الوضوء
يمكن تعريف الوُضوء لغة: بأنّه من الوَضاءة، وتعني: الحُسن، والجمال، والبَهجة، والنَّظافة، والوضوء: التّوضّؤ، والوُضوء بضمّ الواو: فِعل الوُضوء، والوَضوء بفتح الواو: وهو الماء المُعَدُّ للوُضوء والذي يتوضّأ به المسلم، فالوَضوء، هو الماء، والوُضوء، هو الفعل، والمِيضأَة بكَسرِ الميم: المكان والموضِعُ الذي يُتوضَّأُ فيه، وأمّا تعريف الوُضوء اصطلاحًا: فهو القيام بالتعبُّد لله تعالى بغَسلِ أعضاء مخصوصةٍ، ضمن ضوابط مخصوصةٍ،[١] فتوضّأ، يتوضّأ، توضّؤًا، أي أوصل الماء إلى أعضائه الأربعة مع النّيّة والتّرتيب، وهي: الوجه واليدين والرّأس والرّجلين، حيث قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ}،[٢] وسيأتي لاحقًا الحديث عن: هل مس الفرج ينقض الوضوء.[٣]
هل مس الفرج ينقض الوضوء
هل مس الفرج ينقض الوضوء، فقد اختلف العلماء حول نقض الوضوء بمسّ الفرج "القبل أو الدّبر" بباطن الكفّ، وذلك لورود حديثين متناقضين في الظاهر حول ذلك، حديث طلق بن علي الذي يقول بعدم نقض الوضوء، وحديث بسرة الذي يقول بنقض الوضوء، وهناك من قال: ينقض إذا كان المسّ بشهوة، ولا ينقض إن لم يكن هناك شهوة،[٤] ولكن الذي عليه أهل العلم أنّه ينقض بشهوة أو بغير شهوة، إذا كان اللّمس دون حائل بين باطن الكفّ والفرج، لنفسه أو لغيره، للذّكر أو للأنثى، للكبير أو للصّغير لقوله، صلى الله عليه وسلم: "إذا أفضى أحدُكم بيدِه إلى فرجِه، ليس دونها حجابٌ ولاسِترٌ، فقد وجب عليه الوضوءُ"،[٥] فإذا مسّ الرّجل فرجه أو فرج زوجته أو فرج طفله، انتقض وضوءه، وكذلك المرأة إذا لمست فرجها، أو فرج زوجها، أو فرج صغيرها انتقض وضوءها، والله أعلم.[٦]
نواقض الوضوء
ونواقض الوضوء وهي مبطلاته ومفسداته ثمانية نواقض، بعضها متّفق عليه، وبعضها الآخر مختلف فيه، وفيما يأتي بيان المتفق عليه والمختلف فيه، أمّا المتّفق عليه، فهي:[٧]
- ما خرج من السّبيلين: سواء كثر أو قلّ، وكان نجسًا أو طاهرًا؛ من غائط، أو بول، أو ريح أو منيّ، أو مذيّ، أو وديّ، أو دم، أو رطوبة المرأة، لقوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ}،[٨] وقول النّبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كانَ أحدُكم في الصَّلاةِ فوجدَ حرَكةً في دبرِه أحدثَ أو لم يحدث فأشكلَ عليهِ فلا ينصرف حتَّى يسمعَ صوتًا أو يجدَ ريحًا".[٩]
- فقدان العقل: بجنون، أو سكر أو إغماء، أو نوم عميق، لقوله، صلى الله عليه وسلم: "العينانِ وكاءُ السَّهِ، فَمن نامَ فليتوضَّأ".[١٠]
- أمّا المختلف فيه، فهي: خروج الدّم الكثير من غير القبل أو الدّبر.
- لمس القبل أو الدّبر بباطن الكفّ من غير حائل: لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَن مَسَّ فرْجَهُ، فلْيتَوَضَّأْ".[١١]
- لمس الرجل لامرأة تحلّ له بشهوة دون حائل: أو العكس، وذهب أهل العلم إلى عدم نقضه الوضوء، لأنّ مقصود اللّمس في الآية الجماع.
- أكلّ لحم الإبل: لحديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- "أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلاَ تَوَضَّأْ، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ".[١٢]
- غسل الميّت.
- الرّدّة: لقوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.[١٣]
المراجع
- ↑ "المبحث الأوَّل: تعريف الوُضوء "، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية: 6.
- ↑ "الوضوء "، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020.
- ↑ "هل لمس الفرج ينقض الوضوء؟"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن عبدالبر، في التلخيص الحبير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1/189، صحيح.
- ↑ "حكم مس الفرج من غير حائل"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
- ↑ "نواقض الوضوء المجمع عليها والمختلف فيها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية: 6.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 177، صحيح.
- ↑ رواه النووي، في المجموع، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 2/12، حسن.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن بسرة بنت صفوان ، الصفحة أو الرقم: 27294، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 360، صحيح.
- ↑ سورة الزمر، آية: 65.