مرض الفصام هو نوع من أنواع الأمراض النفسية، ولكن هل مرض الفصام خطير؟ وهل من الممكن للشخص المصاب به أن يشكل خطورة على المحيطين به؟
فلنتعرف في ما يأتي على إجابة سؤال هل مرض الفصام (Schizophrenia) خطير؟ وبعض المعلومات الإضافية الهامة المتعلقة بهذا المرض:
هل مرض الفصام خطير؟
لكي نتمكن من إجابتك على هذا السؤال هذه بعض النقاط المحورية التي عليك معرفتها في هذا الصدد:
1. مريض الفصام والعنف تجاه المجتمع
لا يعد مرضى الفصام عمومًا فئة خطيرة على المجتمع، بل إن احتمالية قيام مريض الفصام بإلحاق الضرر بمن حوله لا تختلف عن احتمالية قيام أي شخص سليم بأفعال عدوانية تجاه المجتمع.
على الرغم من أن هذا قد يبدو غريبًا إلا أن مرضى الفصام غالبًا ما يكونون الفئة التي تتعرض للتعنيف والجرائم، لا الفئة التي تمارس العنف على الآخرين.
ولكن في نهاية المطاف يبقى الفصام أحد الأمراض النفسية التي قد تسبب انفصال المرضى عن واقعهم، مما قد يولد لديهم انطباعًا مغلوطًا يوحي لهم بأن بعض الأمور الموجودة في محيطهم قد تشكل خطرًا على حياتهم، وهذا قد يدفع بعض مرضى الفصام للتصرف بعدوانية.
2. مريض الفصام والعنف تجاه نفسه
على الرغم من أن مرضى الفصام غالبًا غير عدوانيين إلا أنهم من الممكن أن يشكلوا خطرًا على أنفسهم، إذ يعد الانتحار السبب الرئيس للوفاة بين مرضى الفصام، لا سيما وأنهم يميلون للانعزال عن المجتمع.
وتزداد فرص قيام المريض بالإقدام على الانتحار في حال لم يحصل على العناية الطبية اللازمة في الوقت المناسب.
3. مريض الفصام وتبعات الإهمال الطبي
بما أننا في صدد الإجابة عن سؤال هل مرض الفصام خطير؟ علينا أن نتحدث حول المضاعفات الصحية التي يسببها المرض والتي قد تشكل جزءًا من خطورة المرض المحتملة.
ففي حال لم يتم إخضاع المريض لبرنامج علاجي مناسب لحالته قد يتفاقم وضعه الصحي والنفسي، مما قد يؤدي لظهور بعض المضاعفات، وهذه أهمها:
- إصابة المريض بأمراض نفسية أخرى قد تنشأ لديه مع الوقت، مثل: الاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري (Obsessive-compulsive disorder).
- تأثير سلبي على نواحي حياة المريض، مثل: العجز عن العمل، أو التوقف عن الذهاب للمدرسة أو الجامعة إذا كان المريض طالبًا، أو الانعزال عن المجتمع، أو مشكلات مادية ومعيشية، أو التشرد.
- مضاعفات أخرى، مثل: تعاطي المخدرات أو الكحول، أو السلوك العنيف، أو نشأة بعض الأمراض الجسدية لدى المصاب.
مؤشرات السلوك العنيف لدى مرضى الفصام
على الرغم من أن السلوك العدواني لا يعد شائعًا عمومًا بين مرضى الفصام، إلا أنه كما ذكرنا مسبقًا عندما أجبنا على سؤال هل مرض الفصام خطير؟ من الممكن أن ينشأ لدى البعض.
وهذه أبرز الأعراض التي قد تدل على السلوك العدواني لدى مريض الفصام:
- تغيرات مزاجية لا مبرر لها، وتصرفات على درجة من العنف أو العدوانية، مثل: الاستفزاز اللفظي، أو إطلاق ألقاب غير محببة على بعض الأشخاص، أو تهديد من حولهم، أو السخرية باستمرار والاستهزاء ببعض الأشخاص.
- التحدث باستمرار عن مواضيع غالبًا ما تدور حول العنف الذي من الممكن ممارسته تجاه فئات معينة، مثل: بعض الفئات العرقية، أو تجاه أماكن معينة كبعض المنشآت الدينية.
- عدم إبداء أي استعداد لتحمل مسؤولية بعض التصرفات أو الأحاديث غير اللائقة التي قد تصدر عن المريض، إذ قد يعتقد المريض أن هذا النوع من التصرفات مبرر ورد فعل طبيعي للطريقة التي عومل بها مثلًا.
- تحدث المريض حول إمكانية شراء بعض المواد أو الأدوات القاتلة كالسموم أو الأسلحة.
- قيام المريض بفتح أحاديث غالبًا ما تدور حول الموت أو العنف، أو كتابة نصوص أو رسم لوحات تدور حول هذا النوع من المواضيع.
- إفصاح المريض لشخص ما عن أنه يستمر في سماع أصوات في رأسه تحثه على القيام بأفعال عدوانية، مثل: القتل.
في بعض الحالات قد يتم إدخال مرضى الفصام إلى المشفى منعًا لنشأة هذا النوع من السلوكيات لديهم، وتحاشيًا لتبعاتها عليهم وعلى الأشخاص المحيطين بهم.
نبذة عن مرض الفصام
بعد أن أجبنا على سؤال هل مرض الفصام خطير؟ فلنتعرف أكثر على هذا المرض وبعض المعلومات المتعلقة به.
الفصام هو مرض مزمن يصيب الدماغ، ويتسبب غالبًا بجعل المريض يواجه صعوبة في التعرف على الواقع. تصنف أعراض الفصام عادًة ضمن ثلاثة فئات رئيسية، هي:
- الأعراض الإيجابية للمرض، مثل: الهلوسة، والتوهم، والمعتقدات المشوشة أو المختلة.
- الأعراض السلبية للمرض، مثل: عجز المريض عن الشعور إلا بعواطف وأحاسيس محدودة النطاق فقط، والكلام المختصر محدود التعابير، العجز أو تدني القدرة على إنشاء الخطط.
- الأعراض المتعلقة بالتنظيم، مثل: القيام بحركات جسد غير طبيعية، أو الحديث والتفكير بطريقة غير منظمة.
قد تلعب العديد من العوامل دورًا في الإصابة بالفصام، مثل: الوراثة، وبعض العوامل الموجودة في محيط الشخص المريض.
ما من علاج نهائي للفصام، ولكن توجد بعض الحلول العلاجية التي قد تساعد على إبقاء الحالة تحت السيطرة، مثل: الأدوية المضادة للذهان (Antipsychotic medications)، والعلاج النفسي (Psychotherapy).
يجب التنويه إلى أن مرض الفصام يعد مرضًا شائعًا، إذ قد يصيب هذا المرض شخصًا واحدًا من كل 100 شخص حول العالم.