للأعلى للسفل
×